هل تغيرت حركة حماس ؟

بقلم: محمد ناصر نصار


سبع سنوات عجاف حلت على الفلسطينيين وزادتهم ألماً فوق آلامهم ، وقد أوجدت هذه السنوات السبع حالة من الترهل السياسي الفلسطيني والعبثية الإدارية لدى الحكومتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وما زال المواطن الفلسطيني يعاني من الإحتلال الذي يسرق قوت يومه وارضه ومائه فلا يكفيه هذا الهم الذي يؤرق باله بل وأيضا أصبح يتمنى أن تتحقق الوحدة الوطنية ويبحث عن لقمة عيشه وحاجاته الاساسية كالكهرباء والوقود وغيرها ، كما ولا يزال طرفي الإنقسام يعتقدان أن خلودهم في حكومات زائفة ومسميات لا تعدو بأنها فسحة من العمل الإداري ساهم الإحتلال بتقديمها لهم كنوع من الحاكمية التسلسلية .

تعتقد حركة حماس أن ما قامت به هو الصواب حيث دحرت من قطاع غزة رموزاً من تيار إدعت انه خياني وسمته بالدحلاني نسبة إلى محمد دحلان ، وسيطرت على القطاع وإعتبرته المشروع الإسلامي أن غزة هي نواته الصغيرة التي ستنتشر لتشمل أصقاع الأرض ، وقد يبدو ذلك كما حصل في الدول العربية فيما يسمى (الربيع العربي) وكانت غزة الحقل المخبري للربيع العربي ، قد يتجادل الجميع فيما حققته حماس أو إكتسبته من سيطرتها على قطاع غزة ، قد لا يختلف البعض على التغير الواقع في الأيدلوجية الفكرية من حيث المنهجية والتطبيق لحركة حماس وهذا التغير نبع من إجتهاد الحركة أو كان مشروعاً لإحتواء هذه الحركة الشابة التي تسبب حالة من التوتر لإسرائيل ولذلك فإن حماس بسيطرتها على القطاع ستكون هي من يتكفل بكافة الحاجات الأساسية من غذاء و وقود وغيرها مما سيروض هذه الحركة ويحيدها عن طريق المقاومة أو يجعلها في زاوية هذا السجن الكبير في قطاع غزة .

قد تكون حركة حماس إكتسبت معاداة الحركات الوطنية الفلسطينية وبعض الإسلامية إلا انها لا زالت تستطيع التأثير على الشارع الفلسطيني ، فالسنوات تمر لتتوج السابعة منذ سيطرت الحركة على القطاع فهل نجحت حركة حماس بأن تصنع خياراً حقيقياً للشعب الفلسطيني أو حتى ان تطرح آفاقا جديدة للشعب الفلسطيني للتمسك بثوابته وقضاياه ، هذا التساؤل قد يتجادل الكثيرون في الإجابة عليه ، لكن الحقيقة ان حركة حماس رفضت العمل السياسي سابقاً من خلال المجلس التشريعي وغيره من المحافل السياسية ولكي تكون كمعارضة سياسية فيها حيث أدركت أخيراً أن السياسة التطبيقية تحوى جميع الأيديولوجيات طالما تحورت الفكرة لتناسب القالب السياسي الذي يجب أن تكون فيه .

حركة حماس جزء من الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يتجاهل أو يستثنى وقد أخطأت السلطة الوطنية بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية بإحتواء الحركة وتسهيل مهامهم السياسية والقانونية وذلك بضغوط من بعض الدول ، اليوم في القطاع تخطأ حركة حماس بالتعامل مع القوى والفصائل كخطيئة سيزيف وكما أخطأت عها السلطة سابقا
فالقطاع يعاني من ضغطاً اجتماعيا واقتصاديا خطيراً ، فلذا يجب على حركة حماس تصحيح المسار السياسي والتوجه نحو الوحدة الوطنية بتوجه حقيقي وجاد ، وعليها ان تعطي مساحة للتنظيمات والقوى في التعبير عن حاجاتها السياسية ومطالبها ، والتخفيف عن المواطنين من كافة النواحي .

ليست حركة حماس ظاهرة أو حالة طارئة فهي حركة فلسطينية وجزء لا يتجزأ عن الشعب الفلسطيني ، لكن في السياسة والحكم لا يمكن ان تصل إلى المثالية المطلقة ولا احد ينكر اخطاء حركة حماس لكن لا زالت فسحة الامل في هذه الحركة من أن تسعى للوحدة الوطنية بجدية حقيقية لأن المنطقة تغيرت وتقسمت والمشروع الأمريكي في المنطقة قادم خاصة في الشأن الفلسطيني فبالوحدة الوطنية يمكن ان نحقق المكاسب لقضيتنا الفلسطينية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت