ابحث عن شعب من وجده يتصل على رقمي

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي


أشعر بالغضاضة ، وأتعجب حين ، اسمع أمراء التاريخ المعاصر ، من أساطين الأحزاب الدينية وحتى الليبرالية حين يتحدثون عن مصطلح الشعب ، ومصلحة الشعب ، وانظر في أول الأمر إلى كروشهم حين تهتنز وهم يخاطبون مريديهم ، ولا ينسوا بالطبع أن يلحقونهم بابتسامة صفراء فاقع لونها لا تسر المراقبين ..

حين يتحدث هؤلاء عن الشعب أتساءل في نفسي( المتسائلة-الشكاكة) المؤمنة بمنهج الشك المنهجي البناء ، عن أي شعب يتحدث هؤلاء ؟ ، فالشعب مقسم إلى أقسام ، وكل قسم مقسم إلى أجزاء ، وكل جزء مقسم إلى لقيمات ، وكل لقمة مقسمة إلى فتافيت ، وكل فتفوته مقسمة إلى بودرة ، وهكذا ..

فشعبنا العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص مقسم إلى أحزاب ، وطبعا كل حزب بما لديه فرحون ، ومهللون ومتسلقون ومستفيدون ..

فمن أراد أن يصل إلى درجات العلى الدنيوية من منصب وجاه فالطرق سهلة ، حتى لو كان زيد من الناس لا يملك مقومات القيادة ، ولا الثقافة ، فكل ما عليه أن يفعله الآن أصبح سهل للغاية، وعليه أن ينتهج التعليمات التالية :

- الدخول إلى حزب كبير أو مغمور ويتملق ويدهن مسئوليه ويؤمن بان نظريتهم الشمسية حقيقة،بمعنى أن الشمس عندهم تشرق من الغرب ..

- يتعلم مصطلحات لازمة ويرددها مثل ( الله يكرمك – الله يرضى عنك- كيف حالك يا مدير ويا باشا – حبيبي ياحج)

- يطلق لحيته ويخنجرها بشكل مرتب موضحا زوايا الجمال ، ولا ينسى أن تكون مشابه للحية الأمير ، أو يلبس بدله تركية مستوردة، وربطة عنق بلون الحزب..

- يشتري طاقية وراية بلون الحزب ، ولا مانع أن يضع دبوس على صدره مرسوم عليه صورة أمير الزمان وقاهر الفرسان الأمير ضحيكان بن نفخان الشاطبي ، المجيد لفنون شطب المعارضين لنهجه الإقصائى

- يجيد فنون التسلق والنميمة وقذف المحصنات ، والثرثرة ، واللعن والشتم ، والقص ، والتلبيس ، وتوزيع الاتهامات .

- يجيد إخراج الفتاوى السريعة ، في أمور الدين والدنيا ، والدفاع عن الباطل .

- له خبرة لا تقل عن 10 سنوات في أمور الكذب والخداع والديماغوجيا والتضليل

- يفضل ممن لديه فلسفة التعددية ومأكالا ومزواجا ومطلاقا ، أو يكون حرامي ، موديل 2013 ، ويسرق باسم الشعارات والابتسامات والوعود.

هذا هو الشعب التي تريده أحزابنا المعاصرة ، الشعب المقسم إلى ألوان طيف وسط ضباب أو سحب أسود ،

لازلت وأنا أكتب سطور مقالي أشعر بالتقزز حين يكذبون ويقولون أيها الشعب – ونعمل من اجل مصلحة الشعب ، فاخرج من مكاني وابحث عن زماني ، وعن شعبي ! فأجد أن زيد مع الأبيض وعبيد مع الأسود وجعفر مع الرمادي ، وعبد المتجلي مع البرتقالي ،

ولا اخفي عليكم أن الألوان قد اشتكت لربها بأنها استغلت ، ليس لزرع مفاهيم الحب وقيمة الجمال ، بل من اجل ترسيخ الانقسام والانفساخ، وإثارة الروائح النتنة ، فعذرا أيها الربيع قد استبيحت عذريتك من أمراء بني قسمان ..

وإنا لازلت ابحث عن الشعب ، أرجو من أصدقائي وقرائي الأحباب من يجد الشعب أن يتصل على رقمي أو بريدي الالكتروني ، لأني مشتاق لتقبيل رأسه وأرضه الضائعة

د ناصر إسماعيل اليافاوي الأمين العام لمبادرة المثقفين العرب

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت