احترم خطوة الكتاب والمثقفين الفلسطينيين الموقعين على بيان عدم جواز تبادل الأراضي مع العدو الصهيوني، وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية، فإن وقفتهم حراكاً سياسياً واعياً يتجاوز الأطر التنظيمية النمطية السائدة، ولذلك أسأل الكتاب والمثقفين:
1 ـ طالما قد أزعجكم وأشعل وطنيتكم التنازل عن 2% من الضفة الغربية التي تقدر مساحتها 22% فقط من مساحة فلسطين، فكيف تقبلون مبادرة السلام العربية التي تنازلت عن 78% من أراضي فلسطين؟ ألا يجدر بكم أن تتطهروا من الكثير، طالما ازعجكم القليل؟
2 ـ يرى بيان الكتاب والمثقفين العرب أن مبدأ تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يشكل خطوة بالغة الخطورة على القضية الفلسطينية، بما يحمله من تجاوز وتعديل للمبادرة العربية التي توافق عليها العرب. فكيف يصير التبادل لنسبة 2% خطوة بالغة الخطورة بينما التنازل عن 78% من أرض فلسطين يمثل مصلحة للشعب العربي الفلسطيني؟
3ـ ضمن منطقكم السابق، الذي يرى أن المبادرة العربية هي الحل الممكن الذي توافق عليه العرب سنة 2002، فلماذا لا يصير مزيداً من التنازل عن الأرض الفلسطينية هو الحل الممكن في سنة 2013، ولاسيما أن المتغيرات على الأرض جاءت لصالح العدو الإسرائيلي؛ الذي ازداد نهماً وشجعاً وتوسعاً وتشبثاً بالأرض؟
4ـ يرى بيان الكتاب ان الاعلان عن تبادل الاراضي خطوة خطيرة لأنها تشكل تنازلا مجانيا. فهل يفهم من هذا الكلام أن الكتاب والمثقفين الموقعين على البيان يوافقون على فكرة تبادل الأراضي إذا صار لها مقابل؟ إن كان موقفكم كذلك، فأنت تلتقون سياسياً من قيادة السلطة الفلسطينية التي ابدت استعدادها لتبادل الأراضي في حالة الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية؟
5ـ ينظر الموقعون على البيان إلى الدور القطري في المنطقة العربية وفي فلسطين بشكوك وريبة؛ لما يشكله من تواطؤ مع مواقف الإدارة الأمريكية والإسرائيلية إزاء قضايانا العربية والفلسطينية! فكيف صار ذلك يا أيها المثقفون؟ أليست قطر هي الدولة المكلفة رسمياً برئاسة وفد جامعة الدول العربية الذي ضم الوفد الفلسطيني؟ أليست قطر عضواً في لجنة المتابعة التي تلتزم بما يقدم إليها من قبل السلطة الفلسطينية؟ ألم يشارك رياض المالكي وزير الشئون الخارجية ضمن الوفد، وبارك بلسانه الفصيح تصريح أمير قطر؟ فكيف تتهمون أمير قطر بالتطاول على التمثيل الفلسطينية، وقد التزم الرجل بكل ما اقترحه عليه الوفد الفلسطيني المشارك؟
6ـ إن المنطق السابق والقائم على الحقائق، ليفند اتهامكم بان رهان حماس على محور قطر وتركيا ومصر أضعف الموقف الفلسطيني وسمح لإمارة قطر بالتدخل بالشأن الداخلي الفلسطيني، حتى لو افترضت وجود محور قطر وتركيا ومصر وحماس، كما يشير البيان، فكيف أضعف هذا المحور الموقف الفلسطيني، وهل كان محور حسني مبارك وأمثاله من التابعين لإسرائيل مصدر قوة للموقف الفلسطيني؟ وهل كان سيفاً يجز رقاب الإسرائيليين؟
7ـ سأحترم توجه الموقعين على البيان إلى منظمة التحرير الفلسطينية مباشرة، ودعوتها إلى رفض هذا الإقرار العربي المجاني بشكل صريح وواضح ومقاومته تمهيدا لعزله. وسأحترم الموقعين أكثر لو تحملوا المسئولية، وتوجهوا بالدعوة إلى الأمة العربية والإسلامية بالتخلص من مبادرة السلام العربية كلياً، ودفنها تحت أقدام المقاومة، طالما كانت تفرط بمعظم فلسطين.
8ـ وأحترم دعوة الموقعين لإنهاء الانقسام، وعودة الحياة الديمقراطية للسلطة الفلسطينية في إطار مشروع وطني مقاوم للاحتلال، وتجديد كل شرعيات المؤسسات الفلسطينية لمنظمة التحرير الفلسطينية وللسلطة الفلسطينية، وسيحترم شعبنا البيان أكثر لو أشار إلى المقاومة المسلحة بكل جرأة وشجاعة لا تنقص الكتاب والمثقفين في حالة تحررهم من القيود التنظيمية والسياسية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت