قدم الدكتور سلام فياض استقالة حكومته للرئيس محمود عباس ولم يفاجأ احد من المراقبين القبول السريع للاستقالة حيث سبق ذلك أحداث تفرض على الدكتور فياض تقديم استقالة حكومته وكذلك ذات الظروف ضغطت على الرئيس لقبولها .
ومنذ قبول الاستقالة اصبح رئيس الحكومة مسير لاعمال الحكومة الى حين تشكيل حكومة جديدة وأداءها القسم أمام السيد الرئيس والاصل أن تحظى بثقة المجلس التشريعي ولكن لظروف الانقسام تم تجاوز قضية الثقة التشريعية ، وتم استبدالها برضى وقسم الرئيس .
ويحاول البعض خلط الامور ببعضها حيث أن الدكتور فياض بإمكانه تسيير عمل حكومته الى حين تشكيل الحكومة الجديدة وهو ليس ملزم بتاريخ محدد ولكن الإلزام الذي نص عليه القانون هو لرئيس الوزراء المكلف – المجهول حتى اللحظة – فهذا المكلف له مدة أقصاها خمسة أسابيع لتشكيل حكومته وتقديمها للسيد الرئيس وفي حال فشل تشكيل هذه الحكومة خلال المدة المحددة يقوم السيد الرئيس بتكليف شخصية جديدة وهكذا تستمر العملية بينما تستمر حكومة تسيير الاعمال بمهامها دون النظر الى المدة الزمنية التي سيستغرقها السيد الرئيس في النجاح بتشكيل الحكومة .
ولكن عندما يتعمد البعض بخلط الاوراق وأن الدكتور فياض ملزم بمغادرة مكتبه – مجلس الوزراء – بعد مرور خمسة أسابيع على تقديم وقبول الاستقالة فهو قياس غير صحيح على الاطلاق واعتقد أن هذا البعض الكاره أو المتعجل برحيل الدكتور فياض يتعمد خلط الامور .
ولذلك فإن المنطق والقانون يقول أن رحيل حكومة فياض بشكل عملي مرتبط تماما بالنجاح بتشكيل الحكومة الجديدة سواء كانت حكومة توافق وطني كما نصت عليها اتفاق المصالحة أو حكومة خاصة بمقياس خاص يتناسب الوضع في المحافظات الشمالية .
والسؤال الآخر الذي بدأ يشغل بال البعض هو أين المحطة القادمة للدكتور سلام فياض ؟ وهل حقا سيغادر مبني رئاسة الوزراء لتفعيل مقعده في المجلس التشريعي ومن خلاله سيتم طرح أفكاره ورسم مستقبله السياسي ؟ هل قريبا سيتمكن الدكتور فياض من زيارة قطاع غزة بعد أن يكون قد أزال سبب عدم الزيارة ؟ خاصة وأنه أعلن أكثر من مرة أن لا خلاف شخصي له مع حركة حماس وليس طرفا مباشرا في الانقسام الحاصل ولم يقم بالإساءة طوال سنوات عمله على أي طرف من أطراف المعادلة الفلسطينية .
لاشك أن المرحلة القادمة بدأت رسم معالمها وهناك يوجد ما هو جديد بدأ يلوح بالافق ، وكثيرين يرغبون بتجديد الفعل والخطاب الفلسطيني ولكن هل يكون ما يتمناه هؤلاء ؟
م. عمـــاد عبـد الحــــميد الفـالوجي
رئيس مركز آدم لحوار الحضارات
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت