معدل الجرائم في غزة في تزايد مستمر

بقلم: هاني زهير مصبح


معدل الجرائم في غزة في تزايد مستمر هذا ما نلاحظه يوم بعد يوم وتلك الجرائم لم تأتي من فراغ بل هناك عشرات ومئات العوامل التي ساعدت علي انتشار وارتكاب تلك الجرائم وبرغم من كل الأسباب التي أدت إلي ذلك فلا يوجد مبرر واحد لمن يرتكب تلك الجرائم مهما كانت الظروف والأسباب ومما نلاحظه هو أن الحالة السياسية التي يعيشها قطاع غزة من انقسام سياسي فلسطيني فلسطيني بين فتح وحماس بين رام الله وغزة له أثر سلبي علي نفوس كثير من الناس ونخص بالذكر منهم فئه الشباب اللدين هم ضحية هذا الانقسام وأن شريحة كبيرة جدا من الشباب من خريجي الجامعات والفئات الأخرى من العمال والمهنيين هم من يدفعون القدر الأكبر من الثمن الغالي لهذا الانقسام الذي طال لسنوات ومازلنا ننتظر تحقيق المصالحة ولملمه الجراح فإن ما تقوم به حكومة حماس في غزة من توظيف وتوفير فرص عمل لا يلبي احتياجات الشريحة الواسعة من الشباب فالاستيعاب للوظائف وفرص العمل قليلة والأعداد التي تبحث عن عمل كبيرة جدا والانقسام ليس هو السبب الرئيسي في تلك المشكلة بل هناك الأخطر من ذلك كلة وهو الحصار الإسرائيلي .
الحصار الإسرائيلي المفروض علي قطاع غزة منذ سبعه سنوات وهو حصار ظالم بكل معني للكلمة حصار فقدنا خلاله كل مقومات الحياة وفقدنا قوت يومنا ومنع عنا في ذلك الحصار كل شيء يحتاجه الإنسان وهذه جريمة يجب أن يتحملها المجتمع الدولي بكل أطيافه لأنهم جميعا يعترفون بأن حصار غزة جريمة مخالفة لكل الأعراف والقوانين ولكنهم لم يفعلوا شيئا وهم يشاهدون مليون ونصف المليون من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ يحاصرون ويمنع عنهم الغذاء والدواء والوقود والكهرباء وحتي الماء هذا كلة ساهم في انتشار الجريمة وتزايدها بحثا عن الطعام والشراب وأبسط مقومات الحياة
ولم تتوقف الجرائم الإسرائيلية عند هذا الحد بل كان هناك أخطر من ذلك كلة وهو حرب الفرقان في العام 2008م/2009م تلك الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة التي دمرت وأحرقت الحجر والبشر والشجر فأصبح الإنسان الفلسطيني دون مأوي ينام فيه فدمرت الحرب الإسرائيلية عدد كبير من منازل الفلسطينيين ودمرت جميع المصانع الفلسطينية التي كان يعمل بها عدد قليل من الفلسطينيين ودمرت مزارع الفلسطينيين من أشجار الزيتون والحمضيات والحقول الزراعية ومزارع الدواجن والأبقار وغيرها وكذلك محاربة الصيادين الفلسطينيين ومنعهم من دخول البحر لأكثر من ثلاثة أميال بحرية وهي منطقة محدودة لا يوجد بها صيد وفير مما يعود علي الصيادين بالخسارة الكبيرة وكذلك تعرض الصياد الفلسطيني للاعتقال في عرض البحر من خلال البحرية الإسرائيلية وكذلك تدمير عدد كبير من قوارب الصيب وتعرض حياتهم للخطر نتيجة تعرضهم لإطلاق النار من الجنود الإسرائيليين في عرض البحر فحياتهم كلها في خطر دائم وهي جميعها كانت مصدر رزق كثير من العائلات الفلسطينية في غزة بعد تلك الحرب الإسرائيلية فقد المواطن الفلسطيني مصدر رزقة وعيشة مما زاد في انتشار الجريمة في قطاع غزة بحثا عن قوت يومه
ولم تنتهي معاناتنا عند هذا الحد بل زادت المعاناة كثيرا في العام 2010م كانت حرب إسرائيلية جديدة دمرت ما تبقي من بعض المنشآت الصناعية والزراعية التي يعتاش من خلالها المواطن الفلسطيني في غزة
قطاع غزة هو أقل وصف له سجن كبير بداخلة مليون ونصف المليون من الأبرياء سجن محكم الإغلاق دون أن نشاهد السجان ولكنة موجود في كل مكان يحاصرنا بحرا وجوا ومن اليابسة ،هذا الحصار وما يتبعه من فقدان كل شيء يترتب علية من سوء للأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وحالة الحرمان التي يعيشها المواطن الفلسطيني في غزة وحالة القهر الشديد التي يعيشها المواطن الفلسطيني في غزة وحالة الشعور باليأس لدي كثير من الشباب بأنه إنسان فاشل وأنه عبء علي نفسة وأهلة ومجتمعة جعل من ذلك الشاب إنسانا مجرما
قد يقول البعض أن هناك مؤسسات وجمعيات تعمل بكل جهد في قطاع غزة من أجل تقديم مساعداتهم ، نعم هذا موجود ولهم جزيل الشكر والتقدير ولكن تلك المؤسسات والجمعيات لا تستطيع أن تصلح ما أفسدته الحرب الإسرائيلية والحصار الإسرائيلي فتلك المؤسسات والجمعيات مشكورة فهي تقدم خدماتها قدر استطاعتها ولكن المشكلة كبيرة جدا لا تتحملها حكومات فكيف إذن سوف تتحملها مؤسسات فتلك الخدمات لا تلبي احتياجات إلا عدد قليل جدا من المواطنين الفلسطينيين وكلما طالت مشكلتنا من انقسام وحصار وحروب وفقر واضطهاد كلما زادت الجرائم في غزة
حجم الجريمة مرتبط بحالة الاستقرار السياسي وحالة الرخاء الاقتصادي ويجب عليك أيها الفلسطيني الفلسطيني في فتح وحماس البدء في إنهاء مشكلة الانقسام بشكل جدي دون مراوغة وتلاعب في مشاعر المواطن الفلسطيني الذي ينتظر تحقيق المصالحة بفارغ الصبر وكفاكم شجار وانقسام واستعدوا في التصدي للاحتلال وتحرير المسجد الأقصى وكافة الأسري ويجب أن نعمل سويا علي إنهاء الاحتلال وبناء دولة المؤسسات من أجل إنقاذ شبابنا وبناء مجتمع فلسطيني مزدهر ومستقر ومتقدم يخلو من الجريمة المرتبطة بالفقر والجوع فكل جرائمنا نجدها تندرج تحت دافع واحد وهو البحث عن الغذاء وهذا ما أشار إلية العالم " ماسلو " في نظريته تدرج الحاجات وأن أول ما يبحث عنة الإنسان هو الغذاء وكذلك عندما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه في عام الرمادة عام الفقر والجوع وانتشار السرقة والجريمة ما كان يطبق الحد علي السارق ويقطع يده وكذلك قال " لو كان الجوع رجلا لقتلته " إن ارتفاع معدلات الجريمة في غزة مرتبط بالوضع السياسي والاقتصادي ونسأل الله العلي القدير الفرج القريب من عنده اللهم آمين

بقلم الكاتب الفلسطيني / هاني زهير مصبح

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت