موجة مفتوحة على فضائية "هنا القدس" لإحياء ذكرى الـ46 لاحتلال مدينة القدس

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
بثت قناة "هنا القدس" الفضائية، صباح اليوم الأربعاء، موجة مفتوحة خصصتها لإحياء ذكرى الـ46 لاحتلال مدينة القدس.

وإستضافت "هنا القدس" خلال موجتها المفتوحة والتي تستمر لثلاثة أيام متتالية من الساعة الـ11 صباحاً وتنتهي في الـ11 من مساء كل يوم من أيام الموجة، شخصيات فلسطينية وعربية وإسلامية من جميع أنحاء العالم، إضافة لبث تقارير صحفية تتعلق بذكرى احتلال القدس.

أكد خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى بكل ما أوتى من قوة لتغيير معالم مدينة القدس وتغيير هويتها، وإفراغها من سكانها المقدسيين.

وأضاف التفكجي خلال حديث معه عبر الهاتف ضمن الموجة المفتوحة، أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم كل يوم ببناء وحدات إستيطانية جديدة وفي ظل بناؤه يقرر بناء أيضاً آلاف الوحدات الإستيطانية على الأراضي المصادرة في مدينة القدس، وبالرغم من كل هذا فإن الفلسطيني ثابت على أرضه.

وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي ينشر كل يوم ويعلم أجياله بأن القدس ليست مدينة إسرائيلية أو عاصمة عادية لهم وإنما أنها عاصمة لكل اليهود في العالم ولذلك فهي أصبحت ملتقى ووجهة لكل وزراء وقادة الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار التفكجي إلى أن هذه الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدف لتغيير الصبغة الأساسية لمدينة القدس، فهي تقوم بسحب الهويات المقدسية من المقدسيين وأيضاً تقوم بتقسيم زماني ومكاني في باحات المسجد الأقصى وأيضاً الفلسطينيين ينمون ويزدادوا في القدس والاحتلال خرج في الجدار العازل لإيجاد حل لمشكلة زيادة الفلسطينيين في القدس.

ولفت إلى أن الفرق بين العرب والمسلمين وبين اليهود أن اليهود يدرسون ما يريدون وفوراً يقوموا بتطبيق ذلك على أرض الواقع، أما الجانب العربي والإسلامي فهم يقولون أن الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولكن لا يفعلوا شيئاً من أجله.

من جانيه أكد لطفي صالح مدير مركز الدراسات المعاصرة، أنه آن الأوان للفلسطينيين أن يرتقوا في التفكير والعمل لأننا بدون تخطيط لكل ما نقوم به لا يمكننا أن نتقدم خطوة واحدة للأمام.

وأضاف صالح في حديث له خلال الموجة المفتوحة، أن هناك دور على الجامعات الفلسطينية في توعير الأجيال الناشئة عن مدينة القدس وعن المسجد الأقصى، فلا يوجد حتى الآن أي مساق واحد في أي جامعة فلسطينية أو عربية عن مدينة القدس.

وأوضح أنه لدى اليهود في جامعاتهم أكثر من 9 مساقات متخصصة عن كل ما في القدس وعن السياحة فيها وعن الأماكن المقدسة وعن المسجد الأقصى وما يسمونه بالهيكل، ونحن في جامعاتنا الفلسطينية لا يوجد لدينا مساق واحد متخصص عن مدينة القدس.

وأشار صالح إلى أنه ينبغي علينا أن نرتقي أكاديمياً في كل ما يتعلق بنا وبالقضية الفلسطينية وبقضية مدينة القدس الشريف.

بدوره أكد الداعية الإسلامي عمر فوره، أن مدينة القدس بالرغم من كل الإحتلالات التي مرت عليها وتعاقبت عليها إلا أنها بقيت كما هي لم يتغير عليها شيء.

وأضاف فوره في حديثه خلال الموجة المفتوحة، أن اليهود في ظل الوجود العثماني في عام 1855، كان يحاولون أن يقيموا جمعيات خيرية ودور تابعة لها، ويطمحون أن يقيموا مدينة لهم غرب القدس، وأقاموا ما يريدون عن طريق الرشاوي والهدايا هنا وهناك.

وأوضح أن الوضع بقي على ما هو عليه حتى عام 1948 وتم تقسيم القدس إلى قدس شرقية وقدس غربية، وهم بذلك يفصلون من الفلسطيني وأرضه.

من جانبه أكد جهاد أبو طويلة أستاذ الجغرافيا في جامعة الأزهر، على أن هناك خطر يحدق في المدينة المقدسة وبأهلها وهذا يتطلب نهضة غير عادية للأمة لنجدة المدينة والمقدسات التي فيها، وهذه النهضة يجب أن تكون نهضة في شتى المناحي.

وأضاف أبو طويلة خلال حديثه ضمن الموجة المفتوحة، أن هناك توجهات لدى الكليات المتوسطة والعليا في الجامعات الفلسطينية لإجراء بحوث عن المدينة المقدسة، وهذه الأبحاث ستتركز عن الإستيطان في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وفي القدس بشكل خاص من حيث نشأته وإلى أين وصل.

وأوضح أنه في القريب العاجل سيكون هناك تغيير جذري في الجانب الأكاديمي تجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى، لافتاً إلى أن مؤسسة القدس الدولية تقوم على عقد العديد من ورشات العمل والندوات من أجل التوعية بالمخاطر التي تحيط بمدينة القدس.

وحول الدعم الذي يمكن أن يكون من الجامعات للطلبة التي تكون أبحاثهم عن القدس، أشار أبو طويلة إلى أن الدعم المخصص للجامعات من قبل القيادة ومن قبل الدول العربية الصديقة قليل خاصةً في ظل الأزمة المالية الفلسطينية والإنشغال العربي بالقضايا الداخلية.

من جهته رأى عبد الهادي حنتش البحث في موضوع الإستيطان، أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بمشاريع ضخمة جداً في مدينة القدس في محاولة منه لتغيير معالمها تماماً.

ولفت حنتش في حديث له عبر الهاتف ضمن الموجة المفتوحة، أنه في ظل المشاريع التي بدأت بأملاك الغائبين والأملاك العامة والضرائب ظهر مشروع سلخ القدس عن الضفة الغربية، وهذا من ضمن المشاريع الهامة للاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن هذه المشاريع أخذت تحت حجج وذرائع أمنية، ولتسهيل طريقه في بناء هذه المشاريع والسيطرة على الأراضي المنوي العمل عليها فهو يقوم بتقسيم الأراضي، إلى عدة أقسام فيأخذ ما يريد تحت مسميات يأتي بها.

بدوره أكد خليل أبو شمالة مدير مؤسسة الضمير، أن مدينة القدس ليست فلسطينية فقط وإنما عربية وإسلامية ولذلك فالأمة كاملة مسؤولة عنها.

وأوضح أبو شمالة في حديث له خلال الموجة المفتوحة، أن تلك الدول العربية والإسلامية هي أنظمة وحكومات وأغلبها أعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مجلس الأمن، ولكنها لا تجرؤ أن تتخذ قرار يريح على الأقل شعوبها ويرسل رسالة لإسرائيل بإيقافها عما تقوم به من ممارسات.

ورأى أن تلك الحكومات والأنظمة العربية هي مشاركة في جريمة ذبح القدس وإضعاف صمود أهلها المقدسيين، لأنهم لم يقوموا بشيء تجاه هذه المدينة المقدسة.

وحول توجه السلطة الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائمها بحق المقدسات، أضاف أبو شمالة أنه شخصياً أرسل طلب للرئيس الفلسطيني محمود عباس وللسلطة الفلسطينية للتوقيع على إتفاقية روما للإنضمام إلى محكمة الجنايات الدولية.

وأشار مدير مركز الضمير إلى أن القيادة الفلسطينية تتروى في هذا الموضوع بالذات، وهذا من وجهة نظرها، لذلك فالأمر متروك لها لتقرر هي فيه.

من جانبه أكد الأسير المحرر سامر أبو سير، أن هناك مد إستيطاني هائل يحيط في مدينة القدس لتغيير ديمغرافية هذه المدينة بالكامل وهذا بالتأكيد لصالح اليهود.

وأوضح المحرر أبو سير خلال حديثه ضمن الموجة المفتوحة، أن هؤلاء المستوطنين شيئاً فشيئاً يتغولون داخل المدينة المقدسة وداخل أزقتها وشوارعها ومحلاتها وبيوتها، بكل الأساليب والطرق الممكنة وهذا عن طريق الممارسات والمؤامرات التي تحيكها هذه الحكومة الإسرائيلية.

وأضاف أن هذه المؤامرات التي تحاك ضد الأهالي المقدسيين تجعلهم يتركون منازلهم ويذهبون إلى مكان آخر، وهذا يؤثر بالسلب على الوجود الفلسطيني داخل المدينة المقدسة، ولكن بالتأكيد أن هذا الشعب سيبقى مهما حصل صامداً في وجه الاحتلال.

وأشار أبو سير إلى أن كل ما يجري في القدس وكل ما يقوم به أهلها ضد هذه الممارسات إنما يؤكد قوة صمود شعبنا رغم المستوى المتدني للإمكانيات التي يحملها المقدسيين بالمقارنة مع الإمكانيات التي يملكها المستوطنين وتعطيهم إياها حكومتهم.

ولفت إلى أن الوضع العربي تجاه القدس مخجل في ظل أننا نرى أن مستوطن واحد يعيش في الخارج مستعد أن يدفع ويبني آلاف الوحدات الإستيطانية على حسابه الخاص، في مقابل الدول والحكومات العربية تعد بدفع وتبني العديد من المشاريع لصمود المقدسيين ولكن لا تؤدي من هذه الوعود أي شيء، وهذا يجعل الوضع يتجه نحو الأسوأ.