تمر علينا ذكرى النكبة 65 ومازال شعبنا مشردا مهجرا في المنافي والزمن، يناضل من أجل استرداد حقوقه التي سلبت منه على يد الحركة الصهيونية وعملائها، بغطاء غربي وحماية بريطانية ورعاية أمريكية وتخاذل عربي .
أن شعبنا الذي قدم ومازال يقدم الشهداء والجرحى والأسرى على مدار هذه النكبة الطويلة التي لم يتعرض لها أي شعب أخر، سيستمر في نضاله حتى تحرير أخر شبر من أرضه مهما بلغت التضحيات ومهما ذاق شعبنا العذاب والويلات حتى عودة أخر طفل وشيخ إلى بلد الأجداد والمقدسات لأن شعبنا حر ولن يموت أو يندثر،مثلما أرادوا له ذلك، لأن الشعوب الحرة، لا تموت ولا تندثر، وسيرحل المحتل مهما طال الزمن .
تمر علينا ذكرى النكبة 65 وشعبنا يزداد ألمه يوما بعد يوم وعاما تلو العام، وكأن شعبنا وجد فقط للنكبات فمن نكبة الهجرة واحتلال الأرض واغتراب الإنسان الفلسطيني في العالم، إلى نكبة أخرى، وهي نكبة الانقسام التي حولت قيادات شعبنا إلى أحزاب وحركات وأدوات مستخدمة قسمتنا إلى أجزاء متناثرة متنافرة أسقطت قضيتنا المشعة في المحافل الدولية واهتمامات الرأي العالمي من شعب تواق إلى الحرية والاستقلال إلى شعب رجعي متسول للإعانات والمساعدات والتشريفات، نتيجة استفراد العدو بنا قتلا وبطش وحصارا .
تمر علينا ذكرى النكبة 65 والقدس تتعرض إلى نكبة جديدة من التهويد والتشريد والاستهداف لأبناء القدس الصامدين الذين يحرصون الأقصى وقبة الصخرة وأرض الرسالات، فها هو العدو يستفرد بالقدس ويستكمل مخططاته بها ولم يتبقي له إلا أن يعلن عن وفاة القدس عربيا وإسلاميا لكي يستعد العرب والمسلمين لأعداد لمراسم حفل التأبين .
تمر علينا ذكري النكبة 65 وشعوبنا العربية مازالت تتصارع وتتفاعل مع ذاتها، بعد أن فقدت بوصلتها الوطنية والقومية، فلا يمكن لأي ثورة أن تحقق أهدافها الوطنية، بدعم من الاستعمار،الذي هو سبب نكباتنا المتتالية .
تمر علينا الذكرى 65 للنكبة وأمتنا العربية والإسلامية مازالت مرتهنة لأموال البنك الدولي ومشاريعه التصفوية وسياساته الصهيو إمبريالية على الاقتصاد والأمن العربي .
عندما نكبت فلسطين نكبت الأمة
عندما هانت فلسطين هانت الأمة
عندما احتلت فلسطين احتلت الأمة
عندما اغتصبت فلسطين اغتصبت حرائر الأمة
وتتوالى .. النكبات على أمتنا العربية والإسلامية حتى يفيق العرب والمسلمين من واقعهم المرسوم، إلى حاضرهم المعلوم، ويردوا الحق إلي أهله وأصحابه، كي يسقط عنهم أثم فلسطين والقدس ونكباتها المستمرة .
كاتب صحفي:كمال الرواغ
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت