رسالة من فلسطيني إلي العظماء المصريين

بقلم: هاني زهير مصبح


أيها الشعب المصري العظيم يا خير جند الأرض يا أصحاب النيل الخالد يا أهل العروبة والمجد يا من بكم تتجمع وتتوحد كلمتنا العربية يا أصحاب أعظم حضارة في التاريخ يا من سطرتم بدمائكم المجد تلو المجد ومازال التاريخ يكتب ويسطر أجمل انتصاراتكم العظيمة ومواقفكم الجميلة النبيلة بكم أنتم بعد الله نستعين فنحن أخوة وأشقاء في اللغة والعروبة والدين وفي القومية والأهداف والآمال وعدونا هو عدوكم اليهود الطغاة أعداء الله وأعداء الدين
أيها الأبطال المصريين نحن في فلسطين كلنا نحبكم ونعتز بكم فأنتم الشعب العربي الأقرب لشعب فلسطين في غزة فأنتم من تقفون بجانبنا في محنتنا التي طالت منذ سنين وسنين منذ احتلال ظالم فرض علينا بموجب وعد بلفور ومعاهدة سايكس بيكو فمنذ ذلك الوقت وشعب فلسطين واقع تحت الاحتلال الإسرائيلي فكنتم أنتم أول الشعوب التي هبت لنجدتنا ونصرتنا وتقدمت جيوشكم وأبطالكم لتحرير فلسطين ومازالت أرضنا عطره بدمائكم الزكية وما دامت قبور شهدائكم موجودة في فلسطين تقدمون الكثير لفلسطين وشعبها ومازالت منطقة الفالوجة شاهدة علي بلوغ الجيش المصري وقائدة العظيم جمال عبد الناصر البطل المغوار
ومازال الشعب المصري يقدم الكثير لأجل شعب فلسطين فقضيتنا الفلسطينية هي قضيتكم وأنتم الشعب العربي الأقرب لنا في اتخاذ القرار فأنتم الأقرب جغرافيا وأنتم الأقرب إلي قلوبنا وبكم دوما نستغيث فمنذ سنوات ونحن محاصرون من الاحتلال الإسرائيلي في غزة حصار ظالم مخالف لكل المعايير والمواثيق الدولية حصار ضد الإنسانية مليون ونصف المليون من شعب فلسطين في غزة محاصرون منذ ٧ سنوات شعب بكاملة محاصر معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ حصار منع عنا فيه أبسط مقومات الحياة من الدواء والغذاء والكهرباء وكل ما يلزمنا فكان حصار غزة حصار ظالم بكل معني للكلمة فما كان من الشعب الفلسطيني إلا أن يستنجد بالشعب المصري العريق ولقد ساعدتمونا وقدمتم لنا مقومات الحياة من دواء وغذاء ومستلزمات الحياة من خلال ما يعرف بالأنفاق علي الحدود الجنوبية في قطاع غزة مع مصر
أيها الشعب المصري العريق المثقف المفكر صاحب النهضة العلمية والتاريخ العريق أريد أن أخاطبكم في بعض الأمور التي يحاول العدو الصهيوني من خلالها تسميم علاقتنا الجميلة
أنتم تعلمون أن هناك اتفاقية تعرف ب" كامب ديفيد "بعد تحرير أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلي تلك الاتفاقية بها قيود أمنية مجحفة بحق الشعب المصري العريق فهناك مئات الكيلو مترات من الحدود المصرية مع المحتل الإسرائيلي وسيناء شبه صحراء وشبه مفتوحة وهي كبيرة جداً
بعد الربيع العربي الذي أطاح بالنظام المصري السابق ونجاح الإخوان المسلمين في الانتخابات وبلوغها سدة الحكم وفي نفس الوقت وجود حكومة حماس في غزة والعلاقة التاريخية بين مصر وفلسطين ومصلحة الاحتلال الإسرائيلي هو تدمير المنطقة العربية والقضاء علي أي حكومة إسلامية واختبار حكومات ما بعد الربيع العربي ومصر هي الأقرب لهم جغرافيا وهي التي تشكل الخطر كل الخطر علي الإسرائيليين وكان اختبارهم الأول هو الحرب علي غزة والحصار الظالم
أيها الشعب المصري يجب أن تعلم جيدا وأن تفهم جيدا ولا تترك أحداً يتلاعب بعقولكم صحيح أن هناك عدد كبير من الأنفاق ولكن تلك الأنفاق عليها رقابة أمنية من كلا الجانبين من الجانب المصري والجانب الفلسطيني وكل نفق علية حراسة مشددة ورقابة أمنية وتفتيش لأي شيء يدخل من تلك الأنفاق أو يخرج منها ولا يسمح بمخالفة القانون ومن جانبكم المصري الأمن علي تلك الأنفاق مشدد وبقوة وحتي وإن لم يكن هناك من يحرس تلك الأنفاق فإن الشعب الفلسطيني يحبكم ولن يفكر في ارتكاب الجرائم ضدكم وأن من يفعل تلك الجرائم هو من له مصلحة في ذلك آلا وهو العدو الإسرائيلي عدونا وعدوكم الذي يريد تدمير منطقتنا العربية وزعزعة العلاقات بيننا وإضعافنا وإضعافكم واتفاقية كامب ديفيد تساعدهم في ذلك لضعف التواجد الأمني والعنصر الأمني المصري في سيناء مما يتيح للعدو الإسرائيلي العبث كيفما يشاء لتحقيق أهدافه وهو يدخل الأراضي المصرية بوحداته الخاصة وقد يستعين ببعض عملائه العرب وهم من مصريين وفلسطينيين وأنتم تعرفون جيدا كيف هي حرب الجواسيس مع إسرائيل فهي حرب مازالت مستمرة ولكن يجب أن تعلموا أن العمليات التي تنفذها إسرائيل في سيناء هي وعملائها يدخلون من الحدود المحتلة وليس من الأنفاق من حدود قطاع غزة
يجب عليكم أن تعلموا أننا شعب واحد تربطهما علاقات عديدة وروابط متينة رابط اللغة والدين والعروبة والأهداف والآمال والتاريخ العريق وعدونا وعدوكم التاريخي هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل ويدمر في بلادنا العربية وجرائمه كثيرة فقد ذهبوا إلي تونس وقتلوا القائد خليل الوزير أبو جهاد في حمامات الشط وكذلك الأمر ذهب الاحتلال إلي السودان وضرب بطائراته مصنع الأدوية وذهب الاحتلال بطائراته إلي سوريا وقصف الأرض السورية وكذلك دوما يذهبون
بجيوشهم إلي لبنان ويرتكبون الجرائم وكذلك الأمر ما يحدث في مصر في سيناء لذلك انتبهوا جيدا يا شعب مصر وجيشها العريق لما يحدث في سيناء ولا تجعلوا الاحتلال يوقع بين الأشقاء العرب فلسطينيين ومصريين ولا تجعلوا الاحتلال يحقق أهدافه ويزعزع منطقتنا العربية ويضعف من عزيمتنا وإرادتنا وقوتنا وهناك الكثير من وسائل لإعلام المغرضة التي تحرض علي شعب فلسطين وتشير بأصابع الاتهامات لنا فيما يرتكبه الاحتلال من جرائم خفية في أرض مصر ولقد نجح الاحتلال في تحقيق بعضا من أهدافه ومازال يمضي قدما لتحقيق كامل أهدافه وأن إغلاق معبر رفح أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين نتيجة توجيه أصابع الاتهامات للفلسطينيين هي خطوة خاطئة وليست في مكانها الصحيح وأن المتهم بريء حتي تثبت إدانته
بقلم الكاتب الفلسطيني/هاني زهير مصبح

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت