أصحاب التوكيلات وحكاية الظلم الذي لا ينتهي

بقلم: هنادي صادق


ما زلنا نعيش هذه الأيام فصلاً من فصول الحملة العدوانية المتواصلة والمفتوحة على الموظفين في قطاع غزة ، والتي تتم تحت حجج ومبررات تفتقر إلى الحدود الدنيا للتعامل الإنساني ، 75 يوماً أو يزيد مرت ولم يتقاض المئات من الموظفين أصحاب التوكيلات رواتبهم حتى هذه اللحظة ولا توجد في الأفق أية بوادر تشي بحل قريب لهذه الأزمة التي إفتعلها من يحملون الجنسية الفلسطينية المزيفة ويجلسون على المكاتب المكيفة ، فلا يُعقل أن يكون هناك إنسان فلسطيني يحمل بين ضلوعه قلباً ولا يرق لحال هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل وتكالب الجميع عليهم وعز النصير لهم .
ولا أدري ما هي الدوافع وراء هذا السُّعار الذي لا يتوقف إلا ليبدأ ، ولا تخمد ناره إلا لتشتعل من جديد و في جيوب الموظفين ؟ يا ترى ما الذي يفسر هذه الحملات المتواصلة وما يرافقها من إهدار للكرامة الإنسانية ؟ وكيف تسكت كثير من وسائل الإعلام وخصوصاً التلفزيون الفلسطيني وبعض الهيئات الحقوقية والمنظمات المدافعة حسب ما يقال عن حقوق الإنسان عن هذه الاعتداءات المتواصلة والانتهاكات الصارخة لأبسط حقوق الإنسان والتي طال لهيبها العائلات المستورة والتي لا يسترها بعد الله إلا هذه الرواتب المتآكلة .
أهناك من يريد تقديم فروض الطاعة ويظهر التميز والشفافية والرغبة في تأكيد التفوق النوعي في الظلم والاعتداء على نحو ما قال الشاعر وإن في سياق وبمعنى مغاير:
وإني وإن كنت الأخير زمانُه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
أم أن مخططي هذه الحملة يريدون أن يصرفوا الأنظار عن الفشل المتراكم والإفلاس المتزايد في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها وعلى طريقة الهروب إلى الأمام بإفتعال المشكلات وفرض الضرائب والغرامات !!!
أم تراهم يريدون أن يسجلوا انتصارات وهمية في معارك وهمية يفتعلونها على شريحة من الموظفين ما فتئت تدافع عن الشرعية في وقت تتكالب فيه القوي الدولية والإقليمية على التآمر عليها لأضعافها وإخراجها من المشهد السياسي .
أيا كانت هذه الدوافع وآياً كان أسبابها فهي تأتي لتزيدنا تصميماً على التمسك بالشرعية في وجه من يريد تصفية القضية ويستخدم الموظفين كالمطية في تمرير المخططات الغبية والتي تستهدف فيما تستهدف الإنسلاخ عن غزة الأبية ونفض اليد من تحمل هذه المسؤولية .
إن الفائدة الأهم في تقديري لهذه الحملة وما يصاحبها وما يتبعها تؤكد ، إن كان الأمر لا يزال يحتاج إلى تأكيد ، أن هناك من يتلذذ على عذابات وإهانات وإذلال الموظفين وأن هناك من يريد أن يوصل رسالة مفادها أن أقنعوا بما تأخذون ولا تتطلعوا لأي إستحقاقات أو حقوق فيكفي الراتب الذي تتقاضون والذي يمكن أن يلحق به مقص المحاسبون .
إن المطلوب اليوم وقبل فوات الأوان تضافر الجهود نحو مزيد من المشاركة الفعالة من جانب الموظفين أنفسهم فما حك جلدك مثل ظفرك فلا يعقل أن نطلب ونستصرخ المساعدة والموظفون لا يساعدون أنفسهم بالوقوف معاً وفي صف واحد حتى يقتنع الآخرين بمساعدتهم ، كما أن على الأخ بسام زكارنة نقيب الموظفين مسؤولية كبيرة فبدلاً من الوقفات الرمزية والتي لا تظهر وحدة موقف النقابة يجب الخروج بفعاليات حاشدة والتوجه للقضاء الفلسطيني كي يقول كلمة الفصل .
وفي نفس الوقت فإن على نواب الشرعية التصدي بكل فاعلية لمن أثار هذه القضية ، وإلى السادة في وزارة المالية رسالتنا مفادها أننا لن نسامح من سوف هذه القضية ولنا موعد تكون فيه أدواركم ثانوية ، فعلى الباغي تدور الدوائر فإنتظروا .... إنا معكم منتظرون .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت