فقدان ألاستراتجيه العربية والموقف الفلسطيني الموحد يؤدي للتعنت الإسرائيلي

بقلم: علي ابوحبله


الوفد العربي الذي زار واشنطن برئاسة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الذي ضم الأمين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية لجنة المتابعة العربية لعملية السلام وذلك من اجل تفعيل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، انبثقت فكرة تشكيل الوفد عن مؤتمر قمة الدوحة تحت مسمى الضغط على أمريكا كي توقف حكومة نتنياهو ممارساتها ضد الفلسطينيين وتوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني وتمنع قطعان المستوطنين من اعتداءاتهم المستمرة وتوقف الاستيطان ، ان التنازلات التي قدمها رئيس الوزراء القطري باجتماع الوفد العربي مع نائب الرئيس الأمريكي جون بإيدن بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هذا التنازل المتمثل عن فكرة تبادل أراضي جاء متناقضا مع قرار الهيئة ألعامه للأمم المتحدة التي اعترفت في دولة فلسطين عضو مراقب بحدود الرابع من حزيران ، الموقف العربي موقفا ينم عن الضعف نتيجة فقدان العرب لاستراتجيه تفاوضيه مع إسرائيل وان فقدان ألاستراتجيه العربية هذه أدت إلى عدم تعاطي إسرائيل مع المبادرة العربية منذ ان أعلن العرب عنها في مؤتمر قمة بيروت عام 2002 ، ان الموقف العربي الذي يملك الكثير من أوراق الضغط التي بإمكانها فرض واقع يكون بمقدوره الضغط على أمريكا لتتبنى موقفا عادلا من القضايا العربية وموقفا أكثر توازنا بدلا من الانحياز المطلق لإسرائيل ، اثبت النظام العربي عجزه وعدم قدرته باستعمال الأوراق الضاغطة التي يملكها نتيجة ان هذا النظام العربي قد قبل بالتبعية للسياسة الامريكيه وانه فقد من قوته الاستراتتجيه نتيجة التآمر الذي تتعرض له سوريا وقبول العرب بسقوط بغداد وان هذا الانقسام العربي مرده إلى التآمر العربي على المقاومة وقبوله وخضوعه للاستسلام لمشاريع ومخططات وهميه لما يسمى عملية السلام التي تستهدف التطبيع مع إسرائيل والاعتراف بيهودية ألدوله العبرية كدوله أصوليه يهودية مهيمنة ومسيطرة على الشرق الأوسط ، إسرائيل لم تعطي أية اهتمامات لتصريحات حمد بن جاسم للتبادل على الأراضي واعتبرت ان مبدأ التفاوض على حدود الرابع من حزيران 67 مبدأ مرفوض وان عملية السلام بوجهة نتنياهو ليس الأرض والحدود وإنما القبول بإسرائيل كدوله يهودية بحكم الأمر الواقع وان إسرائيل لن تنصاع لأية شروط ولا تقبل بأية اشتراطات وأنها مستمرة في عملية الاستيطان والتوسع الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والاستمرار في عملية هدم البيوت ألمقدسيه وتهجير الفلسطينيين عن أماكن سكناهم وذلك ضمن سياسة تفريغ الأرض من الفلسطينيين حيث تسعى إسرائيل إلى طرد الفلسطينيين من الغور الذي تعتبره جزء من إستراتجية الأمن الإسرائيلي ، إسرائيل بعد عرض خطة الوفد الوزاري العربي للتبادل على الأراضي هدمت منزل المواطن طارق العرامين في خلة العين في العيسوية ، وان عملية الهدم تأتي على وقع أنباء عن خطة سريه لسلطة الطبيعة الاسرائيليه للسيطرة على 700 دونم تسكنها عائلات عرب الجهالين بين بلدة العيسوية وحي الطور وذلك بالتفاف على أمر من المحكمة العليا الاسرائيليه بوقف الهدم في تلك المنطقة ، ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهدف من وراء هدم منزل طارق العرامين في خلة العين بالعيسوية إلى وضع اليد على 700 دونم لصالح إنشاء مكب للنفايات تتحول بعد عشرين عاما إلى حدائق تلموديه بحسب الخطة السرية التي نشرت تفاصيلها صحيفة هارتس ، وذلك بحسب تصريح عضو المجلس البلدي الإسرائيلي في القدس المحتلة مائير مرغيت من حزب ميرتس ، ان الهدف من إقامة الحدائق في القدس الشرقية هو منع تطوير منطقة العيسوية والطور ، ورغم المنع القضائي لمنع الهدم إلا ان سلطة الحدائق الاسرائيليه تمارس دورا تفتيشيا في المنطقة وتهدم مباني ومخازن ومنشات زراعيه إضافة إلى إغلاق الطرق الترابية المؤدية للمكان ، ان حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمارس سياسة تقوم على إرباك المقدسيين وتجعلهم في حيرة من أمرهم جراء قرارات بالهدم وتعسف في استعمال القانون وفق ما تقتضيه سياسة تهويد القدس ، ان سياسة الاعتداءات الاستيطانية في القدس ترسم حدود وملامح القدس المستقبلية باغلبيه يهودية واقليه عربيه وتجعل من مدينة القدس فلب الكيان الإسرائيلي ، ان الاستيطان الإسرائيلي استطاع ان يقضي على الحلم الفلسطيني بإقامة دوله فلسطينيه مستقلة وعاصمتها القدس متصلة جغرافيا وذلك بعد تكثيف الاستيطان ، في ظل استمرار السياسة الاسرائيليه الهادفة لتهويد الأراضي الفلسطينية وذلك للحيلولة دون إقامة ألدوله الفلسطينية ، المطلوب من النظام العربي معاودة النظر في سياسته ومواقفه من مبادرة السلام العربية ومن ضرورة العمل لاعتماد استراتجيه عربيه يكون بمقدورها مواجهة إسرائيل والضغط على أمريكا والغرب للوقوف في وجه السياسة الاسرائيليه التوسعية والاستيطانية ، لم تعد تجدي سياسة استجداء السلام لان مبدأ سياسة الحكومات الإسرائيلية هو رفض التعاطي مع عملية السلام ، ان فكرة إسرائيل الكبرى ما زال حلما يراود غلاة المتطرفين في إسرائيل وان فكر الهيمنة والتحكم في مقدرات المنطقة هو فكر صهيوني لا زال الإسرائيليون يسيرون على نهجه ، لقد ان الأوان لاتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات لوضع حد لسياسة العربدة الاسرائيليه ورفض التعاطي مع المهدئات التي لن تحقق للفلسطينيين سوى المزيد من ضياع الوقت وتمكين الاحتلال من إحكام سيطرته وقبضته على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة ، لا بد من موقف فلسطيني موحد ينهي الانقسام وينهي الفرقة الفلسطينية ويوحد الجهد الفلسطيني لمواجهة المخططات الاسرائيليه ومن موقف استراتيجي عربي ينهي الوضع العربي القائم على التشرذم والفرقة والتآمر على مقومات وقدرات ألامه العربية ، على ألامه العربية ان تستفيق من غفوتها وتنهض من كبوتها وتوقف هذا الهذيان العربي والخذلان العربي بوقف هذه التنازلات بلا ثمن وتوحد جهودها وتوقف كل أعمال التآمر التي أصبحت تستهدف كيانات ألامه العربية ، وذلك لتوحيد الجهد العربي ضمن استراتجيه عربيه تقود لتحرير الأرض العربية المحتلة ودعم التوجه الفلسطيني ليكون ممثلا في كافة المنظمات الدولية بما فيها اتفاقية روما ومحكمة الجنايات الدولية لملاحقة إسرائيل عن كل جرائمها بما يمكن الفلسطينيين من تحقيق هدفهم بإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت