القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
رحبت الإدارة الأمريكية أمس الثلاثاء بتصريحات رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم الثاني، المتعلقة بمبادرة السلام العربية والتعديل الذي اقترحه على المبادرة الأصلية بشأن فكرة تبادل الأراضي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني، عزم إدارة أوباما "المضي قدما من أجل حثّ الشعبين (الإسرائيلي والفلسطيني) على العودة إلى طاولة المفاوضات، رغم إحباطات الماضي وصعوبات الحاضر".
وتُعِد الإدارة الأمريكية خطوة رئيس الوزراء القطري خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة أنها تمهد الطريق أمام الرئيس الفلسطيني (أبو مازن)، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، وهو متأكد من دعم الجامعة العربية لفكرة تبادل الأراضي في إطار تسوية مستقبلية مع الجانب الإسرائيلي، علما أن أبو مازن سيضطر إلى تقديم التنازلات فيما يتعلق برسم الحدود التي ستفصل بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين العتيدة.
وجاء الترحيب الإسرائيلي الأكبر، لتصريحات الشيخ بن جاسم، من جهة وزيرة العدل ليفني، والمسؤولة عن ملف المفاوضات السياسية مع الجانب الفلسطيني، والتي اعتبرت التصريحات "رسالة إيجابية". وقالت ليفني للصحافة الإسرائيلية: "ممثلو الجامعة العربية يقولون عمليا أن المبادرة التي وضعت على الطاولة عام 2002 ما زالت قائمة ولم تختف، رغم التحولات الإقليمية"، وأردفت "الدول العربية تعتبر التسوية مع الفلسطينيين مهمة، وكذلك السلام مع إسرائيل".
وكشف الإعلام الإسرائيلي أن ليفني ستلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في الأسبوع المقبل، في واشنطن لتتحدث معه عن مستجدات ملف المفاوضات، ولا سيما عن المبادرة العربية الجديدة، وكيفية استئناف المفاوضات.
وفاجأت تصريحات رئيس الحكومة القطري كذلك ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي، وعبّر مقربون من نتنياهو عن ترحيبهم بالمبادرة، إلا أن بعضهم فضلوا الرد بصورة منضبطة على هذه التصريحات، مشككين في استعداد أبو مازن للعودة إلى طاولة المفاوضات ليجلس مع نتنياهو.
وقال مصدر سياسي مطلع على تفاصيل ملف المفاوضات، للإعلام الإسرائيلي، إن نتنياهو أبدى موافقته لمسار المفاوضات الذي تدفعه الولايات المتحدة، مثمّنا التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء القطري حول إمكانية تبادل الأراضي، وأضاف المصدر أنه يتوقع أن يرحب نتنياهو بالتطورات الأخيرة في مسار المفاوضات بصورة علنية.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، عن مصادر في وزارة الخارجية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية في الحاضر، قال صباح اليوم الأربعاء، في لقاء مع إدارة وزارة الخارجية "يجب علينا التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، لكي نمنع تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية". وأوضح نتنياهو أمام الحضور، أن التسوية يجب أن تضمن الأمن والاستقرار. وأضاف رئيس الحكومة أنه يبذل الجهد لاستئناف المفاوضات السلمية، قائلا "أرجو أن تتجدد المفاوضات مع الجانب الفلسطيني قريبا".
وحشدت المعارضة الإسرائيلية أمس الدعم اللازم في الكنيست، عبر إمضاءات أعضائها، لعقد جلسة خاصة الأسبوع المقبل، تتعلق بمبادرة السلام العربية، ولا سيما التصريحات الأخيرة التي سُمعت في واشنطن على لسان رئيس لجنة المبادرة. ومن المتوقع أن يتطرق نتنياهو في هذه الجلسة الخاصة إلى اتجاه حكومته حيال العملية السياسية.
وعلت في إسرائيل أصوات سياسية كثيرة تؤيد التعامل مع مبادرة السلام العربية بجدية، ومنها الوزير يعقوب بيري من حزب "يش عتيد"، ورئيس "الشاباك" (جهاز الأمن العام) في السابق، والذي قال "لقد حان الوقت لأن نقبل التحدي، وأن ننظر إلى المبادرة العربية أنها فرصة لتحريك عملية السلام".
وصرّح عضو الكنيست العتيق من حزب "العمل"، بنيامين بن إلعيزر، صباح اليوم، قائلا "يجب دعم مبادرة السلام العربية". وأضاف أن حزب "العمل"، الذي يجلس حاليا في المعارضة، على استعداد أن ينضم إلى حكومة نتنياهو وأن يدعمها في حال انفصل حزب "البيت اليهودي" عن الحكومة، احتجاجا على عودة الحكومة لمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، علما أن رئيس الحزب، نفتلي بينت، يعارض فكرة إقامة دولة فلسطينية.
أما في الجانب الفلسطيني، نقل موقع "والا" الإخباري، عن مصادر فلسطينية رفيعة، وَصَفها الموقع بأنها مقربة من دائرة القرار في السلطة الفلسطينية، أن السلطة بصدد تعيين ال3 من يونيو (حزيران) موعدا أخيرا لانتظار مساعي كيري في المنطقة من أجل السلام، قبل أن تتوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة لمتابعة مساعي قبولها دولة في المؤسسة.