القلم يقف بكل شموخ وهو يتحدث عن القائد سعيد اليوسف الذي بمواقفه تاريخ فلسطين عاش وناضل وقدم اغلى ما يملك من اجل تحرير الارض والانسان ، ولعب دورا مهما في تعزيز الدور النضالي لجبهة التحرير الفلسطينية مع رفيق دربه الشهيد القائد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية " ابو العباس " وشكلا هاجساً للعدو الصهيوني كان يمثل عنفوان الثورة وشموخ العطاء للقضية ، هؤلاء القادة التي لم تهزهم الرياح ، فكانوا شامخين كالنخيل يتراقبوا العودة الي فلسطين كأنها حقيقة ساطعة انتشروا بفكرهم العسكري مع حركات التحرر التي وقفت الي جانب الشعب الفلسطيني.
سعيد اليوسف واحداً من أولئك القلائل العظماء الذي نستذكره في ذكرى غيابه وذكراه تعبق المكان في حضرة تقاطع والتقاء الجبهاوي والوطني ، كيف لا يكون سعيد واحداً من أولئك القادة القلائل الذين تذوب في محبتهم القلوب وهو رمزاً من رموز جبهة التحرير الفلسطينية ، كان على مسافة واحدة من جميع الفصائل والقوى الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية .
ان قلوبنا التي تهفو كلما سمعت إسم سعيد اليوسف تتمنى لو اتعظ قادتنا اليوم بما كان يقدمه في ظروف النضال ، يكفي انه كان ضد كل الداعين للفتنة من أقلام مأجورة أو حتى من يشعل النار بحسن نية، وخاصة انه كان يتطلع بشكل دائم الى سلاح الوحدة الوطنية باعتباره يشكل نقطة رئيسية في نجاح المشروع الوطني وبدونه لا مجال لتحقيق أي هدف مهما حسنت النوايا أو صدقت مقاصدنا وإخلاصنا للقضية، ومن هنا ونحن نعيش حالة الانقسام نؤكد على الوحدة الوطنية باعتبارها الرد الحاسم على مشاريع الاحتلال ونحن نعيش مرحلة التحرر الوطني .
لقد مثل سعيد اليوسف بنضاله وعطائه ابجدية الوحدة الوطنية على أسس برنامجية تلحظ ميزان القوى وإمكانياتنا وتحدد سمات المرحلة وأهدافها التكتيكية، مثل القائد الذي يركن لحكمته ويقظة ضميره وبديهته تجاه مصالح شعبه الفلسطيني وأمته العربية، ويشهد له القريب والبعيد بصفات النزاهة والإيثار في كل ما يتعلق بالمصلحة العامة وما ينفع الناس في كل مكان من الوطن العربي الذي آمن حتى النفس الأخير من عمره بحقه ليس في الحرية فقط بل وفي الوحدة.
نفتقده اليوم وقد ترك لنا ما نعتز به وما نبني عليه لمستقبل القضية والشعب لو أخلصنا النوايا ، وخاصة ان مسيرته النضاليه تميزت بمحطات نضالية استثنائية، يشهد له أعداؤه قبل رفاقه، بأنه تعامل معها بصلابة لاتعرف المهادنة، فكل تجارب العمل النضالي، من خلال اشرافه على العمليات البطولية لمناضلي جبهة التحرير الفلسطينية مرورا باجتياح عام 1978 وصولاً لغزو لبنان، أكدت شموخ وبسالة هذا الرجل الذي اكد بانه (لاوجود لليأس في قاموسه) فكل من عرفه طوال مراحل نضاله أكد أن سعيد يمتلك إرادة نضالية لاتؤثر فيها وحشية أدوات العدو الرهيبة لانه كان على قناعة كاملة بانهم لايستطيعون تدمير إرادة المقاومة ، هذه الإرادة التي صمدت في مواجهة العدو الصهيوني بكل بسالة حيث فقد في مواجهة القوات الغازية الصهيونية في جبل لبنان الاشم عام 1982 .
وامام كل ذلك وفي غياب سعيد اليوسف لا يسعنا الا ان نقول لقد اعطى فلسطين كل عمره وجهده، منذ نعومة اظافره، وانه تمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وتمسك بحق العودة، لقد شردت عائلته من بلدة السميرية في فلسطين عام 1948 وولد في لبنان وناضل من أجل فلسطين، و ان حكمته باقية كمنارة يسترشد بها كل مناضل ثوري فلسطيني وعربي مدافع عن الهوية الوطنية منظمة التحرير الفلسطينية والقضية وحق العودة ، كان قائدا متواضعا وصادقا وأمينا لمبادئه ونهجه، وكما أحب شعبه أحب فلسطين ، وما زالوا رفاقه متمسكين وقابضين على مبادئ الشهداء ، لم يتنازلوا عن الثوابت والمباديء، في سبيل مصالح ومكاسب فئوية وذاتية على حساب مصالح الوطن والشعب والقضية.
وفي هذه الذكرى ونحن نعيش في واقع عربي مؤلم وتعيش القضية الفلسطينية في مرحلة من ادق المراحل خطورة ، تتطلب الشروع الفوري في انجاز المصالحة وتطبيق الاليات المتفق عليها وتعزيز الوحدة الوطنية ورسم استراتيجية وطنية تستند لكل اشكال النضال وخاصة بعد فشل ما يسمى مسار المفاوضات التي جربت عشرين عاما ، حيث استثمرتها حكومة العدو بطريقتها الخاصة بخلق وقائع جديدة على الارض من خلال مصادرة المزيد من الاراضي وتكثيف الاستيطان وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية وتهويد ما تبقى من القدس وهدم المباني وطرد السكان ومصادرة هوياتهم وزج المزيد من المناضلين في السجون.
ان الشعب الفلسطيني الذي سئم من الرهان على الزيارة المكوكية لوزير خارجية امريكا المنحازة بشكل سافر لكيان العدو ومن ثنائية المفاوضات برعاية اميريكية ،ويرفض التفريط بالحقوق والثوابت الوطنية التي دفع آلاف الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين ثمناً للمبادئ التي قامت الثورة من أجلها، فالحقوق المشروعة اقرتها جميع الاعراف والشرائع الدولية، وهذا يتطلب من الجميع إحترام ارادة الشعب الفلسطيني واجراء استفتاء شعبي ليقول الشعب كلمته بكل ما يجري على الساحة الفلسطينية.
ختاما : فوفائنا للقائد سعيد اليوسف في ذكرى غيابه السنوية ، نؤكد بأن نستمر على ذات الطريق الذي ناضل من اجلها مهما اشتدت أمامنا المحن والمصاعب ، وأن نحافظ على ما غرسه سعيد ورفاقه القادة من قيم ومبادئ ، وأن نبقى أوفياء بالمعنى والكلمة لتلك الآمال والأحلام التي ناضل من اجلها الشهداء ، من قادتنا الكبار ابو العباس وطلعت يعقوب وابو احمد حلب وحفظي قاسم وابو العمرين وابو العز ومروان باكير وجهاد حمو وابو عيسى حجير وابطال الجبهة ، هذه الجبهة التي لها تاريخها وأرثها النضالي والكفاحي، ما زالت مستمرة على هدى الشهداء في كافة ميادين النضال .
كاتب سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت