مع خالص اعتذاري لعشاق "ذاكرة الجسد" ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة


بداية قد يتساءل البعض ،ومن أكون حتى اعلق أو أخط بقلمي أي نقد أو كلمة تجاه عالمه من العوالم كما باللهجة المصرية،وليست من العلماء ،ولا الأعلام ..أشاد بها النقاد بل أبهرتهم بطلعتها ،وتبرجها ،وتضاريسها الغير طبيعية ،لا بكلماتها ،ورقتها وأسلوبها ،وأدبها،وقد يقول قائل ومن أكون حتى أبدي رأيا لا يكترث به أي احد ،بل رأيا ككثبانا رملية ،هشة تتناثر ذراتها كشعيرات القطن المنفوشة عند أقرب موجة من الأعاصير !! ،صحيح ان الكلام هنا ليس ضد شخصية عادية ،بل أن صاحبة الحسن والفكر والدلال شخصية مرموقة في عالم الأدب ، فقد نالت العديد من الجوائز إنها صاحبة رواية " ذاكرة الجسد" عام 1993.والتي ذكرت ضمن أفضل مائة رواية عربية. والتي حازت على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998. اعتبرها النقّاد أهم عمل روائي صدر في العالم العربي خلال العشر سنوات الأخيرة، وفي 2010 ثم تمثيلها في مسلسل سمي بنفس اسم الرواية للمخرج السوري نجدة أنزور.. ( بطولة جمال سليمان و أمل بوشوشة ) ..إنها "أحلام مستغانمي " والحقيقة أني لا أعرف السر وراء جري كثير من القراء المهوسين ،واللاهثين ، وغير القراء المبتدعين،العامة أوالعوام و مواصلة السباق والزحف وسط الزحام لاقتناء الرواية صاحبة الملايين نسخة "ذاكرة الجسد " للروائية والمستشرقة،والمدللة ،وصاحبة الجمهور العريض ،ونجمة كل الشبابيك والأبواب ،والأجساد"أحلام مستغانمي" ،ولا أعرف لما تطفو" ذاكرة الجسد" بكل تمرد فوق كثيرا من الروايات العربية التي تفوقها جمالا وروعة وإبداعا ،وأخلاقا بكل المعايير ،وفي كل الأروقة الأدبية ،هل لأن أسلوب الكاتبة والروائية أحلام أنها فاقت أحلام ،القراء بجنونها ،وشراستها ،وإيحاءاتها المبتذلة ،والنبر على الوتر الحساس لأكبر غريزة إنسانية طغت ،وأثرت على غالبية البشر على مر العصور ، وهي غريزة الشهوانية!!وكيف لا ، فالقنبلة الجنسية أخطر بكثير من القنابل الذرية أو الانشطارية اوغيرها لأن مثل تلك القنابل تقتل وتدمر وتزهق الأرواح والأجساد في بقعة معينة من بقاع الأرض وأثرها محدود إلى حد ما ..أما القنبلة الجنسية فتطوح ،وتهشم وتدغدغ عقول وأجساد ،وتقاليد وعادات وأخلاق البشر الحميدة فينسلخ الإنسان من الإنسانية ، متحولا إلى حيوان ثائر ..ضال يفتش فقط لوعن نشوة عابرة من خلال مشهد تلفزيوني ،أو سينمائي أو مسرحي أو حتى بين خفايا الكتب المحظورة.. لمعالجة إدمانه المزمن،وسط الهجمات الشرسة والضاربة ،والتي يحيكها أعداء الإسلام بداية من المستشرقين ،وحركتهم ودعواتهم الحقيقية المستترة إلى طمس
الفضائل ونشر الرذائل ،وسيادة الانحرافات عن دروب العقيدة الإسلامية الحقة ،وغياب الوازع الديني ،واختلال مراقبة الذات ،ستبقى ذاكرة الجسد في رأيي مع احتراماتي لكل النقاد والشعراء وجميع الأدباء وجموع الجماهير الغفيرة الصرعى بالرواية،وكل الذين عشقوا دقائق الكلمات الإباحية الوصف ،وعشقوا الجسد دون الأحلام .. ستبقى تلك الرواية آفة من آفات العصر الحديث ،بل سرطانا فكريا يسري على عجالة بنبضاته الخبيثة،والدفينة في عقول وأجساد الضائعين والشاذين ،وكل الخارجين عن المألوف في الأوساط العربية على وجه الخصوص!! ،تلك الرواية أخطر ما فيها هو سرعة الانتشار ،والاجتياح،والتسلل إلى بيوتنا العربية ،والى مكتباتنا الأدبية ،ومدارسنا ،مع عدم القدرة على اتخاذ أي تدابير تمنع عدواها كفيروس خطير من خلال فرض الحظر ،كالمواقع الإباحية عبر شبكة الانترنت ،بل على النقيض تماما فالأبواب والمواقع، والصالونات الأدبية جميعها تؤازرها ، وتساندها بكل قوة وتحدي محافظة على فتح كل الأبواب المغلقة والعقول المجمدة ، والنوافذ الزجاجية المشروخة، والأجساد المتلهفة ،والملتهبة على مصراعيها دون أدنى قيود أو ضوابط أدبية أو لاأدبية ،وليس غريبا أن يثني الشاعر العربي الكبير ،كبر جمهوره التافه،والشهواني والمنحرف ..حيث يعلق على الرواية المدسوسة ،بل القنبلة الجنسية الموقوتة ،والتي يمكن لها أن تحصد الملايين والملايين من عقول البشر المشلولة أصلا ،وتبتر أواصل خلاياهم الفكرية ..،فيقول نزار عن "ذاكرة الجسد" : وعن الكاتبة "أحلام "روايتها دوختني. وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة ان النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق "...كان المفروض أن يغير كلا منها اسمه طالما هناك تطابق.. وأحد حالات التطابق من الناحية الهندسية في المثلثات التساوي بين ضلعين وزاوية محصورة ،والضلعين هنا أعوجان ،والمفروض ضلعا واحدا يكفي ، فكان ينبغي ان يسمي نزار اسمه " نزار مستغانمي "أو ان تسمي أحلام اسمها " أحلام قباني " !! ،أني أشفق اليوم حقيقة على القارئ ،والمثقف العربي عندما يرتمي طوعا ،ورغبة في أحضان تلك المؤامرات تحت مسمى أدب الرواية
بل المصيبة ،والكارثة أن يقاس مدى ذكاء وعبقرية ،وثقافة القاريء العربي اليوم من قبل الكثيرين ..ليس على مجرد قراءة " ذاكرة الجسد " بل على مدى الوعي والإدراك ،وتناقل كافة حروف تلك الرواية الساقطة سقوط الأندلس ،وسقوط أسوار برلين ،وسقوط بغداد !! ،و يشاع كثيرا من قبل المهتمين والمتحمسين للرواية أنها حتما ستنال جائزة نوبل يوما ما لانتشارها الواسع ،ولإتفاقها مع روايات نجيب محفوظ ،والذي حصل على جائزة نوبل لما أفنى أعماله الأدبية في تعرية المرأة ،وكشف النقاب ،وطلاسم الألغاز في أغوار جسدها ،ولما أصبح نجيب محفوظ ..شامبليون الرواية العربية نال كل الرضا ،وكانت المكافأة نوبل ..والسؤال الذي يبقى هل تستحق هذه الأحلام المستغانمية كل هذا الصيت ،والشيوع ..إن أشد ما أخشاه أن تصبح الرواية سالفة الذكر .. أحد مساقات الدراسات الأكاديمية الرئيسية في المدارس والجامعات في عالمنا العربي !!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت