إستقالة فياض والحديث عن المحرمات

بقلم: هنادي صادق


يعود الحديث مجدداً لُيفتح على إستحياء وفي جلسات النميمة والقيل والقال ، ويبقى السؤال المثار في ظل هذه الأخبار ما هو الإتجاه الذي ستسير إليه الأمور في ظل إصرار الرئيس على عدم الترشح للإنتخابات ؟ وهل عقمت الأمهات والحركات أن يلدن من يقود هذه البلاد ؟ وألا يفكر أولو الأمر ماذا يمكن أن يحدث لو حصل أمر طارئ لا سمح الله وأصبح كرسي الرئاسة شاغر ؟
كل هذه الأسئلة وأكثر تدور في مخيلتي وأنا أتابع السجال الذي يدور بين الفنية والأخرى داخل الأطر الحركية لحركة فتح واللجنة المركزية عند حديث الرئيس عن تمسكه بعدم الترشح للإنتخابات كما أنه لا يترك أية مناسبة تنظيمية إلا ويعيد التأكيد على قراراه هذا ، أمام هذا الواقع توحدت الحركة بشكل أو بآخر في سبيل الدفع بإقالة فياض ولقد وكان لها دور كبير في حمله على الإستقالة لأنها رأت فيه مزاحماً لها على القيادة، إلا أن هذا التوحد داخل الحركة سرعان ما تبدد فتدخلت الأهواء الشخصية والحسابات الضيقة فكل يرى أحقيته برئاسة الوزراء .
ولقد غفل الجميع أو تغافلوا عن الموقع الأهم والأرفع في الدولة ألا وهو الرئاسة ، فهل يعقل أن حركة مليئة بالمناضلين والشرفاء تعجز عن إيجاد خليفة لرجل عف عن السلطة وقال بملْ فيه بأن على الحركة أن تستعد وأن تختار خليفته فيما تصر الحركة على أنه المرشح الوحيد لها وأنا هنا لا أجادل في أن الرئيس عباس هو الشخص الأقدر على قيادة دفة القيادة في هذه المرحلة ، ولكني أتعجب من الواقع المهلهل الذي تعيشه عملية صنع القرار و لا أعرف هل هناك وعي للمخاطر التي يمكن أن تقع إذا شغر موقع الرئاسة فجأة لا سمح الله بسبب أية عوارض طارئة ؟؟!!! ، وهل هناك دراسة جاهزة عن كيفية الخروج من هذه الأزمة والتي ستعطي الدولة على طبق من ذهب لحركة حماس ومن خلال بوابة الشرعية الدستورية ؟؟!!! .
وألا يمكن أن تتقاطع مصلحة أصحاب المصالح من الأعداء والأفرقاء وتعمل على تغييب الرئيس كما حصل مع الرئيس الشهيد القائد أبو عمار لصالح ما يسمى مشروع الربيع العربي الجديد أو مشروع الفوضى الخلاقة أو بمعنى أدق مشروع تمكين الأخوان من حكم البلدان لصالح الأمريكان ؟!!!!.
إن المطلوب من اللجنة المركزية أن تجيب على السؤال الرئيس للرئيس نحن إلى أين ؟؟ وأن تقدم الخطط البديلة والمستندة إلى توافق حركي عام ينزع شبهة الفرقة وفتيل الأزمة ويقدم رؤية الحركة في الملفات القائمة والقادمة .
إن أكثر ما تحتاجه حركة فتح اليوم هو مؤتمر داخلي يشارك فيه الخبراء وصناع القرار لصياغة وبلورة إستراتيجية وطنية واعدة تطرح فيها حركة فتح رؤيتها في كافة الملفات للسنوات القادمة وتنطلق من محددات واضحة لبلوغ أهداف محددة وصولاً إلى التحرر الشامل .
كما أن على المجلس الثوري مسؤوليات جسام إذا تخلت اللجنة المركزية عن الأدوار المناطة بها وعليه أن يضطلع بها بنفسه ويأخذ على عاتقه قول الفصل في هذا الهزل .
وفي النهاية لا يسعني في هذا المقام إلا إطلاق صرخة نداء لتوحيد الصفوف للإجابة على التحديات القادمة لآنها ستكون أخطر وأعمق ...
اللهم قد بلغت .... اللهم فإشهد .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت