يروي عنه المحررين من الأسري أو الذين لازالوا خلف القضبان لذويهم عند الزيارة عن أساليب التعذيب قد لا يصدقها العقل ولا تتحملها الجبال حيث ما يحدث خلف القضبان حكايات وحكايات ولو تم وضع هذه القصص في رواية لحازت علي جائزة هوليود كونها حقيقة وواقعية لأنها لا تصور ثانية خيال ,ولو جمعنا حكاية تعذيب كل أسير علي حدا لتكونت لدينا قارة في العالم أخري أطلق عليها قارة الألم والمأساة.وهذا الحديث لم يؤكده الأسري خلف القضبان فحسب بل أكدته مركز الأسرى للدراسات لأن الاحتلال يستخدم ما يزيد عن 100 وسيلة تعذيب نفسي وجسدي بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية , أنه يمارس التعذيب بحقهم منذ لحظة الاعتقال الأولى حتى الإفراج, حيث يخضع كل فلسطيني دخل السجون الإسرائيلية لإشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي، ويبدأ التعذيب منذ لحظة الاعتقال الأولى … ويتعمد الاحتلال إبراز القسوة والإجرام تجاه الأسير نفسه وأمام أبنائه وأهله, وتسعي دائماً أجهزة الأمن الإسرائيلية أن تطور من انتهاكاتها بحق الأسرى للحصول على اعترافات أثناء التحقيق والتضييق عليهم خلال الاعتقال, وللأسف كل من يدعون حقوق الإنسان والحرية والعدالة يغلق عينة تماماً عما يحدث فالاحتلال يوجه الإهانةات واللكمات للأسير وذويه قبل اعتقاله من بيته، ويتبع ذلك التهديد بالقتل، أو النفي أو هدم البيت أو الاغتصاب أو اعتقال الزوجة، وتغطية الرأس بكيس ملوث، وعدم النوم، وعدم العلاج، واستخدام الجروح في التحقيق، ووضع المعتقل في ثلاجة، بالإضافة إلى الوقوف لفترات طويلة، نهيك إلي أسلوب العصافير وما ينتج عنه من تداعيات نفسية, فالاحتلال يتفنن في استخدام المربط البلاستيكي لليدين ورش الماء البارد والساخن على الرأس لأوقات طويلة يصعب معها التنفس ، و إطلاق أبواق الموسيقى الصاخبة، ومنع الأسير من الصلاة و قراء القران أو حتى البقاء على وضوء، والتعرية و العبث في الأحشاء و الضرب عليها ، ومنع الخروج للمرحاض بشكل طبيعي داخل السجون نهيك عن شبح الاحتلال للأسرى لساعات طويلة ولأيام، إلى جانب استخدامه أساليب الهز العنيف للرأس الذي يؤدي إلى إصابة الأسير بالشلل أو إصابته بعاهة مستديمة أو قد يؤدي للوفاة، والأخطر استخدام القوة المبالغ بها في التحقيق .
والقمع وفى كثير من الأحيان أدت إلى الاستشهاد الكثير من الأسرى وكان أخرهم الشهيد الأسير البطل “ميسرة أبو حمدية” فليس من المعقول أن يبقي الأسير يمارس بحقه أبشع وأسوأ أشكال التعذيب ولمدة زمنية طويلة تصل إلي 25عامًا متواصلة وأكثر من ذلك ويكون محرومًا فيها من أهم احتياجاته الإنسانية، ويقضي أيام الاحتجاز في أماكن مكتظة ومتسخة ومعتمة لا تليق ببشر، وكذلك عمليات التفتيش الاستفزازية تعتبر شكل من أشكال التعذيب هي الأخرى أيضا.ويعتبر المعتقل الفلسطيني الو حيد في هذا العالم ضحية التعذيب في “إسرائيل” على كل المستويات، مستوى القضاء الذي يشرع التعذيب من أعلى سلطة قضائية بمبرر الأمن، ومن المحاكم العسكرية الردعية ضمن قانون الطوارئ.
ومن محاكم السجن والإداري والعقوبات اللامنطقية والعزل الانفرادي، ومن الطبيب السجان أثناء المرض ومن المؤسف أن ما يسمي بالأمم المتحدة غير محايدة ومنحازة في تصريحاتها وقراراتها، وكذلك المؤسسات الحقوقية والإنسانية.فعلي العالم الحر كما يصرحون بأبواقهم أن يراقبوا كل ما يجرى في السجون الإسرائيلية لان الاحتلال لا يعرف قلبه للرحمة سبيلا، فلم يتوان عن زيادة معاناة أسرة الأسير نفسها أيضا فيتم حرمان الأم من زيارة ابنها الأسير لفترات طويلة، ولم يكتف الاحتلال بالحرمان بوضعه بين القضبان، بل يمارسون القهر النفسي والعذاب من خلال المنع في كثير من المرات من زيارته، لكي تنتظر موعد الزيارة على أحر من الجمر ومن ثم تقوم سلطات الاحتلال بإلغاء الزيارة وقد تستغرق سنوات وسنوات علي هذا الحال وتبقي اسر الأسرى ما بين اللهفة والشوق،تعيش في حالة ترقب وانتظار لحظة احتضانه بعد اعتقال ابنها لسنوات، أو يخرج شهيداً من المعتقلات ولكن يبقى الأمل والصبر لأنه ما بعد الظلام الحالك إلا النور ولن يبقي لا السجن ولا السجان فحكايات هؤلاء الأبطال داخل السجون تفوق ما يتصوره العقل , وتبقي العديد من الحكايات دون أن يعرفها العالم و يحتفظ بها الأسير و حده , لذا بات ضروريا أن تهتم منظمان خاصة فلسطينية و عربية كاتحاد المحامين العرب بتسجيل شهادات هؤلاء الأسري و توثيقها لتبقي شاهدة على جريمة المحتل و يتم استخدامها كدليل لجرائم الحرب التي ترتكب يوميا بحق هؤلاء الأبطال .
د.هشام صدقي ابويونس
عضو الأمانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت