القدس المحتلة - وكالة قدس نت للانباء
شنت الدولة العبرية هجوما سافرا على الكنيسة الاسكتلندية، بعد تقرير طالبت فيه بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ووقف الاعتداءات التي تتم تحت عنوان الحقوق الإلهية لليهود في الأراضي المقدسة.
في السياق ذاته، قررت أكبر كنيسة بروتستانتية كندية مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية القائمة على أراضي الضفة الغربية المحتلة والقدس، وهو ما أثار غضب منظمات يهودية في كندا.
وحمل سفير تل أبيب في لندن بشدةٍ على تقرير للكنيسة الاسكتلندية، شكك بالحقوق الإلهية لليهود في الأراضي المقدسة. وقال السفير الإسرائيلي دانيال طاوب إن التقرير ينفي ويقلل من عمق ارتباط اليهود بأرض إسرائيل بطريقة مؤلمة، ووصف طاوب التقرير في حديث صحافي أدلة به لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الإنترنت (YNET)، بأن التقرير يأتي في سياق المواقف السياسية المتطرفة تجاه اليهود، على حد تعبيره..
من ناحيتها ذكرت صحيفة التايمز إدانة (عصبة مناهضة التشهير) للتقرير الذي رأت فيه هجوما قاسيا ويلغي المعتقدات اليهودية، جدير بالذكر أن هذه العصبة تنشط منذ العام 1913 في مجال مناهضة التشهير باليهود على مستوى العالم.
وكانت الكنيسة الاسكتلندية قد شككت في تقريرها الذي جاء تحت عنوان (إرث إبراهيم؟ تقرير حول أرض الميعاد)، بالمزاعم اليهودية في الأراضي المقدسة، قائلة إن الوعود بأرض إسرائيل لم يقصد بها أن تؤخذ حرفيا، أو أنْ تطبق على أرض جغرافية محددة.
علاوة على ذلك، أوضح تقرير الكنيسة أن طريق الحياة في ظلال الله تتمثل في إقامة العدالة والسلام، وحماية الضعيف والفقير، وإشراك الغريب، حيث يساهم الجميع في المجتمع، لافتا إلى أن ما تُسمى بالأرض الموعودة وفقا للكتاب المقدس (الإنجيل) يمكن أن توجد في كل مكان. بالإضافة إلى ذلك، جاء أن الكنيسة انتقدت إساءة استخدام اللاهوت للترويج للأرض الموعودة.
كما دعت في تقريرها التقرير إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس، والى رفع الحصار عن قطاع غزة، وطالبت الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالضغط على الدولة العبرية للتوقف عن نشاطها الاستيطاني، واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان. ومن المتوقع أن تتم مناقشة التقرير خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للكنيسة الذي يفتتح في الـ 18 من هذا الشهر.
تجدر الإشارة إلى أن تقرير الكنيسة الاسكتلندية جاء استجابة لبيان قادة كنائس القدس عام 2009 بعنوان (وقفة حق – كلمة إيمان ورجاء ومحبة من قلب المعاناة الفلسطينية)، الصادر عن بطاركة ورؤساء الكنائس في المدينة المقدسة، الذي طالب في حينها المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الظلم والتشريد والمعاناة، والتمييز العنصري، الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستة عقود، كما دعا المسيحيين في العالم، إلى رفض أي لاهوت يبرر الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، ويبرر قتله وطرده من وطنه وسرقة أرضه.
ولدى إصدار بيان كنائس القدس، أعرب الموقعون عليه بأنْ يُشكل رافعة لمسيحي العالم، وأن يحظى بالترحاب والتأييد، كما حصل مع وثيقة جنوب إفريقيا الشهيرة، التي صدرت عام 1985، ليشكل أداة نضال ضد الظلم والاحتلال والتمييز العنصري، لأن هذا الخلاص هو في مصلحة شعوب المنطقة كافة دون استثناء، ولأن القضية ليست قضية سياسية وحسب، بل هي سياسة يدمر فيها الإنسان، كما جاء في التقرير.
وجاءت هذه الخطوة بعد أنْ قررت أكبر كنيسة بروتستانتية كندية مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية القائمة على أراضي الضفة الغربية المحتلة والقدس، وهو ما أثار غضب منظمات يهودية في كندا.
وأوضحت صحيفة "تورنتو ستار" الكندية أن قرار الكنيسة، التي تُعد أكبر تجمع كنسي بروتستانتي في البلاد، جاء عقب ست ساعات من المناقشات التي أفضت في نهاية الأمر إلى دعم هذا القرار. ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم الكنيسة بروس غريغرسن وصفه قرار المقاطعة بأن خطوة هامة.
وذكرت أن مجلس الكنيسة وافق على المقاطعة الشاملة لمنتجات المستوطنات، واعتبار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطيني تحديا رئيسيا أمام تسوية سياسية في الشرق الأوسط. وأوضح غريغرسن أن ضغطا مورس ضد القرار لكن المجلس حسم موقفه وأيد المقاطعة رغم كل الضغوط، على حد قوله. يُشار إلى أن عدد أعضاء المجلس العام للكنيسة أكثر من 350 شخصا، فيما يناهز عدد أعضاء والمتعبدين فيها ثلاثة ملايين شخص، حسب مركز إحصائي كندي. وعقب إعلان القرار بدأت تتوالى ردود الأفعال من الجالية والمنظمات اليهودية في كندا التي عبر عنها مركز الشؤون الإسرائيلية واليهودية بقوله أثار القرار غضبنا لإفراده تجمعات إسرائيلية وتطبيق المقاطعة عليها.
وأوضح المركز أن المقاطعة ستحدث شرخا لا يمكن إصلاحه بين الجالية اليهودية والكنيسة المسيحية في كندا، مُذكرا بأن الكنيسة باتخاذها ما وصفه بالموقف غير الأخلاقي تغض النظر عن مشاعر ومواقف أغلبية الجالية اليهودية الكندية.
وأشارت "تورنتو ستار" إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت ضغطا شديدا من شخصيات ومنظمات يهودية وحتى من برلمانيين من أعضاء الكنيسة رفضا للمقاطعة، وحتى اتهامها باتخاذ موقف منحاز بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن القرار في النهاية جاء مؤيدا للمقاطعة.