لماذا كل هذا الغل والحقد والضغينة في الصدور؟ولماذا كل هذا التسويف والمماطلة في تنفيذ بنود المصالحة؟ لماذا الاختلاف وكلنا أبناء وطن واحد وفى مركب واحد, هدفنا واحد, وعدونا واحد, ومصيرنا واحد, الم يحن الوقت لان تكون لدينا توجهات وطنية صادقة لتنفيذ بنود المصالحة التي تم الاتفاق عليها والخروج بالوطن من دوامة الخلاف, والمماحكات السياسية, والانتقال إلى مرحلة الوحدة والبناء والاستقرار لنواجه عدونا بيد واحدة, حتى نوقف غطرسته وعنجهيته, وحتى لايطمع بنا ممن يدعون أنهم الأشقاء قبل الأعداء0
لمصلحة من استمرار الانقسام؟هل هو لمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية؟ أم لصالح العدو الصهيوني ؟ إن أطراف الخلاف تعرف النتائج السلبية والآثار الكارثية التي حلت بنا نتيجة هذا الانقسام, ونتيجة تعنت بعض الأطراف التي تعمل من اجل مصلحتها, وليس من اجل القضية الوطنية0 أن هذه القلة التي تعمل دائما على جر الوطن إلى مربع الخلاف, والتحريض, والكذب, واستمرار الانقسام، هم الذين سيدفعون الثمن غالياً لما اقترفته أياديهم نتيجة ممارساتهم اللامسؤولة واللاوطنية, والتي تدل على انعدام القيم والأخلاق, والوطنية, والفكر الصحيح الذي يضع الحلول للتخفيف من حالة الشعب السيئة والخروج من هذه الأزمة0
لقد حان الوقت لنستفيق من سباتنا العميق، ونعرف أن أعداء الوطن كثر سواء في الداخل أو في الخارج ومن أبناء جلدتنا وعروبتنا, ومنهم من يعمل على تنفيذ المخططات الصهيونية -الأمريكية وغيرها لطمس القضية الفلسطينية من اجل مصالحهم ومطامعهم, وستظل هذه المصالح قائمة ما بقيت فلسطين وقضيتها الوطنية, ولن يرضوا عنا إذا تم تسوية الخلاف وإعادة الوحدة وتفرغنا لعدونا, وسيعملوا على إطالة أمد الانقسام مخلصين لأمريكا وإسرائيل, وربما سيعملوا على أن نتقاتل مجددا, وزيادة الحقد والخلاف المدمر والمفاهيم الفاسدة بين أبنائنا, وسيزيفون الحقائق والتاريخ ويقلبون الموازين رأساً على عقب, كل هذا يحدث وربما يتجدد على مرأى ومسمع الكثير من علمائنا ومثقفينا ولا حياة لمن تنادي. إن هذه القلة تعلم ما يكنه أعداء قضيتنا الوطنية لشعبنا وقضيته العادلة, ورغم ذلك لاتزال هذه القلة تعمل بإخلاص مع أذناب أمريكا وإسرائيل لإرضائهم ،ولتحطيم وحدتنا الوطنية والأخلاقية مستغلين الانقسام السياسي,والصراع الإيديولوجي, ومستغلين كل الوسائل والأساليب والأفكار المضللة والمنحرفة عن معتقداتنا الروحية والأخلاقية, فأعداء الوطن لن يهدأ لهم بال إلا إذا دمروا ماتبقى من قضيتنا الوطنية, وبقينا على حالنا المنقسم مستخدمين أسلحتهم الفاسدة مثل سلاح المال, والغزو الفكري والإيديولوجي, لذلك علينا أن نتعظ ونستخلص الدروس والعبر من غيرنا قبل فوات الأوان, ولننتبه إلى وحدتنا وقضيتنا وشعبنا لنستطيع مواجهة عدونا الذي يستغل بعض العرب لتدميرنا, وإنهاء قضيتنا من خلال ايادى مدسوسة ملوثة بالخيانة تعمل من وراء دهاليز أسيادهم لاستمرار الانقسام والأزمات بين أبناء الوطن الواحد.
إن هذه الأقلية التي تحاول تدمير الوطن بافتعال الأزمات هنا وهناك بإطالتها لأمد الانقسام، لاتريد لشعبهم التحرر والالتفات لقضيته ومواجهة عدوه, ولا تريد بناء وطنهم لان مصالحهم الشخصية والحزبية أنستهم بان لهم وطناً مجروحاً وشعباً نازفاً, لذلك لابد من تنفيذ نتائج الحوار الوطني والاتفاقيات تاركين كل الأحقاد والخلافات خلف ظهورنا, وعلينا معالجة مشاكلنا وأزماتنا بالعقل وبروح الأخوة والمحبة والتعالي عن الصغائر, وبروح الشعب الواحد ذات المصلحة الواحدة, والهم الواحد, والرؤية الواحدة لبناء فلسطين واحدة موحدة, وهذا يتطلب منا أن نتمسك جيدا بمعاني الوطنية والثوابت الوطنية لأنها أمانة في أعناقنا جميعاً, وسيسجل التاريخ كل أدوارنا ونضالاتنا بمساوئها وحسناتها, ولن يعفى أحدا ولن يرحمنا هذا التاريخ أمام الأجيال القادمة عن إساءتنا لهذا الوطن أرضا وإنسانا ووحدة بقصد أو دون قصد0 فاليوم يتطلع كافة أبناء الشعب الفلسطيني إلى تنفيذ اتفاقيات القاهرة والدوحة لإنهاء الانقسام, وعودة اللحمة الوطنية لأبناء الشعب الواحد, وبناء دولة المؤسسات, لنرى فلسطين آمنة ومستقرة ومزدهرة0فكونوا أيها الفرقاء عند حسن الظن بكم, وكونوا مع مصلحة فلسطين وقضيتها وأمنها واستقرارها وتقدمها, ويكفي فلسطين وشعبها مناكفات ومشاحنات ومزايدات, فلقد آن الأوان لان نتفرغ لبناء فلسطين جديدة, ولنتصدى لعدونا بيد واحدة لتحقيق مشروعنا الوطني, لنثبت للعالم اجمع إننا أصحاب قضية عادلة وتاريخ مشرف0
0
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت