القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
تنبأت وزيرة السياحة والاثار الفلسطينية رولا معايعة بمستقبل زاهر للصناعة السياحية في فلسطين وفي القلب منها القدس رغم الظروف والتعقيدات من جراء تواصل الاحتلال الاسرائيلي واجراءاته والعراقيل التي يضعها امام تطور اي قطاع من القطاعات الفلسطينية وخصوصا في مدينة القدس .
وذكرت في لقاء صحفي لنادي الصحافة المقدسي- نقابة الصحفيين بالتعاون مع مقهى الكتاب والصالون الثقافي- المكتبة العلمية برعاية مجموعة حمودة الاستثمارية ان نموا مضطردا في السياحة داخل فلسطين حيث قارب عدد السياح المليونين عام 2012 وبزيادة قدرها 20% حتى الان من العام 2013 . ونوهت الى رزمة من مشاريع الترميم والتأهيل والاستحداث لمنشآت ومرافق سياحية حيوية وضرورية من شأنها المساهمة في زيادة عدد السياح الذين يزورون فلسطين من مختلف انحاء العالم والمكوث فيها .
التحدي الاكبر ..!
واوضحت الوزيرة معايعة ان التحدي الاكبر امامنا هو ليس في عدد السياح القادمين وانما في عدد من يبقى منهم في الاراضي الفلسطينية اطول فترة ممكنة حتى يمكن تحقيق مردود اكبر في ظل حملات التشويه والتخويف الاسرائيلية التي تستهدف خاصة منطقة بيت لحم كونها الاهم سياحيا فلسطينيا ، الا انه تم تحقيق زيادة قدرها 25% عن الاعوام السابقة في عدد السياح الذي يمكثون في المدن والمناطق الفلسطينية . وقالت ان زيارات السياح تتركز في كنيسة المهد ومحيطها مغارة الحليب وحقل الرعاة في بيت ساحور وبنسب أقل فأقل في اريحا والعيزرية والخليل وسبسطيا قضاء نابلس .
وشددت على ان سياسة الوزارة تهدف الى تعريف السياح بجميع المدن الفلسطينية والاماكن الدينية والاثرية .. الاقصى والقيامة في القدس والمهد في بيت لحم والحرم الابراهيمي فلي الخليل ومدينة اريحا التي يقيت مأهولة بالسكان على مدار عشرة الاف عام . اضافة الى العديد من المواقع الاثرية في شتى االمدن الفلسطينية المكتظة باثار رومانية وبيزنظية واسلامية وشواهد من العصر البرونزي مما يعني ان بلادنا لها تاريخ اثري نادر واهمية تاريخية كبيرة حيث يتركز دور الوزارة في ترميم وحماية هذه المواقع الاثرية وتشجيع السياح على زيارتها .
حماية الاماكن الاثرية ..!
وتطرقت الى اهمية تصنيف مواقع اثرية جديدة والتصدي الى محاولات سرقة الاثار من جانب عصابات مختلطة وكيف ان تأمين الحماية من شأنه استغلال هذه المواقع لجلب عدد سياح اكبر ونوهت الى قصة كنيسة دير سمعان في محافظة سلفيت الموجودة تحت الارض وتشبه معالمها معالم قصر هشام الاثري في اريحا كما ان الاهتمام بالاماكن الاثرية الدينية يساهم في زيادة نسبة السياحة الدينية التي عمادها الحجاج المسيحيون اكثر من 90% حيث تنشط الوزارة لاستقدام سياح من البلدان الاسلامية كما حصل في العام الماضي عندما زار 30 الف اندونيسي المنطقة مع التمسك بوجهة النظر ان زيارة فلسطين هي لدعم واسناد الفلسطينيين اولا واخيرا وليست لدعم الاحتلال او الاعتراف به كما هو الحال مع زيارة السجين التي لا تعني الاعتراف او التطبيع مع السجان خاصة اذا ما علمنا ان هناك كثيرين في العالم العربي والاسلامي امنيتهم مشاهدة القدس . ويمكن القول" اننا حققنا بعض النجاح في هذا الاطار ".
وردا على طرح بخصوص عدم جدوى التعامل مع القدس على انها مدينة عادية رأت الوزيرة معايعة ان العمل في منطقة ج يواجه بمصاعب وعراقيل لها اول وليس لها اخر من قبل الاحتلال فما بالكم بالقدس التي هي حجر الزاوية في السياحة الفلسطينية ؟ الا ان اختيار القطاع الخاص في المدينة للعمل معه في تطوير المنشآت والمرافق السياحية فيه هو المدخل الامثل للتعاطي مع مدينة بحجم مدينة القدس الى جانب تسويق القدس في المعارض السياحية الدولية حيث ان هناك قرابة عشر معارض سياحية على مستوى العالم سنويا وتكلف مبالغ باهظة للتعريف باهمية القدس وفلسطين سياحيا من وجهة النظر الفلسطينية الا ان الوزيرة اعترفت ان هذا غير كاف وان هناك حاجة ماسة لتطوير كل المادة الاعلامية والدعائية الفلسطينية لترسيخ وتكريس الرواية الفلسطينية العربية حتى تكون فعالة وطاغية على عموم المشهد .
واشارت في هذا السياق الى العمل المكثف على وضع معايير عالمية لتصنيف الخدمات الفندقية وتنظيم ورش عمل تعريفية بالفنادق وتصنيفاتها وطبيعة خدماتها . كما اقرت الوزيرة رؤية الخبير السياحي راجي خوري ابو الياس من حيث ضرورة ان تكون االاماكن الاثرية الفلسطينية مشمولة في برامج الجولات السياحية ولكنها رأت ان اصدار بطاقات خاصة لاستيفاء الرسوم المالية بذلك امر سابق لاوانه بسبب ان العديد من هذه الاماكن قيد الترميم والصيانة والتأهيل حيث ان العمل جار على مركز تفسير في سبسطيا رغم ان صعوبات كبيرة تواجهنا من حيث ان المنطقة نفسها مقسمة ال أ و ب و ج ، معربة عن فخرها ببدء عمل نزل سياحي هناك حيث شوهد السياح وهم يتناولون الافطار على الطريقة الفلسطينية من زيت وزعتر ولبنة على شكل طابات صغيرة بالطريقة التقليدية مما ينثر اجواء عابقة بالتاريخ والتراث الفلسطيني الاصيل المحبب خاصة لدى الاجانب .
تل بلاطة وحرم الرامة ..!
واشارت الى ان العمل جار كذلك على ترميم تل بلاطة في نابلس وحرم الرامة في الخليل التي من المقرر ان ينتهي العمل في بعضها في غضون شهر حزيران القادم في حين تم ترميم 18 موقعا حسب الاولوية من شمال الى جنوب فلسطين الى جانب متاحف صغيرة خاصة بالقطع الاثرية لكل موقع . ومن المقرر ان ينتدب موظف وزارة متخصص اضافة الى افتتاح مراكز اعلامية ومرافق صحية ومراكز تفسير كما هو الحال في قصر هشام الذي يبث افلاما عن تاريخ الموقع وهو نموذج من المؤمل ان ينسحب على مواقع اثرية فلسطينية اخرى في المدى المنظور .
واقترح كريم حمدان العمل على استجلاب زوار عرب ومسلمين خاصة من الحجاج المسلمين لتقديس حجاتهم في القدس وتحفيز مفتي الديار الحجازية لاصدار فتاوى بهذا الخصوص فيما تساءل حسن دنديس عن موقف الوزارة من الحفريات الاسرائيلية في القدس وقدم جابي عبد الله مداخلة قيمة هاتفيا هدفت الى تقديم اقتراحات تحسّن من طبيعة الخدمات السياحية في القدس العربية وفلسطين وعدنان ابو غوش عن البنية االتحتية السياحية المهلهلة وعنان غيث من التجمع السياحي المقدسي حول وضع استراتيحية ترويجية سياحية شاملة ودور المدارس ووزارة التربية والتعليم في نمو وتطوير السياحة الداخلية والبحث عن سياحة بديلة وابراهيم مطر عن متحف للقرى الفلسطينية المهجرة في بيت ساحور والمحامي ابراهيم عبيدات عن سيطرة اسرائيل على كل شيء وبالتالي محدودية وضآلة جذب السياح الى فلسطين ومحمد موسى سويلم عن السياحة الاستجمامية في رام الله المصيف واريحا المشتى ومصطفى عثمان عن كليات تعليم لغات وسياحة وكيف ان القدس مهملة ومهمشة .
البكاء على القدس من بعيد ..!
وفي ردودها السريعة على هذه التساءلات والمداخلات رأت الوزيرة انه لا يكفي البكاء على القدس من بعيد ولكن يجب شد الرحال الى القدس وهذا ما نسعى اليه من خلال اطلاق برامج السياحة البديلة للاقامة في القدس وبقية المدن الفلسطينية والحوار مستمر مع عدد من الدول العربية و الاسلامية من بينها تركيا واندونيسيا والسعودية لاطلاق مشاريع حقيقية لدعم السياحة في بلادنا . ورأت ان اعلان الاردن عن البلدة القديمة من القدس تراث عالمي منذ عام 1982 لم يردع اسرائيل عن مواصلة العبث والحفر وتغيير معالم المدينة المقدسة وهذا يستدعي مراجعة قوية من دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية والاسلامية لوقف اسرائيل عند حدها . وقالت ان موقف الادارة الامريكية المعادي هو عامل مهم في اصرار حكومة اسرائيل على مواصلة هذا العبث كما نشاهد الان في قضية بعثة اليونسكو . وقالت ان هناك اولية واستعداد كامل لتدريب ادلاء سياحيين بانماط جديدة ليكونوا مؤهلين للقيام باخطر مهمة في هذا المجال . واعلنت عن اهمية تغيير الثقافة السائدة بعدم احترام نظافة الاماكن السياحية الاثرية او مرافقها والعبث بها وما يدور حولها من حيث تخصيص لباس موحد للباعة المتجولين لعكس صورة حضارية وكذلك التكسيات السياحية الخاصة الموحدة بلون مميز بتسعيرات معينة يتم الاتفاق عليها بين الاطراف ذات العلاقة .. وكذلك عن برنامج ضمانات الاستثمار وهو قيد البحث والدرس مع منظمة السياحة العربية في جدة واهمية التفكير بانشاء كلية للسياحة ونوهت الى مركز للترويج السياحي – ملتيميديا - كامل بجانب بلدية جنين .. يعرض افلاما وثائقية وتعريفية .. وختمت .. كل سائح من اي مكان في العالم مرحب به وهو مكسب لسياحتنا الفلسطينية عماد اقتصادنا الناهض من بين الحطام .