يسروا ولاتعسروا

بقلم: عزام الحملاوى


بعد تردد الأنباء عبر وسائل الإعلام المختلفة عن لقاء سيجمع حماس وفتح من جديد في القاهرة لإتمام المصالحة, لايزال الشعب الفلسطيني كله أمل ينتظر انفراج الأزمة السياسية وإنهاء الانقسام المريرالذى يعيشه وطننا الجريح, وسيراقب عن كثب ماسيتم التوصل إليه في لقاءات السياسيين, وما سيصدر عنهم من تصريحات ربما تكون كثيرة ومتناقضة في معظم الأحيان, لأنهم أساس المشكلة والانقسام الذي نعانى منه سواء على صعيد القضية الوطنية, أو على صعيد المستوى السياسي, والاقتصادي, والاجتماعي, حيث أصبح كل مايهمهم هو تثبيت حكمهم والسيطرة على الكرسي والشعب بعيدا عن الدستور والقانون, وبعيدا عن محاولة إنهاء الانقسام الذين يتغنون بضرره ليلا ونهارا0لقد كانت آخر الأخبار هو لقاء سيجمع بين حماس وفتح خلال الأيام القادمة في القاهرة بعد أن فشل اقتراح قطر عقد قمة مصغرة لإنهاء الانقسام, حيث أرادت قطر تعزيز الانقسام, ومحاولة إنهاء التمثيل الفلسطيني الممثل بمنظمة التحرير الفلسطينية خلال القمة المصغرة, بدلا من الضغط على المتسبب في تأخير عملية المصالحة لإنهاء الانقسام, ولكن قطر أرادت إنهاء القضية الفلسطينية, وتنفيذ المخططات الأمريكية والصهيونية0

والآن وبعد فشل قمة قطر المصغرة, فمن المفترض أن تكون سياسة قطر الصهيو-امريكية دافعا لجميع الأطراف الفلسطينية وعلى رأسهم فتح وحماس لإنهاء الانقسام, والعمل لمصلحة الوطن والقضية الوطنية, وأن يكون هناك تفاعل ايجابي بان تنسى جميع الاطرف المصالح الحزبية والتنظيمية والشخصية, حتى يتوفر الدعم والإسناد وسهولة العمل للجهود الصادقة التي تحاول أن تنهى الانقسام وفق المبادرات والاتفاقيات التي وافقت عليها كافة الأطراف الفلسطينية حتى نسلك الممر والمخرج الآمن للخروج من أزمة الانقسام وانهائه0 ورغم الجهود المخلصة التي بذلها وسيبذلها المخلصون لمصلحة الوطن ومشروعه الوطني طبقا للمبادرات المصرية والقطرية, بالإضافة إلى ماتم الاتفاق عليه عبر لقاءات فتح وحماس,إلا إننا نجد هناك من يحاول صد ومنع تلك الجهود ويحاول عرقلتها ووقفها, وهم من أبناء هذا الوطن للتمسك والحفاظ على الكرسي والمصالح الخاصة والحزبية, بل ولتنفيذ الأجندات الخارجية حتى لو كان الضحية هو الوطن والمواطن0

إن الجهود التي ستبذل لإنهاء الانقسام تتطلب من الجميع حكومتي غزة ورام الله ومعارضة ومستقلين أن يلتفوا حول المبادرات التي تم الاتفاق عليها, وان يعملوا بكل طاقاتهم لدعم الجهود المبذولة, وتقديم التنازلات لتطبيقها على ارض الواقع من أجل الوطن, لأنه لم يعد هناك وقتا للاتهامات, والكذب, والاتهام بالإعاقة, كما يحدث لان هذا يعقد الموضوع ويبعدنا عن تحقيق الهدف , لهذا نحن بحاجة إلى أن نيسر لا أن نعسر حتى لاتصل فلسطين وقضيتها إلى الضياع أكثر مما وصلت إليه 0

إن ما نحتاجه الآن وفي هذا الوقت بالتحديد, هو وقفة حازمة وجادة من الجميع, وخاصة طرفي الخلاف للخروج من الأوضاع المزرية التي تعيشها قضيتنا الوطنية وشعبنا الممزق لتكون كلمتنا وهدفنا واحد في مواجهة العدو الصهيوني كما كنا في السابق, وحتى نستطيع وقف مخططاته سواء بالاعتداء المستمر على غزة المحاصرة, أو مصادرة الاراضى, وبناء المستوطنات, وتهويد القدس بالضفة, وحتى نستطيع أن نعيش بكرامتنا في هذا الوطن الغالي والعزيز على قلوبنا جميعاً. ,يسروا ولا تعسروا أيها القادة, ولتكن لقاءات القاهرة القادمة هي الامتحان لأنفسكم وكاشفة لنواياكم, والتي نتمنى إن تكون نوايَا حسنة تترجم أعمالكم والتي يجب أن تكون أعمالا ملموسة في مصلحة الوطن والمواطن الفلسطيني ألا وهى إنهاء الانقسام0 فهل ستشهد الأيام القادمة يسر لاعسر, وسنرى انفراج ونهاية لازمة الانقسام العميق في فلسطين؟؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف الأمور.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت