"تقرير" .. هل يبقى أردوغان مصرّا على زيارة غزة .. ؟

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
يترقب أهل قطاع غزة المحاصر بعيون من "الأمل والقلق"، ما أعلنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن زيارته لغزة نهاية شهر مايو المقبل، وما ستُسفر عنه تلك الزيارة من نتائج عملية تساعد في رفع للحصار الظالم المفروض على القطاع للعام السابع على التوالي، بعد تحديه للحملات والدعوات الفلسطينية والإسرائيلية والأمريكية القوية لإجباره على إلغاء زيارته لغزة.

وتعرض رئيس الوزراء التركي خلال الأيام الماضية، لحملة انتقادات شديدة، من قبل الإدارة الأمريكية والجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية فور إعلانه التوجه لغزة، ففي الوقت الذي أكدت فيه السلطة أن الزيارة تعزز من الانقسام، طالبته الإدارة الأمريكية بتأجيلها، في حين اتهمت حركة "حماس" السلطة والإدارة الأمريكية بالسعي إلى عزل القطاع عن العالم برفضهم زيارة أردوغان.

وأعلن أردوغان "الثلاثاء" الماضي عن عزمه القيام بزيارة إلى قطاع غزة المقررة أواخر مايو/ أيار المقبل ورفضه الضغوطات الخارجية، وذلك للمساعدة في رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، والتحقق من تنفيذ الاحتلال لتعهداته بالمطالب التركية، عقب الهجوم على قافلة أسطول الحرية" التي خلفت مقتل 9 مواطنين أتراك عام 2010.

وأكد مراقبون ومحللون، أن زيارة أردوغان لغزة، تحمل طابعا سياسيا بامتياز، وستُساهم بشكل إيجابي في رفع العزلة الدولية المفروضة على حكومة غزة وحركة "حماس" التي تديرها.

زيارة سياسية..
ويؤكد المحلل السياسي، أكرم عطا الله في هذا السياق، أن زيارة رئيس الوزراء التركي لغزة، تحمل طابع سياسي كبير، وسيخدم حكومة غزة التي تديرها حركة "حماس" في الجانب الأساسي.

وأوضح عطا الله:" أن حركة "حماس" تصر على زيارة أردوغان لغزة، وتعتبر الزيارة انتصار كبير لها ويخدم أهدافها التي تسعى لها منذ سنوات بإنهاء العزلة الدولية المفروضة عليها منذ سيطرتها على قطاع غزة.

وقال المحلل السياسي:" تركيا، تريد أن تلعب دوراً أسياسياً في المنقطة، ومفتاح ذلك هو الملفات الفلسطينية، زيارة أردوغان لغزة، هو الخطوة الأولى لذلك ".

وأضاف عطا الله، ضغوطات كبيرة مورست على الجانب التركي مؤخراً من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، لكنها لم تفلح بتغيير رأي ونية أردوغان بزيارة غزة.

ولفت عطا الله، إلى أن تركيا بالآونة الأخيرة تبني علاقات جديدة مع إسرائيل اقتصادية وسياسية وعسكرية، وهناك نوع من التراجع التركي في الوعودات التي قطعتها على نفسها بعدم مصالحة إسرائيل إلا برفع الحصار عن غزة ".

وتابع قائلاً:" هناك وفود إسرائيلية في تركيا لمناقشة العلاقات بين الجانبين، وحصار غزة لم يرفع، ربما ذلك يؤشر على تراجع تجاه غزة.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أعلن بعد لقائه أردوغان الأحد الماضي أنه اقترح عليه تأخير موعد زيارته التي يريد القيام بها لقطاع غزة، ونددت حركة "حماس" بدعوة كيري.

وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري "ندين الموقف الأميركي المطالب بإلغاء زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى غزة ونعتبر ذلك دليلا على تورط الأميركي لتكريس الحصار على غزة".

وأضاف أن "الحركة تعتبر أن توافق عباس مع كيري بشأن إلغاء زيارة أردوغان هو دليل على التنسيق المتبادل بين الطرفين لإبقاء الحصار على غزة والتضييق على حركة حماس".

حجر الأساس..
بدوره، رأى المحلل السياسي هاني حبيب، أن الرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عازم على زيارة قطاع غزة وسيحاول أخذ الموافقة الأمريكية والفلسطينية لها. وأكد حبيب، أن تركيا تحاول لعب الدور الأساسي في القضية الفلسطينية وملفاتها، وإصرار أردوغان على زيارة غزة بهذا التوقيت دليل كافي على مخططات تركية لتكون حجر الأساس بالقضايا الفلسطينية.

وأوضح المحلل السياسي، أن أردوغان قبل زيارته لغزة سيتوجه لواشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وسيتم خلال ذلك اللقاء بعد زيارته لغزة، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي سيحاول إقناعه بإلغاء الزيارة. وقال:" المعطيات الأولى وبحسب التطورات السياسي، فمن الصعب أن يؤجل أردوغان زيارته لغزة مهما كان الأمر".

وانتقد حبيب، زيارة أردوغان في الوقت الراهن، وفي ظل ما تعانيه الساحة الفلسطينية من انقسام، مؤكداً أن تلك الزيارة ستساعد في تغذية ذلك الانقسام وزيادة الشرخ في الصف الفلسطيني، مؤكداً أن الفلسطينيين يرحبون بأي جهد تركي أو غيره يساعد في إنهاء الانقسام لا تعميقه.

وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، انه يبقي على زيارته المرتقبة في نهاية أيار/مايو إلى غزة رغم تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي اقترح عليه تأخير موعد الزيارة، وقال أردوغان لصحافيين في أنقرة "من غير الوارد إرجاء هذه الزيارة".

واعتبر رئيس وزراء حكومة غزة، إسماعيل هنية، أن تمسك أردوغان بزيارة غزة، دليلا على انتهاء زمن الوصاية الأمريكية، وقال هنية:"نرحب بزيارة رئيس الوزراء التركي، ونثمن هذا الموقف المعبر عن أصالة تركيا قيادة وشعباً ومدى احتضانها ودعمها للقضية الفلسطينية، وشدد على أن الزيارة تأكيد على أن زمن الوصاية الأمريكية قد انتهى.

من / نادر الصفدي ..