تتحقق الأمنيات والأسير لؤي العينابوسي مثال على ذلك

نابلس وكالة قدس نت للأنباء
في الدنيا محطات توقفنا مؤقتاً عما نحلم به وما رسمنا وله خططنا له الكثير دون استئذان، والأمر ليس بإرادتنا ولا إيقافه أمر بيدنا، خاصة هنا في فلسطين وعندما يتعلق الأمر بمحتل اسرائيلي قرر الهجمة على الأرض والإنسان، لكن مع العزيمة يصبح الحلم حقيقة، بغض النظر عن المكان.

الشاب لؤي يوسف محمد العينابوسي( 34 عاماً) من بلدة عينابوس قرب نابلس، لم يتمكن من اجتياز دراسة الثانوية العامة قبل الاعتقال، وكان يصر على إكمال الدراسة والتعليم، لكن قدر السجن والاعتقال سبقه إليها، فاعتقل ولم ييأس، وقرر هناك في سجنه أن ينهي دراسة الثانوية العامة، مضيفاً بذلك رقماً آخر للتحدي والصبر والخروج بعلم وشهادة من بين الزنازين.

قبل التطرق لدراسة لؤي، ذكر مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في التقرير، إن لؤي اعتقل بينما كان يتواجد في سكن جامعي لطلاب أصدقائه في مدينة نابلس، والذي تفاجؤوا جميعاً باقتحام قوات كبيرة من جنود الاحتلال للسكن في يوم: 27/8/2003، وسألوا عن لؤي وأمروا باعتقاله.

بالطبع، وبالنسبة للطلاب في السكن الجامعي، كان الأمر لا يبدو عادياً، لا سيما واقتحام السكن بهذه الصورة لأول مرة، واعتقال شاب منه، فكان جميع الشباب في ذلك السكن وفي تلك الليلة مذعورين يشكون بأن أحداً آخر من بينهم قد يعود الاحتلال لاعتقاله.

وكسيناريو متكرر وبالطبع، من البيت إلى الجيب العسكري ثم إلى التحقيق الذي يلبث فيه الأسرى الفلسطينيون فترات متفاوتة وذلك حسب "جريمة" كل منهم على حد ما تصفها سلطات الاحتلال.

يقول مركز "أحرار"، إن عائلة الأسير لؤي العيانبوسي أكدت مكوث ابنها في التحقيق خمسة أشهر متواصلة، انقطعت عنه فيها ولم تسمع عنه أي أخبار، وكانت هناك تشديدات على زيارته من قبل الأهل والمحامي.

وبعد انقضاء فترة التحقيق، عرض لؤي على المحكمة العسكرية الاسرائيلية أكثر من مرة، إلا أنه وفي المرة الأخيرة حكم عليه بالسجن 14 عاماً، تحت ذريعة وبسبب تهم عدة لفقها جنود الاحتلال ضده، والتي حاول لؤي إنكارها جاهداً، لكن لم ينجح في مواجهة مخرز الاحتلال الاسرائيلي، الذي ينجح أو لربما يظهر نجاحه المخفي بعشرات الهزائم أمام الرأي العام العالمي.

سلم لؤي والعائلة أمرهم بالحكم، ومن هنا قرر لؤي أن يستفيد من التجربة الاعتقالية، وأن يكمل دراسة الثانوية العامة التي حاز عليها بالفعل، كما قرر لؤي الاستفادة من تجارب الأسرى القدامى والذين قضوا ولا زالوا يقضون محكوميات عالية داخل الأسر، وأن يبني شخصيته ويصقلها ويحاول التعلم من الغير وتنمية النفس وتنشئتها، والأهم من ذلك كله أن لؤي بدأ بحفظ كتاب الله عز وجل، وآثر ذلك على إكمال الدراسة الجامعية في السجن.

أما وضعه الصحي، والذي تقول عائلته إنه يحاول إخفاءه عنها، لكن ألمه يظهر في وجهه وعينيه، فلؤي يعاني ومنذ الصغر من الروماتيزم، ويصاب بآلام كبيرة في مفاصله في معظم الأوقات في الأسر، وقد تفاقم وضعه ومرضه، بسبب العادات غير السليمة في السجن كالحركة والنوم والمأكل والمشرب والمكان والأدوات المستخدمة والنظافة.

ومن ناحية أخرى تقول عائلة الأسير العينابوسي" تعترضنا مشاكل الزيارات كثيراً، وخاصة مشكلة الحصول على تصاريح الزيارة، والتي يتلاعب بها الاحتلال في كل مرة، الأمر الذي يعانيه جميع أهالي الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.

وتطرقت العائلة أيضاً، إلى موضوع ضعف المشاركة الجماهرية على الساحة الفلسطينية تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين، والتي تكون في غالبها فعاليات موسمية لا تستمر ولا تخدم الأسرى كما يتمنون.

وتتمنى العائلة الفرج القريب لكل أبنائها الأسرى والأسيرات، حتى يكملوا ويحققوا أحلامهم التي زرعوها وتعبوا من أجلها، مؤكدين أن مع الإرادة والعزم والثبات يتحقق كل شيء مستحيل.