القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
مع انطلاق التدريب الإسرائيلي الذي يُحاكي تعرض عمق الدولة العبرية لآلاف الصواريخ من جميع الجبهات يوم أمس الاثنين، والذي تم فيه للمرة الأولى استخدام شامل لجهاز الإنذار التابعة لقيادة الجبهة الداخلية، وذلك من خلال رسائل عبر الهواتف الخليوية، واختراق شبكات التواصل الاجتماعي وسلطات البث، وطلب الدخول إلى المواقع الآمنة، حذر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين من اطمئنان إسرائيل لاستمرار نجاح عمليات القصف التي هددت بتنفيذها في سورية، إذا تواصلت عملية نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان.
وشكك يدلين في قدرة الدولة العبرية على الصمود أمام تصعيد في المنطقة، تسببه عملية قصف إسرائيلية جديدة في سورية قائلاً: ما نجح أكثر من مرة لا يمكن أنْ ينجح كل مرة، خاصة وان الجانب الآخر يستعد لرد على قصف جديد، على حد تعبيره. وجاءت أقوال الجنرال يدلين في برنامج خاص أعدته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي لمناقشة التطورات الحاصلة في سورية ومخاطر تزويد سورية بالصواريخ الروسية من طراز اس-300.
وتوجه يدلين إلى صناع القرار في تل أبيب ودعاهم إلى عدم التفكير بتوجيه ضربة جديدة لسورية، على حد قوله. وبرأي المسؤول الإسرائيلي فإن الرئيس السوري د. بشار الأسد، لا يريد الحرب مع إسرائيل لأنه يرفض التدخل الخارجي والداخلي في أوضاع بلاده، وفي معرض رده على سؤال قال الجنرال يدلين إن الرئيس الأسد صامد حتى الآن لأن جيشه مخلص له، على عكس وضع الرئيس المصري، حسني مبارك، ولا يوجد تدخل خارجي، على عكس الرئيس الليبي معمر القذافي، ومع ذلك أضاف أنه إذا ما اندلعت الحرب مع إسرائيل فسيكون هناك تدخل خارجي في سورية وهذا سيحولها إلى حرب شاملة، على حد تعبيره.
وفي ما يتعلق بصواريخ "اس-300" الروسية قال يدلين إنها أفضل ما تملكه سورية من دفاع جوي. فهي منظومة متنقلة ولها قدرة على إصابة طائرات إسرائيلية تطلق صواريخ لسورية عن بعد عشرات الكيلومترات. على صلة بما سلف، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الخلافات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول تقديرات الوضع في سورية وكيفية التعامل في ظل التغيرات المتسارعة على الحدود الشمالية تتصاعد كثيرًا، وكشف مسؤول أمني رفيع في حديث مع الصحيفة الإسرائيلية النقاب عن أنه في الاجتماعات الداخلية لتقييم للوضع اعتبر أكثر من مسؤول أن جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) فشل في تقديرات الوضع في سورية، بشأن احتمالات بقاء نظام الأسد وسيطرته على الأرض.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول امني، طلب عدم الكشف عن اسمه وتفاصيله قوله إنه في الآونة الأخيرة فترت الأصوات داخل المنظومة الأمنية التي كانت تنادي بسقوط نظام الأسد، بعد أن تبين التغلغل العميق لعناصر من الجهاد العالمي والقاعدة في صفوف المعارضة السورية المسلحة، ولفتت الصحيفة إلى أن تقديرات أخرى تدعو لاستعداد لسيناريو بقاء نظام الأسد من خلال خلق وضع جديد يسيطر فيه النظام على شق من المدن الساحلية الكبرى، علمًا أن الوقائع على الأرض تشير إلى ضعف هذا الاحتمال، ويتحدث هذا السيناريو عن تقسيم سورية الى ثلاث دول مستقلة. وتشير التقديرات إلى أن هذا السيناريو هو الخيار الأمثل لإسرائيل.
في سياق ذي صلة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الدولة العبرية هي أكثر الدول في العالم تعرضًا للتهديد الصاروخي، ونحن نستعد لكل السيناريوهات. ووردت هذه الأقوال في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية التي أعلن نتنياهو خلالها عن بداية (أسبوع الطوارئ في إسرائيل)، حيث قال إن الوزير المسؤول عن حماية الجبهة الداخلية غلعاد اردان سيقوم بتقديم تقرير مفصل إلى الحكومة في هذا الصدد، مشيرا إلى تزايد التهديدات على الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة، وأضاف نتنياهو أنه خلال السنوات الأخيرة نحن نحسن بشكل كبير استعدادات الجبهة الداخلية لهذه الاعتداءات وأيضا لاعتداءات أخرى. إننا نستثمر المليارات من الشواقل لتكون الجبهة الداخلية أكثر حماية واستعدادا، ونستثمر بمنظومات القبة الحديدية وبصفارات الإنذار وبالملاجئ وبتحسين أداء منظومات الإنذار المبكر.
جدير بالذكر أن التدريب واسع النطاق جاء تحت اسم (جبهة داخلية قوية1)، والذي يُحاكي حربًا متعددة المجالات والجبهات، وخلالها سيتم مهاجمة الدولة العبرية من عدة جبهات، وسيستمر أربعة أيام، وخلالها سيُحاول الجيش الإسرائيلي معالجة سقوط آلاف الصواريخ تحمل رؤوسًا متفجرة على منطقة غوش دان، التي تُعتبر عصب الدولة العبرية وتقع في مركز البلاد.
ونقل الموقع عن وزير الجبهة الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، غلعاد أردان، قوله إن السؤال ليس هل سيقومون بقصف حيفا وتل أبيب، إنما متى سيقومون بضرب الصواريخ، وأضاف أن الهجوم المحتمل أو المفترض من شأنه أنْ يقع الليلة أوْ بعد أسبوع، ونحن سنقوم بمحاكاة سقوط صواريخ من قطاع غزة ومن الجنوب اللبناني ومن سورية. أما المدير العام لوزارة الجبهة الداخلية، الجنرال في الاحتياط غابي أوفير، فقال للموقع الإسرائيلي إن آلاف الصواريخ ستُصيب مراكز وتجمعات سكانية كبيرة، كما أن صواريخ الأعداء ستُصيب أماكن حساسة وإستراتيجية داخل الدولة العبرية، على حد تعبيره.
وأضاف قائلاً إن الخطر الذي تواجهه إسرائيل غير مسبوق، صحيح أنه ليس خطرًا وجوديا ولكنه خطر كبير. وأجرى مقارنة غير عادية بين القصف الصاروخي الذي يهدد إسرائيل، والقصف الذي تعرضت له بريطانيا في الحرب العالمية الثانية، وقال: خلال تسعة أسابيع تعرضت بريطانيا لقصف بزنة 206 أطنان من المتفجرات في كل ليلة، بينما إسرائيل تعرضت طيلة حرب لبنان الثانية لقصف زنته 90 طنا. فإذا جمعنا الصواريخ التي تمتلكها إيران وسورية وحزب الله وحماس اليوم وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، فإن كل ما ستتعرض له إسرائيل من قصف، في حال شُنت عليها حرب شاملة، سيكون بزنة 1000 – 2000 طن متفجرات طيلة شهر كامل. المقصود أن إسرائيل لن تدمر بهذا القصف، ولكنها ستتضرر كثيرًا.