رام الله- وكالة قدس نت للأنباء
أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن القطاعات المسيطرة في كلاً من حركتي "فتح وحماس" غير معنية بتحقيق المصالحة الوطنية وتسعى لإبقاء الوضع الراهن.
وأوضح عبد العليم دعنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن تلك القطاعات أظهرت الوضع في كلاً من قطاع غزة والضفة الغربية، بلا سلطة رئيسية للشعب الفلسطيني، وأن ما هو موجود إنما هو "كرسي مرسوم على الحائط"، وهذا ما تريده تلك القطاعات المسيطرة في الحركتين.
وأضاف دعنا في تصريح لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، اليوم الخميس، أن الوضع الحالي في الساحة جعل الشعب الفلسطيني يظهر مواطنيه وكأنهم أيتام بحضور هذا الإنقسام السياسي، منوهاً إلى أن هذا الوضع لن يتغير إلا بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء إنتخابات لها في أماكن التواجد الفلسطيني في الداخل والخارج.
وأشار إلى أن ما يتم السعي له حالياً من العودة للمفاوضات لن يوصل الشعب الفلسطيني إلى نتيجة وإنما سيزيد من ويلاته ومن أرضه التي إبتلعتها إسرائيل والمستوطنين، لقد إستمرت تلك المفاوضات طوال أعوام وأرجعت القضية الفلسطينية للوراء.
ولفت دعنا إلى أنه منذ بداية المفاوضات إبتلعت إسرائيل ما يزيد عن 50% من الأراضي الفلسطينية والإستيطان أصبح 200% وحوالي 50% من أراضي الضفة الغربية تحولت للسيطرة الإسرائيلية، وبعد هذه التجربة كيف تعود السلطة لها مرة أخرى.
ونوه إلى أن السلطة الفلسطينية بعد كل إتفاقية توقعها مع إسرائيل تعود خطوتين إلى الوراء عن الإتفاقية التي سبقتها بشكل تنازلي، وكل ذلك لصالح إسرائيل، فقد تمكنت إسرائيل من خلال المفاوضات من فرض للأمر الواقع وجعلت هناك ضغوط إقتصادية على الشعب الفلسطيني وجرت الويلات على الأسرى.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة، أن المفاوضات حالياً تعرقل سير المصالحة الفلسطينية وتقوم بتجميدها في ظل سعي حركة فتح لها وعدم موافقة حركة حماس عليها، وعملياً فقد تجمدت المصالحة تماماُ بعد توقيع العديد من الإتفاقات بين الحركتين والتي لم يحقق منها شيء.
وشدد دعنا على انه ف حالة بقي الوضع كما هو عليه ولم يبادر الطرفين بإنهاء تلك الأزمات المستمرة بينهما حول المصالحة الفلسطينية وظلت الأمور متأزمة، بأن يخرج الشعب الفلسطيني ويحسم هذا الخلاف الدائر.
وأوضح أنه بلا شك هناك شرائح إجتماعية وسياسية في حركتي حماس وفتح تسعى فعلياً من أجل تحقيق المصالحة الوطنية ولكن الشرائح المسيطرة عملياً على الوضع القائم هي التي لا تريد أن ينتهي هذا الإنقسام لأنها المستفيدة منه.
وأضاف دعنا أن الشعب الفلسطيني يظهر في مقاومته الشعبية في الميدان تجاه الشوارع المغلقة وتجاه الإستيطان والجدار موحد، ولكن قواه السياسية هي المفترقة، الشعب الفلسطين موحد ولكن قواه السياسية هي التي تسعى لتفريقه.