"مغنّي" وبنطال ساحل وجواز سفر"

بقلم: محمد القيق


تعتبر القضايا الثلاثة من أبرز الأولويات التي أخذت مساحة في بعض الإعلام الذي من المفترض أن يسلط الضوء على القضايا الرئيسية وهي الأسرى والمسرى والعودة، وبالتالي باتت الأخبار العاجلة والتصريحات محصورة في تمجيد أحد الفتية الذين يغنون في برنامج ربحي تابع لإحدى القنوات وتشويه ومحاربة حملة للأخلاق العامة للحد من بنطال ساحل عن مؤخرات شباب فلسطين وجواز سفر أعطي من المقاومة للشيخ العلامة يوسف القرضاوي، فهل أصبح الاهتمام في تلك المواضيع إبرازها على أنها رئيسية فشلا في إدارة القضية الفلسطينية وعجزا منها أمام التحديات القائمة والإملاءات الأمريكية؛ أم أنها بالفعل تأتي كماليات بعد أن أنجزت كل الملفات وبقيت توافه الأمور؟!
قبل أيام داس المستوطنون السيادة في قلب الخليل، فهل طلب من الإنتربول أن يضبطهم أو يلاحقهم في إطار الدولتين؟ وماذا عن الفلسطينيين الذين سرقوا أموال الشعب وغادروا البلاد، أليس حقا أن تغتنم فرصة الانضمام إلى الإنتربول كي يحضرهم؟ وماذا عن قادة الاحتلال الذين ارتكبوا جرائم الحرب وزوروا تاريخا كاملا وخريطة جغرافية بل قتلوا وذبحوا فهل سنراهم قريبا أسرى في السجون؟.. يبدو أن محاربة جواز سفر أعطي من حكومة منتخبة لسيد المقاومة والعلماء ليس كماليا لأن ما ذكر سابقا لم يتحقق حتى اللحظة.
وعلى وقع ممارسات الاحتلال والمستوطنين في باحات المسجد الأقصى وضد الأسرى والإعلاميين انتظرنا أن نرى مقاطع وحلقات وبرامج مفتوحة عن الأسرى والمسرى في بعض وسائل الإعلام التي أصبح همها أن تبرز فتى يغني وبنطالا ساحلا متجاهلة رجالا في قلب الزنازين مضربين عن الطعام وأولئك الذين تتحطم مركباتهم على رؤوسهم من مستوطنين جنوب نابلس أو أشجارا تقتلع من أرضها أو مسجدا يدنس في القدس والخليل، يبدو أن هذا الملف أيضا ليس كماليات لأن ملفات أهم بكثر تمس معاناة المواطنين ما زالت مستمرة.
في الوقت الذي يتدرب فيه آلاف المستوطنين على السلاح في مستوطنات الضفة وتحاول المقاومة أن تدرب شباب فلسطين على السلاح والعسكرية لمواجهة الخطر الصهيوني في إطار برامج الفتوة؛ تقيم المقاومة حملات توعية للحد من انتشار فكرة البنطال الساحل، فلماذا تشويه الإنجازات وتضخيم الإخفاقات؟!
وتخيلوا معي لدقائق تغير دور من يهاجم المقاومة والعلماء لعدة دقائق في أن يبدأوا في حملة شعبية واسعة لنصرة الأسرى من خلال وسائل الإعلام والمسيرات وتحضير مفاجأة لأهالي الأسرى عبر احتجاز الجنود الصهاينة مقابل صفقة لتحرير الأسرى وأن يرد على اقتحام المستوطنين لباحات الأقصى منعهم من دخول قبر يوسف وبرك سليمان ووقف التنسيق الأمني وأن يطلب من الإنتربول فورا أن يضبط من سرق الأموال ومجرمي الحرب الصهاينة أمثال باراك وغيره، تخيلوا لو أن ملف الاستيطان رفع إلى المؤسسات الدولية كوننا والصلاة على النبي أصبحنا نعيش في دولة، تخيلوا لو عادت أمجاد دلال المغربي وحسين عبيات وثابت ثابت وياسر عرفات، تخيلوا لو تحولت مسيرات بعض الفصائل التي تؤيد من يقتل أبناء الشعبين الفلسطيني والسوري في سوريا ومخيمات العز إلى مسيرات غضب على المستوطنين والاحتلال..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت