بيت العنكبوت
يتحدث موشي يعلون فى الجزء الثامن عشر من كتابه " الطريق الطويلة القصيرة " عن الصراع الاسرائيلي _ الفلسطيني وهو يتحدث بوضوح عن فكر صهيوني آخر جديد يتواءم مع الظروف والمعطيات التي حدثت في السنوات الأخيرة لذا فهو يفكر بصوت مرتفع حول استراتيجية جديدة يجب اتباعها من قبل دولة الاحتلال بناء علي اخطاء وقعت فيها القيادة السياسية للصهاينة ، انه تفكير من نوع خاص وخطر وسام ووقح لأحد القتلة ممن يتبأون منصبا سياديا وحساسا في هذا الكيان ، أفكار يجب ان تقرأ بتمعن وتركيز لوضع آليات المجابهة .
يقول يعلون : بنظرة الي الوراء بوضوح فان الحادثين الامنيين المهمين في السنوات الاخيرة كانا الانفصال وحرب لبنان الثانية ولهذان الحادثان فواصل مشتركة أصابا بدرجة كبيرة مظهر اسرائيل كقوة اقليمية قادرة علي حماية نفسها باصرار في محيط عدائي ، الاثنان تركا الأثر لدي أعداء اسرائيل ان هناك حق في الوصف لبيت العنكبوت ، والاثنان أعطا الغطاء للاسلام المتشدد والقوي المطالبة باستمرار الصراع المسلح ضد اسرائيل حتي هزيمتها .
هذان الحادثان هما الاصعب وقد تسببا بضرر حقيقي للامن القومي ولم يكونا من واجبات الواقع ولم يفرضا علينا ولم ينبعا من ضعف ناتج عن دولة اسرائيل في 2004 كانت المواجهة مع الفلسطينين كانت يد اسرائيل هي العليا ولكن كان الفشل في الجبهة الفلسطينية والجبهة الشمالية ايظا والتي كانت نتائج فشل القيادة العسكرية لو كان اسرائيل بها زعامة مناسبة ولولا هذان الحادثان لما سيطرت حماس علي قطاع غزة وتحويلها الي حماستان وحزب الله لم يكن سينال ابتهالات البطولة والاسلام الجهادي لم يكن له ليطور نفسه امام اسرائيل .
الضياع والخسارة المضاعفة في سنوات الألفية عندما اندلعت سنوات الارهاب الفلسطيني قلت ان المقصود معركة مهمة جدا فى تاريخنا منذ حرب اقامة الدولة ولا اتراجع عن مقولتي هذه لان الهدف الذي فرضه ياسر عرفات هو هدف وجود اسرائيل وحتي بعد موت عرفات بقي الهدف موجود والضغط الفلسطيني متواصل علي شرعية دولة اسرائيل لذلك الحاجة ضرورية لموقف قوي ضد الضغط المتواصل لكن الزعامات الاسرائيلية المختلفة فشلت بسبب الضعف الشخصي ولحساب موازين أجنبية فهي لم تستطع اقامة استراتيجية موقف صلب نتيجة لذلك حدث سقوط ادي الي المساس بالاستراتيجيات الضرورية لدي اسرائيل واعطت الفلسطينين الشعور بان استرار الضغط علي اسرائيل مجدي .
اسرائيل ترسل اشارات ضعف فى ادارتها لاطلاق النار اليومي والصواريخ علي القري في محيط قطاع غزة والامتناع عن عملية عسكرية اضطرارية في قطاع غزة والاتفاق مع حماس علي تهدئة مع حماس بشروط وافقت عليها اسرائيل تظهر الضعف الكبير فى الاستراتيجية وعلي القادة ان يفعلوا افضل ما عندهم لمنع اختطاف جنود وتحت قيادتي لم يتم اختطاف اى جندي وعلي اسرائيل تحرير جنودها بكل الوسائل الممكنة وحتي مع اخذ المخاطر المحسوبة في عملية تحرير الجندي واستسلامنا لطلبات المخربين مقابل تحرير اسري ومخطوفين جعلت عمليات الاختطاف امرا مجديا لذلك لا اقبل اطلاق سراح اسري بأي ثمن .
وصف بيت العنكبوت ليس الوصف العفوي وهذا الوصف المشترك لعرفات واحمد ياسين وحسن نصر الله واحمدي نجاد تقول بانه علي الرغم من قوة اسرائيل فانها تعاني من ضعف داخلي جوهري والنابع من حقيقة انها مجتمع غير متجانس وان ابنائها غير مستعدين فى وضع انفسهم فى الخطر من اجل الدفاع عن وجودها وبناء على ذلك ان تسببوا باستمرار الجرح الاسرائيلي فهي ستنسحب اكثر ومن انسحاب الى انسحاب اسرائيل ذاهبة الي التراجع الي خطوط لم تستطع بها الدفاع عن نفسها وبهذا فان روحها المعنوية كسرت وغلب عليها عدم الارتياح لمواطنيها ومن هنا يجب تبني استراتيجية جديدة تبقي اسرائيل كقوة عظمي .
بقلم النائب أشرف جمعة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت
