رسالة إلى محمد عساف
إن كنت عربياً مبدعاً متفوقاً
ودخلت سباقاً عربياً
وكانت كل المؤشرات
والمعطيات والترشيحات
تصب لصالحك،
وكنت الأقرب للفوز
وجاءت النتائج في غير صالحك
فلا تيأس أو تحزن
لا تستهجن أو تستغرب
فأنت عربي
الفائز فينا دوماً ليس الأجدر
الفائز فينا سرّاقُنهارٍ
نهّابٌ،نهّازٌ، أزعر
........................................
يا ولدي لا تحزن
أنت الفائز في عيون المشاهدين
في عقول المراقبين والناقدين
لأنك أنت الأميز والأكمل والأقدر
والأرقى فناً أو علماً
لكن الفائز فينا يا ولدي
دوماً ليس الأمهر.
..................................
إن لم تفز يا ولدي لا تحزن
ليس لأنك إبن قضية
إبن فلسطين المنفية
اليتيمة ، الأرملة ،
الثكلى، المحتلة المنسية
تستدر عطف المشاهدين
تثير فيهم الحمية
تستقطب مشاعرهم نحوك
لأنك مظلومٌ مأسورٌ محتلٌ
لأنك موهوبٌ حقاً
تحتاجُ الى نصرٍ يوماً ما
لا تتوهم، لا تتأمل
القبلة الآولى ، المسجد الأقصى
الحرم الإبراهيمي
عجزواعن استنفار مشاعرهم
وإثارة حميتهم
لذلك يا ولدي
لا تيأس أو تحزن
لا تستهجن أو تستغرب
إن لم تفز
حتى لو كنت الأوفر حظاً والأجدر.
.......................................
لم نتغير، لم نتبدل
مقاييسنا دوماً تنبع من غرائزنا
لفظتها ضمائرنا
مكوناتها خليط غير متجانس
من العصبية القبلية
الأنانية الجغرافية،
الطائفية والإثنية والعرقية،
الفائز فيناً معروفٌ سلفاً
الفائز فينا مختارٌ أو شيخٌ دجّالٌ
أو شاهٌ بندر.
...................................
نحن أمة يا ولدي
أدرات ظهرها
للتاريخ الأكمل والأطهر
وولت وجهها صوب الجغرافيا
المتناقصة، المتهالكة، المتشرذمة
تهتف للأحمر والفوشي
والفسفوري الأصفر
تعشق أكل الهمبرجر
نسيت أيام الزيت مع الزعتر.
لم تعد تطرب
لغناء كوكبها الشرقي
وشدو عندليبها الأسمر.
…………………………………..
يكفيك فخراً يا ولدي
أنك طفت الآفاق العربية
من وهران الى تونس الخضراء
الى ليبيا الأبية
توقفت طويلاً في أرض الكنانة
صدحت لعبد الحليم شبانة
لمحمد عبد الوهاب
الهرم الفني الأكبر
أحييت فينا ذكرى القومية العربية
ومررت بأرض الأرز
بربوع الشام المسبية
حلقت بأجواء الخليج
شدوت لفنان العرب الكبير
جسدت أمامنا القومية العربية
فأنت صاروخٌ فنيٌ خارقٌ للأقطار
قاطع للمحيطات والبحار
عابر للقارات الخمس الكبار
إن لم تفز يا ولدي لا تحزن
الفائز فينا دوماً ليس الأجدر
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
17/6/2013م
...............................
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت