غزة- وكالة قدس نت للأنباء
يتقاسم المحررون من أسرى الدوريات السوريون والذين يقيمون في قطاع غزة منذ العام 1999المعاناة مع أسرهم وعائلاتهم المشردين في سوريا ، فهم دائما على تواصل معهم ليسمعوا أخبارهم أولا بأول ودائما يشعرون بالقلق والخوف على حياتهم بفعل ما يحدث لهم نتيجة الصراع المستمر في سوريا ويتلقون يوميا أخبارا سيئة عن أوضاعهم فتارة يتلقون مقتل أفرادا من أشقائهم أو شقيقاتهم أو أقاربهم أو إصابة بعضا منهم بجراح أو فقدان أعدادا منهم أو تدمير منازلهم وتشريدهم إلى مناطق أخرى.
ومما يزيد قلق وخوف ما يطلق عليهم أسرى الدوريات سواء كانوا فلسطينيين مقيمين في سوريا أو سوريون الأصل شاركوا وانخرطوا في الثورة الفلسطينية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي عبر تسللهم من خلال دوريات سواء عن طريق البر أو البحر لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال حجم الأعباء المالية المترتبة على ذلك من خلال إرسالهم الأموال والتي يقتطعوها من قوت أطفالهم أو حتى في بعض الأحيان الاستدانة لأسرهم المشردة في مناطق سوريا والذين يعانون من ويلات الصراع والاقتتال الدائر هناك.
السوريون من أسرى الدوريات والذين يقدرون 12 شخصا لا يهون عليهم أن يتنعموا وأسرهم وعوائلهم يجوعون ويتجرعون الموت في كل لحظة فيعملون كل ما في طاقاتهم من أجل اقتسام الراتب وإرساله لهم في ظل القروض المتراكمة عليهم وحجم المصروفات على أسرهم يناشدون الرئيس أبو مازن ووزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع بالعمل على تقديم المساعدة المالية الفورية لهم لكي يرسلوها إلى أسرهم المنكوبة أو تقديم موعد استلامهم لمستحقاتهم كأسرى من خلال ما يطلق عليه برنامج العيش الكريم.
أسرى الدوريات من السورين لديهم العديد من القصص المؤلمة عما يتعرض له أسرهم من قتل وضرب وتنكيل وخطف وتدمير وجوع ومعاناة وغير ذلك من صنوف العذاب يتحدث المحرر محمد جميل صالح عفيف وهو سوري الجنسية من سكان مدينة حلب عن جزءا من معاناة أسرته قائلا وتكاد الدموع تنهمر من مقلتيه "لا أعرف من أين أبدأ من حالات القتل والخطف والتعذيب أم من التدمير والتشرد أم من معاناة الجوع والمرض والخوف والقلق".
ويضيف المحرر عفيف والذي أمضى في سجون الاحتلال أكثر من عشرة سنوات ليطلق سراحه في العام 1999 ويقيم بغزة ويتزوج فلسطينية أن "أسرتي وعائلتي والتي كانت تسكن في مناطق الأشرفية والشيخ مقصود بحلب خرجت من منازلها تحت وطأة اشتداد القصف والدمار والنجاة بأرواحهم إلى مناطق أكثر أمنا حيت يعانون من أوضاع في غاية الصعوبة"، مشيرا إلى أنه يقوم باقتطاع جزءا من راتبه الذي بالكاد يكفي مصروفات أسرته وسداد قرضه ويرسله إلى باقي أفراد أسرته في الشام.
وذكر المحرر عفيف العديد من المجازر التي ارتكبت بحق عائلته مناشدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديم المساعدة الفورية لهم لكي يعيلوا أفراد أسرهم المنكوبين في سوريا .
أما الأسير المحرر أنيس حميد من سكان مخيم اليرموك فلا يختلف حاله كثيرا عن حال زميله السابق من حيت قلقه على أفراد أسرته وعائلته في مخيم اليرموك والذي هجر جزءا منهم خارج المخيم بحثا عن مأوى لهم والبقية لم يستطيعوا الخروج منه وهم أموات مع وقف التنفيذ.
ويقول حميد الذي أمضي في سجون الاحتلال 12 عام والذي يسكن جزء من أفراد أسرته في حي صور بلبنان "أنني أشعر دائما بالخوف والقلق والتوتر على مصير أفراد أسرتي الذين خرجوا من المخيم إلى مناطق مضمين والكسوة ونهر عيشة ودوما بريف دمشق ويسكنون بالأيجار بعد أن دمرت منازلهم".
ويضيف أن" الذي يقلقني ويزيد توتري أنني لا أستطيع الأيفاء بمتطلباتهم ومصروفاتهم اليومية حيت أنني أتقاضى راتبا متواضعا وأدفع شهريا للبنك أقساط لأنني اشتريت شقة"ن مشيرا إلى أنه ونظرا لظروف أسرته الصعبة في سوريا "قمت بالإستدانة مبلغ 5000 دولار وأرسلته لهم بحكم ا الغلاء الفاحش السائد في سوريا حيت أن أجرة شقة لا تتعدى 50 مترا ارتفع من 5000 ليرة سوري إلى 15 ألف ليرة وربطة الخبز من 25 ليرة إلى 250 ليرة وجرة الغاز من 250ليرة إلى 1500 ليرة".
وذكر حميد بعضا من المجازر التي تعرضت لها أسرته في سوريا نتيجة الوضع الصعب فيها مشيرا إلى أن عددا منها أصيب بجراح نتيجة خروجهم من بيوتهم بحتا عن مكان أمن .
والحال ينطبق على زياد عيسى من مخيم اليرموك ويعيش في غزة بعد أن أفرج عنه من سجون الاحتلال في العام 1999 ومحمد على دياب من منطقة سعسع بريف دمشق " القنيطرة " واللذان أوضحا أن وضع أسرتهما في خطر نتيجة ما يدور في البلاد من معارك حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طعام كافي ولا مأوي والموت يطاردهم من كل جانب ناهيك عن الأرتفاع الفاحش في الأسعار.
وأشار دياب إلى أن شقيقه وزوجته وأولادهما الاثنين ما زالوا مفقودين ولا أحد يعرف مصيرهم وقال "إنني بالرغم من ظروفي الإقتصادية الصعبة أرسل لهم بعضا من مصاريفهم لكنه أكد أن الحمل ثقيل ولا يستطيع فرد لوحده أن يصرف على عدد من العلائلات لهذا نحن بحاجة إلى مساعدة فورية من السلطة الفلسطينية لكي نقدمها لأسرنا المشردة في سوريا أو من خلال وزارة الأسرى "برنامج العيش الكريم "المقدم للأسرى المفرج عنهم.
أما سامر عطية فليس أحسن حالا حيت تعاني أسرته الأمرين في مخيم اليرموك ونتيجة لهذا الوضع غادر والديه المخيم قبل شهر وقدموا إلى غزة مشيرا إلى أنه منذ فترة أسبوع توفي خاله وأولاده وعمته نتيجة القصف المستمر على مخيم اليرموك بسوريا.
ويذكر أن عدد أسرى الدوريات السوريين والذين لهم أقارب في سوريا 12 فردا وهم: محمد على دياب، أحمد أنيس حميد، زياد عيسى عبد الله، محمد جميل صالح عفيف، سامر دياب عطية، محمود رجا الكردي، محمد بدر جعير، رامز العدي ، ابراهيم منصور، أحمد الوزير، أسامة ابراهيم نصر، حسين أبو يوسف.
تقرير/ عبدالهادي مسلم