على رسلك يا أمير الإمارة

بقلم: هنادي صادق


في الحقيقة، ترددت كثيرا قبل أن أكتب لك هذه الرسالة ولقد منعني من ذلك ما تعرفون فلقد منعني الجنود والمخُبرون ، وأطلقوا الإساءات والبذاءات نحوي كما هم يجيدون ، ولولا فضل الله وستره لتم ضمي لقائمة المتخابرون ، و القائمة تطول عندهم و كما تعرفون فلن يعدم المخُبرون الوسيلة فهم في أذية الناس ماهرون وفي جباية الضرائب فنانون ، وفي خدمة الناس مقلون والشماعة جاهزة عندهم ، ففي رام الله يقبع المتآمرون والمتأسرلون ، والحمد لله فقد تم سحب تهمة المتأمركون بعدما دعموا الأخوان المسلمون .
على رسلك يا أمير الإمارة ،،، فبعد أن اتسع الخرق على الراقع ، لم يعد مقبولاً أن أبقى منفصلاً عن الواقع ، وقررت أن أواجه مخاوفي وألقى بها خلف ظهري ، فلقد ضاق بأهل غزة الحال ولم يبق لشبابها أي أمل فقرروا الترحال ، ولقد إستذكرت مقولات الصحابة الأطهار والتي كنتم أيام المقاومة تصدحون بها ليل نهار وأبدأ بأولهما "رحم الله امرئ أهدى إليّ عيوبي" وثانيهما " لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها "، ولن أنتهي بمقولة الخليفة عمر الخطاب "إن رأيتم في إعوجاج فقوموني" والتي تم حذفها من قاموسكم بعد وصولكم للحكم وإستبدلتموها بمقولة الحجاج التي قال فيها " إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ".
ولقد رأيت أن أكتب لك بعدما زين لك المخبرون الأوضاع ولم ينقلوا لك أن كل شيء أصبح يباع ، ففي عهد الحكومة ((الشرعية)) دام ظلها أصبح كل شيء مباح ، فلقد مضى على توليكم مسؤولية قطاع غزة أكثر من 7 سنوات ، شهدت فيها البلاد الحروب والدمار ولكنها لم تنهار ، فالناس في غزة تتشبث بتلابيب الأمل بكل عزم وإصرار ، وبرغم هذا الصمود الغير محدود فإن شعاركم الذي ترفعونه في وجه ممن لا يتبع حزبكم وبكل سلاسة وبلا خجل الجحود ، ولقد قال رب العزة في وصف حالكم " أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلّ عَامٍ مّرّةً أَوْ مَرّتَيْنِ ثُمّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذّكّرُونَ " ، فالواقع يقول أننا نخرج من أزمة لندخل في سلسلة أزمات متواصلة ولا يوجد هناك بارقة أمل في التغيير اللهم إذا كان المقصود هو المزيد من التنكيل ، فيا أيها الأمير إن البلاد تئن تحت قيادتك والأزمات تتوالد بسبب خطيئتك وأنت تدخلنا في أزمة تلو الأخرى بسبب تفردك ، وعلى الرغم من ذلك لا نجد من يوقفك عند أخطائك ، فتمضي أخطاؤك تباعاً دون مراجعة ويزداد الظلم دون أية محاسبة وكما يزاد الفقير فقراً ويظهر على السطح أثرياء جدد ممن تعرفون وتحازبون .
ولقد قدم لكم قبل يومين الأخ الدكتورغازي حمد روشتة الحكيم ، وحاول بكل دبلوماسية تخفيف النقد المبين ، ولكن الصحيح الذي لا لبس فيه أنه قد غفل أو تغافل عن الكثير ولم يذكر إلا القليل ، هذا ما قرأته في المقال الجديد ولا أعلم إذا كان هناك نصح أو نقذ في الخفاء فلم أطلع على الغيب ففوق كل ذي علم عليم .
وعلى ما أذكر أنك منذ سنوات خلت خطبت فينا خطبة عصماء كان لها ما بعدها وكانت علامة فارقة في الأحداث ، فعلى أثرها توترت البلاد وقُتل من قُتل وتعددت الأسباب ، يومها قلت بأعلى الأصوات هي لله هي لله ، وبعد يا أمير أن أستتب لكم المقام ولم يعد يزاحمكم أي من((الفجار)) ، رأيناكم تهربون من شعارتكم لكي تبنون عماراتكم واقتصر الرد الخارجي على الخطب وتعاملتم مع الداخل ومع الناس كما تتعاملون مع الحطب ، فأوقدتم للمعارضين ناراً تصلى لهب وأدخلتم محازبيكم وأنصاركم في جنة تعتقدونها ولكنها ستكون بلا شك برفقة أبي لهب ، فعندما يغيب العدل يغيب العقل ويغيب النصر والرحمة ومن واجبي يا أمير أن أذكركم بقوله سبحانه وتعالي حين يقول " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى "، و صدق رسوله صلى الله عليه وسلم حين مدح نصف بيت شعر لكافر وكان نصفه الثاني كفرا ، ولكن يا أمير يبدو أن جماعتك رأت في أن كل من يخالفها الرأي شراً محضا و هو سبب بلايا البلاد والعباد ونسوا أن يقولوا أنهم وراء تسونامي أندونيسيا و احتلال العراق وغزو أفغانستان وسقوط الشيشان .
ولست أدري ماذا فعلت يا أمير بمدينة غزة والتي بفضل إدارتك وجماعتك السيئة لأزماتها حولتها إلى كارهة لكل أصحاب العمل الإسلامي السياسي فبعدما أن أعطتكم أصواتها في تصويت شهد العالم بنزاهته ، عاقبتم أهلها فزدتم الأعباء وتفننتم في الهروب من المسؤوليات ولم تقوموا بأٍي شي من البديهات التي على من في الحكم القيام بها ، ولقد عضت الناس على أصابعها وعلى النواجد فهم ينتظرون اليوم الذي يعيد لهم التواجد ويعيد لهم حريتهم التي تم سلبها ممن تعرفون وتحازبون .
على رسلك يا أمير الإمارة فخطواتك أصبحت متسارعة ، فلقد تغيرت الأولويات وتغير أعداء الأمس فأصبحوا لكم داعمين وأصبحتم بجوار قاعدة السيلية جالسين ، كما أن أمير قطر على رأس الداعمين ولقد صورتموه على أنه أمير المؤمنين وأستقبلتموه كسيد الفاتحين ، وكان آخر من إستقبلتم وفد علماء المسلمين والذي يقف على رأسه شيخنا الجليل والذي نقول له يا سيدنا إن فوق كل ذي علم عليم ، وإن لك مكانة في قلوبنا فلا تقف في صف أي من المتحازبين .
على رسلك يا أمير الإمارة فمنحكم الشيخ الجواز لن يضمن لإمارتك جواز المرور ، ويسمح لها بالظهور ، إلا إذا كنتم تتفقون مع العدو على بعض الأمور والتي يجهلها أمثالنا بحكم سرية مثل هذه الأمور ، وحتى لو لم تكونوا مع العدو تتفقون فمع مخططاته تتقاطعون أو تتساوقون ، والله أسئل لكم الهداية والرشاد فيما أنتم عليه مقدمون .
يا أمير هذا هو رأيي والذي آمل آن لا يثير من حولك من المخُبرون والمتجبرون ، ولك مطلق الحرية في قبوله أو رفضه ، ولكني أدعوك للتفكير فيه ، وأدعو الله أن يسدد خطاكم نحو تحقيق وحدة البلاد والعباد .
وفي النهاية أختم ما بدأت به وأقول ،،،،،، على رسلك يا أميرالإمارة فلقد إتسع الخرق على الراقع .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت