مسلسل الكهرباء والعشق الممنوع

بقلم: هنادي صادق


يحل الصيف هذا العام وأزمة الكهرباء ما تزال تراوح مكانها ، فمنذ أكثر من سبع سنوات عجاف وقطاع غزة يعاني من إنقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة ، الأمر الذي يؤثر على كافة مناحي الحياة ويفرض ضغوطاً نفسية ومالية إضافية على الناس التي فقدت كل أمل بتحسن الأوضاع نحو الأفضل ، ولقد ارتئيت أن أكتب لكم مقالتي هذه على ضوء الشموع لأصف لكم حالنا في غزة مع مسلسل الكهرباء والعشق الممنوع ،
لقد ماتت عائلات بأكملها واحترقت بيوتاً على رأس ساكنيها وأرهق تشغيل المولدات جيوب أهليها وشركة الكهرباء تتفن في زيادة الفواتير وهي تضمن أن هناك من يحميها ، والمسؤولون تصلهم الكهرباء بأي طريقة ولا يسألون عن ساكنيها ، ويقول سبحانه وتعالى في محكم التنزيل " وقفوهم أنهم مسؤولون " ، والمسؤولون يتهربون وبالتهم جزافاً يُلقون وعلى الفعل والتغيير لا يقُدمون ، سبع سنوات أو يزيد مرت وما زلنا نسمع نفس الكلمات ويتم البحث عن وسيلة لإدارة الأزمات .
إن الغريب أن المسؤولون في غزة لا ينفكون يطرحوا حلولاً تحتاج إلى إرادات سياسية خارجية لكي يتم الموافقة عليها وذلك في محاولة منهم وكعادتهم في التهرب من مسؤولياتهم ، ومحاولتهم الدؤوبة والمستمرة دائماً لإلقاء التهم على فشلهم على الآخرين ، ويتناسى هؤلاء أن بديهات التخطيط وطرح الحلول تقتضي البدء بحلول مرحلية وصولاً إلى الحلول الإستراتيجية .
سبع سنوات مرت ولم نر أي خطط مرحلية بادر بها المسؤولون في غزة ، اللهم إذا كان عقد جلسة على ضوء الشموع يعتبر مساهمة في الحل أو يعتبر في نظرهم أحد الحلول المطروحة !! .
إن فن التباكي والندب الذي يجيده مسؤولي غزة لا يشفع لهم ، كما أن كلامهم وخداعهم أصبح لا ينطلي على أحد ، وأصغر طفل في غزة يعرف ومتأكد وشاهد على هذا التقصير .
إن ما هو مطلوب اليوم ونحن على أبواب صيف حار لاهب وأبناؤنا يتحضرون لإمتحان التوجيهي أن نعمل على تهيئة الأجواء المناسبة لهم بدلاً من زيادة الضغوط النفسية عليهم وقطع الكهرباء في أوقات تحلو فيها الدراسة بعدما يصفو الجو وتخف الضوضاء ، ولا يفوتني هنا أن أشير إلى حجم الإستفزاز الذي تمثله المشاريع التي يديرها المسؤولون في غزة والتي تعتبر مثل المستوطنات التي تسبح في بحر من الضوء وما يجاورها ظلام دامس يسبح في بحر الظلمات .
إن السؤال المركزي الذي يفرض نفسه في ظل هذه الأوضاع الصعبة لماذا لا يكون هناك مشروع حكومي شعبي يشارك فيه الجميع لإستثمار الطاقة البديلة في توليد الطاقة ويتولى أهل الحكم في غزة دعمه وتمويله ؟؟ ، أم أنهم لا يمتهنون سوى مهنة جمع الضرائب والرسوم وفرض الغرامات وإهانة المقامات وإسكات المعارضين وحلق رؤوس الصبيان والتدقيق في لبس الفتيان وقياس مستوى الرجولة بالميزان ؟؟!!! ... هذا سؤال لكل ذي عقل وقبل كل شيء هو إنسان ....

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت