أليس من حق الفلسطيني المقهور أن يشكل تجمعا أو هيئة أمام قياداته المحبطة

بقلم: منذر ارشيد

قبل أعوام , تداعت قوى وطنية فلسطينية خارج الوطن من مختلف التنظيمات ومنهم من المستقلين أيضاً , تداعوا لعقد مؤتمرات وشكلوا تجمعات بمسميات مختلفة منها ما كان مناقضاً أو بديلاً عن منظمة التحرير , ومنها من حاول أن يكون موارباً ليحفظ خط الرجعة , ولكن معظم هذه التجمعات فشلت لأسباب منها موضوعية , وأسباب شخصية ..أوأسباب مالية, وخرج الجمع بإتهامات لبعضهم وما عدنا نسمع عنهم إلا الصراخ
ولكن هل حال المنظمة اليوم أفضل مما كان ..! وهل رأينا حمية دبت في أعضاء اللجنة التنفيذية وكل قيادات التنظيمات لفعل شيء يعيد للواقع الفلسطيني حيويته .!
صحيح نحن اليوم أمام وضع مأساوي ناتج عن ضغوط دولية وظروف داخليه هي الأخطر
أمام ما يجري في المنطقة العربية وقد استفحل الشر والموت وقد ظهر الفساد في الأرض
ألسنا أمة إقرأ أولا ً.. واعمل ثانياً ..والله أمرنا بالعمل ( وقل إعملوا فسيرى ..الاية)
ففي حالتنا الفلسطينية ما عاد هناك أي رجاء في تحقيق ما نصبوا إليه إلا بالعمل , صحيح أن الظروف العربية والاقليمية والدولية تحول دون تحقيق حلمنا في دولة وقدس وعودة ..ولكن هل يجب أن نستسلم ونسلم ونقول ...(عليه العوض ومنه العوض )..! على العكس تماماً فمن واجبنا أن نستنهض الهمم ونعمل على أن تبقى قضيتنا واعدة ظاهرة وفي مقدمة قضايا العالم , ونبقى على إصرارنا على ثوابتنا ومطالبنا المشروعة وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الشأن
لقد كان لمنظمة التحرير الفلسطينية دورا هاماً ومحوريا في لملمة الشعب الفلسطيني ,وقد أبدعت على مدار التاريخ المعاصر من خلال الفصائل التي ضحت وضحى أبنائها من أجل فلسطين
ولكن المنظمة الان ومنذ أوسلو معطلة تماماً إلا من إجتماعات دورية لم تقدم ولم تؤخر على المستوى الفلسطيني العام والشامل
لقد شهدت الساحة الفلسطينية ومنذ أوسلوا تباينات كثيرة لا بل أحداثاً خطيرة وأهمها الانقسام
وقد رأينا كيف أثر هذا على وحدة شعبنا وأطاح بالنسيج الإجتماعي الذي كان هو الأساس والجوهر الذي إحترمنا العالم من خلاله وأجبر عدونا أن يفكر الف مرة قبل الاعتداء على أي جزء من وطننا
أين نحن من مشروعنا الوطني وهذا التناقض بين من هم في غزة ومن هم في رام الله .!
ألم نمنح العدو مزيداً من الفرص والوقت والدعم لتعميق إنجازاته على المستوى السياسي و الإستيطاني والإقتصادي وحتى المعنوي .!
إن شعبنا الفلسطيني في وضع لا يحسد عليه وهو يبحث عن أمل هنا وهناك
وكيف يكون الأمل ونحن نستمع إلى قادة كبار في المنظمة وفي اللجنة المكزية لفتح وبعضهم بدأ يصرخ بأعلى صوته نادباً حظه وضارباً على رأسه ..ماذا يقول المواطن العادي أما قادة منهم من يقول .. ما في أمل .. أضعنا الوقت على الفاضي .. لايشرفني أن أكون وزيرا ً ..
السلطة أنفقت على أمن إسرائيل ...نحن خذلنا شعبنا .. وتصريحا أخرى كثيرة
وحماس التي تشتت رؤيتها واستراتيجتها بعد أن كانت ترهب العدو واليوم ونحن نرى قادته منقسمين فمنهم من ذهب إلى المجهول وما عدنا نفهم أين هي بوصلتهم وتصريحاتهم تنم عن تقلبات ومزاجية تقتضيها تقلبات ما يجري في المنطقة .!
أليس من حقنا أن نسأل اليوم
ربما كان هناك مبادرون قبل اعوام قليلة واستحدثوا جبهة من المستقلين ولكنهم كانوا نخبويين ومنهم أصحاب رؤوس أموال قاموا بدور جيد خاصة من أجل المصالحة ولكنهم لم يكملوا دورهم في كل ما يهم المواطنين وقضاياهم الملحة
فمن يقرع الجرس ..!
قبل شهرين اتصل بي إخوة وعرضو علي فكرة جيدة ومن ثم طوروها ووضعوا لها آلية من خلال إنشاء تجمع تحت عنوان ( تجمع شخصيات اعتبارية ونخبوية فلسطينية )
وأرسلوا برنامجاً وضعوا خلاله بنوداً لا تختلف عن برنامج المنظمة ولا ميثاقها الفلسطيني
وقد أضافوا بنوداً تحاكي الواقع الحالي وتداعيات المرحلة وما وصل به الحال في السلطة سواءً في غزة أو الضفة ..وأكدوا على إنهاء الإنقسام كمطلب أساسي لتطبيق أي البرنامج
أشكرهم على جهودهم وعلى مشاوراتهم التي شملت شخصيات في الداخل والخارج ,
قمت بدوري بالتشاور مع بعض الإخوة في الوطن وفي الشتات وتحدثنا بهذا الشأن وخضنا نقاشات جادة وحادة وموضوعية
بدون أدنى شك أن ما دفع هؤلاء الإخوة إنما حرصهم وخوفهم على المشروع الفلسطيني وعلى منظمة التحرير التي يجب أن تفعل بشكل يعيد لها هيبتها , وكما أن الفراغ القاتل الذي أوجته الظروف الموضوعية لقضيتنا وأن الناس قد ملت وضجرت نتيجة هذا الجمود لا بل التراجع الذي يعيدنا الى الصفر إن بقينا على هذا الحال
من هنا نقول للجميع مع كل الاحترام والتقدير إننا نستطيع أن نعمل وبشكل جماعي ولكن دون تفرخات حزبية أو جماعات أو تنظيم جديد
والساحة الفلسطينية على رأي المثل ( اللي فيها مكفيها)
والحل الأمثل هو أن يتم الدعوة لعقد مؤتمر أو ورشة عمل أو ندوة سمها ما شئت , ويكون أعضائها من جميع الفصائل الفلسطينية وكل من يرغب من الفعاليات الوطنية ومن الفئات العمالية والفلاحين والموظفين والنقابيين وغيرها من الفعاليات
وأهم ما في الأمر أن يكون أعضاء وكوادر من التنظيمات كفتح والجبهة والديمقراطية والشعب والجهاد وحماس , وأن يلتقي الجميع ويطرحوا أسإلتهم لقيادات تنظيماتهم ويحثوهم على النزول من أبراجهم العاجية ليفهم الناس ما يجري , خاصة أننا نشهد بعض القادة ممن يمثلون تنظيماتهم
لا نراهم إلا عبر الفضائيات يطلقون العنان لأنفسهم دون حساب أو مراعاة لمشاعر المواطن المطحون , من خلال إتهامات وتحريض وكله يصب في إفشال المصالحة , ولا يخدم التوجه العام بل يعزز هيمنة العدو وتفرده بشعبنا بكل صلف ودون اعتبار
إن مثل هذا التوجه يجب أن يلاقي تعاونا من جميع فئات شعبنا في داخل الوطن وخارجه
لأن المطلوب منه الضغط على قياداتنا حتى تدرك أنها بعد الان لن تكون لوحدها ولا يسمح أن تظل مغيبة لشعبها عما يجري وأن يستمعوا لاراء المواطن العادي وليس فقط النخبوي
إنها دعوة جادة ومخلصة نتمنى من كل صاحب ضمير حي أن يبادر وكلٌ يعمل حسب مقدرته لتفعيل هكذا حوار وتحت أي مسمى يتم الاتفاق عليه
لأن ليس المقصود الشعارات بل العمل ..فهيا إلى العمل
والله ولي التوفيق والنجاح ...(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
صدق الله العظيم

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت