تمر الأيام والأيام وكل يوم على نفس المنوال ويتم تخذيرنا بالحديث عن كشف هنا وكشف هناك فأصبحنا ننام على وقع هذه الكذبات كما أصبح بعضنا لا ينام إلا بالمهدئات ، فنحن فئة الموظفين المظلومين المسحوقين لنا في سياسات مسؤولينا الظالمة ديون وحقوق تتضاعف على مر السنين ، وما نحن لها أبداً بالمسامحين...!! ، ست سنين وأكثر مرت و نحن نحترق يومياً من الظلم والتجاهل لحقوقنا ، ومن ظلمنا يفرك يديه بسعادة ونشوه ، فقد أشبع غروره وها هو يعلن النصر في معارك لا عدو فيها كما أنها تطال أشخاص بلا ذنب وهو يعلم أنه لن يغنم فيها إلا الوهم ولكنه لا يشعر بأي ذنب .
إن كافة السياسات الظالمة والمتجبرة والتي لا تنفك عن ممارسة الإساءات والمهاترات وإيقاف المعاملات وسلب الحقوق والمكتسبات وتحاول فيما تحاول إهانة المخلصين الشرفاء اصحاب القلوب الصادقة والأيدي النظيفة الذين إلتزموا بالشرعية ، ولم يحيدوا عن الوطنية ، كل هذه الإساءات الناتجة عن هذه السياسات توضح مدى تخبط أصحاب القرار وعجزهم عن إدارة الملفات بطريقة تحفظ المقامات والكرامات ولا تستهدف الأرزاق ، توضح أوجه الفساد وتعالج مكامن الخلل ولا تعامل الجميع على نفس القاعدة الظالمة وتضعهم في سلة واحدة يضيع فيها صاحب الحق و لا يجد بسببها ما يسد الرمق ، يتوه الموظف بين الجهات المختلفة محاولاً إثبات وجوده في ظل عدم مراعاة لظروفه ، وكل ذلك يحدث نكاية في هذا الموظف الذي تحمل القدر الكبير من الإهمال في سبيل أن تبقى كرامته وهامته مرفوعة وشرعيته محفوظة .
إن هذه السياسات تجعل أمثالنا أحياناً من شدة الالم يصرخون عندما لا يُسمعون ، ولا يُقام لهم وزن ولا يُنصرون ، فسطوة هذه السياسات الظالمة تُمارس بحماية مبنية على الظلم والقهر والفساد ، وقد تجعلنا من هم مثلنا أحياناً من شدة الظلم يتطاولون وبالحق يصدحون ويفضحون من بأرزاقهم يلعبون ويلهون وربما يخرجون عن طورهم فيتكلمون بما هو ليس في المضمون ولأن الله لا يحب الجهر بالسوء الا من ظُلم ، فليس من المعقول أن من يحدثنا عن الشفافية والعدالة والقانون والمحافظة عليه يكون بظلمه أول المعتدين والمُحطمين.
ولقد أصدر المسؤولون التصريح تلو التصريح وأتبع بعضهم التصريح بتلميح عنصري قبيح قالو فيه أن غزة كالثقب الأسود يستنزف الأموال ولا يرجى منه أية أفعال ، وتناسي هؤلاء المستفيدون يوم انتفض الكل وتوجهوا إلى الميدان في يوم 4 /1 يومها اتشحت غزة بالأصفر وزأرت فيه الجماهير فيا الله هديرها ما أروع ولقد أسمعت من حاول خطف الشرعية ما أسمعت .
وأعود وأقول إن هذه السياسات الظالمة تُُفقد ثقة كثير من الموظفين والمواطنين بمؤسسات الدولة ، ذلك ان الموظف او المواطن الذي يجد نفسه فجأة تحت رحمة من لا يرحم ، ولا يوجد من داخل هذه المؤسسات من ينصره ولا ينتصر للحق والعدل ، بل ويوجد من يدلس عليه ويُسوف الأمر ويعد بالحل ، وان شكا قيل له إصبر أيام قليلة ويتم تعديل الوضع ، وعند التعديل لن يعدموا الوسيلة لإيجاد ملهاة جديدة له يشغلونه بها..
حقوقنا في رقاب أصحاب هذه السياسات تتضاعف مع مرور السنين .. فان لم نجد من يسمع صوتنا في دولة المؤسسات والقانون ، فإن رب العالمين موجود وكلنا ثقة بأنه سينصفنا ويأخذ لنا حقنا عاجلاً أو بعد حين يقول الحق سبحانه وتعالى ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ* مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِم ْلاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَا (.
ودعاء المظلومين في ظلمات الليل مستجاب ... ودعاء أصحاب الوكالات في النهار وعلى أبواب البنوك مستجاب .. فلقد إقترب يوم الحساب ، وغزة لن تسامح من أذاقها مُر العذاب ، فلقد منعوا عنها الترقيات وكافة المعاملات وأذاقوا أبنائها صنوف العذاب... ولقد منحتهم غزة الوقت الكافي لمن يريد أن يستتاب ، وستريهم غزة الاباء ما يكرهون إن لم يعودوا إلى جادة الصواب .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت