حقيقة حصار غزة

بقلم: رائد موسى


قطاع غزة هو عبارة عن مليون وما يقارب 700 ألف إنسان فلسطيني يعيشون على مساحة جغرافية ضيقة من أرض فلسطين ويشكلون ثاني أعلى نسبة كثافة سكانية بالعالم ويزدادون بمعدل سريع نسبياً يعيشون على أرض تفتقر إلى موارد حقيقية توفر لهم سبل العيش الكريم بحدوده الدنيا كما هو معلوم.

فلذلك من الطبيعي أن يتمدد سكانه إلى خارج حدوده المفروضة عليه من الاحتلال، ولكن منذ اندلاع انتفاضة الأقصى شدد الاحتلال الاسرائيلي قيوده على حركة الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة، واستغل الانقسام الفلسطيني وأعلن قطاع غزة إقليم معادي وسلب بشكل كامل حق سكانه بالتنقل الذي كفلته لهم جميع الاتفاقيات الدولية والتي وقعت عليها إسرائيل ابتداءً بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وانتهاءً باتفاقية أوسلو واتفاق المعابر 2005 الذي لم يرى النور شقه المتعلق بالحركة بين الضفة وغزة، استثناءً من ذلك تصدر سلطات الاحتلال تصاريح للتجار الذين يوردون البضائع الاسرائيلية إلى غزة، وبعض الحالات الإنسانية المُلحة.

وهنا يكمن الحصار الحقيقي ليس كما صدعتنا وسائل الإعلام به من أعداد السلع المسموح دخولها وممنوع دخولها إلى قطاع غزة، وأوحت لنا وللعالم بان قضية غزة مع سلطات الاحتلال هي قضية سلع وبضائع.

فالخطر الحقيقي من الحصار والمعنى الحقيقي للحصار هو حصار الإنسان الفلسطيني وسلبه حقوقه الإنسانية بالتنقل والعيش الكريم، أما عن الهدف الاسرائيلي من ذلك فهو مكمن الخطر، والمتمثل بمقاومة الاحتلال للتضخم السكاني الفلسطيني في غزة الذي من الطبيعي أن يتجه نحو ملئ الفراغ في الضفة، ذلك الفراغ الذي ينوي ويقوم الاحتلال بملئه بمستوطنيه.

فإذا قارنت أسعار الأراضي في غزة وفي مدينة من الضفة مثل طولكرم تجد انه من الطبيعي ان يفكر الفلسطيني في غزة بالانتقال للضفة كي يستطيع أن يحقق رغبته بأرض مستقلة وبمستقبل لأبنائه.

أما الآن وبعد حرمانه من الوصول إلى الضفة فطموحه انتقل إلى شراء قطعة ارض في سيناء بمصر بسبب عجزه عن شرائها في غزة، وذلك ما يهدف له الاحتلال من حصار غزة.

فلذلك من واجبنا وواجب قيادتنا بشكل خاص ان تسعى إلى ربط غزة بفلسطين من خلال ابسط حقوقنا، حقنا بحرية التنقل وحقنا بحرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة، وعلى من يدعو إلى فك حصار غزة ألا يتحدث عن أصناف السلع وأعدادها وما شابه بل عليه وبكل وضوح أن يتحدث فقط عن حقنا بالتنقل، وحق أهل غزة في الوصول إلى الضفة بما فيها القدس.

فلنعمل على أن يملئ فلسطينيو غزة الفراغ بدلا من أن يملئه المستوطنون، وبدلا من أن يذوب فلسطينيو غزة برمال سيناء.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت