قارئِ التاريخ ومحبيِ السياسة والمطلعين على أحداث الحروب العالمية بالتحديد - يعلمون تماماً بأن العالم قد شهِد حربان عالميتان الأولى في عام 1914م ،والثانية في 1939 م ، وأيضا علموا بأنه قبل قيام هاتان الحربان قد سبقتهما ظروف دولية وتحركاتٍ عسكرية مهدت لقيامهما ، ونذكر منها على سبيل المثال :لا الحصر الأزمة الاقتصادية العالمية، والتكتلات والأحلاف العسكرية ، وظهور بعض الحركات القومية التي ساندت رؤى بعض الدول على الاخري : مثل حركة الثأر الفرنسية وحركة الجامعة الجرمانية والحركة السلافية ،،، إلخ من هذه الظروف .
وفي ظل إقترابنا من الذكري المئوية الأولى لقيام الحرب العالمية الأولى نلحظ أن نفس الظروف التي عاشها العالم قبل قيام الحربان السابقتان يعيشها الآن و هى:
الأول/ الأزمة الاقتصادية :
من يتابع الاخبار جيداً يجد العالم مُنذ عده سنوات وحتي الآن يُعاني من أزمة إقتصادية حادة ففي الولايات المتحدة الأمريكية أُغلق أكثر من 130 بنكاً ،وفي اليونان أُعلن عن حالة التقشف القصوى وبدوري أكاد أن أُجزم بأن دول الاتحاد الأوروبي جُلها - تعاني من أزمة إقتصادية -كما لم تسلم حتى دُول جنوب شرق أسيا من هذه الأزمة فهُناك هبوطاً حاداً في إقتصاد اليابان .
الثاني / تشكيل التكتلات والأحلاف :
- أولا الملف السوري :-
نجد بأن مجلس الأمن قد فشِل أكثر من مره في إصدار قرار عقوبات على سوريا والفضُل يعود هُنا إلى الفيتو الروسي والصيني ، وهذا يدلل بأن هُناك تقارب روسي صيني مع سوريا ضد الموقف الأمريكي والغربي وليس هذا فحسب بل وصل الأمر إلى إنزال روسيا لقوات خاصة لها في ميناء طرطوس لمسانده النظام السوري ، وتقديم أسلحة مُتطورة كان أخرها أس 300، بالإضافة إلى تواجُد قوات الحرس الثوري الإيراني التي تقاتل إلى جانب قوات بشار في العلن ، والتي بدورها " إيران " أكدت أكثر من مره بأنها لن تسمح بانهيار النظام السوري وإعتبرتُه حليفاً لها ،،، وظهر ذلك بُوضوح من خلال المعارك التي يقوم بها حليف إيران بالمنطقة (حزب الله ) والتي كان أخرُها القضاء على المعارضة في " القصير" ....وفي مُقابل ذلك نجد هُناك رغبه تُركية حقيقية في إسقاط النظام السوري وظهر ذلك واضحاً من خلال إقامتِها منطقة عازلة على حدودها مع سورية مما سهل في إيجاد منطقة لإنطلاق قوات الجيش الحر المُنشق عن الجيش النظامي السوري كل ذلك في ظل رغبة أمرِيكية بدعم هذا الجيش بالسلاح "المُتطور" مستغلة الاتهامات المُوجه للنظام السوري بِإستخدام السلاح الكيماوي وهذا ما صرحت به الولايات المتحدة أخيراً بالإضافة لِقيام الأُردن بنشر صواريخ باتريوت على حدودها مع سوريا في ظل رفض روُسي واضح لهذه الخطوة.
- ثانيا الملف الإيراني:-
مما لا شك فيه هُناك رغبه صهيونية أمريكية ، وتركية ، وغربية ، وعربية جادة بعدم إِمتلاك إِيران على أي سلاح نووي وذلِك من خلال التهديدات الإسرائيلية المتكررة والاجتماعات الصهيونية والأمريكية المتلاحقة على أعلى المُستويات ،وشراء دول الخليج بمليارات الدولارات أسلحه .... وتخزين الكويت لمخزون استراتيجي للبترول تحسبناً لقيام حرب في المنطقة ضد إيران .
- ثالثا تشابُك ملفات أُخري :-
فبعد خيبة الأمل الغرِبية التي بدأت تظهر مع وصول الأخوان المسلمين لسده الحكم في كلاً من مصر وتونس .. وضبابية علاقاتهُما مع الدول الغربية في ظل هذه الحكومات الإخوانية ،،، والخلافات الأمريكية مع كُوريا الشمالية بسبب مُساندتها حليفتها كوريا الجنوبية ،، وأخيراً إستياءاً روسياً من التقارب الأمريكي الأذربيجاني ...
ما سبق على ماذا يُدلل ؟؟؟؟
يُدلل على وجود أحلاف عسكرية تضُم الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا ومعظم الدول الأوروبية وبعض دول الخليج العربي بالإضافة للأُردن – التي أصبحت جميعُها تنظر للمنطقة بنظره واحده وهي "إِلتقاء المصالح" و في مقابُل هذا - هُناك تكتُل مقابل مُتمثل في سوريا وإِيران وروسيا والصين وكُوريا الشمالية ولِبنان متمثلة بحزب الله اللبُناني ,,, ويبقي هُنا موقف الأخوان المسلمين حائراً ما بين هذا وذاك أو الوُقوف على الحياد على- الرغم من تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي الأخيرة بالدفاع عن سوريا لضُعف موقفة لخلافاتِه مع المؤسسة العسكرية المصرية .
الثالث/ الحركات القومية :
- حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين في حيِره من أمرُهما ما بين مُؤيد لسوريا و معارض ؟؟؟مُسانِدين لإيران أم لا ؟؟؟ولكنهما بكُل تأكيد ضد إسرئيل فبتالي قد يكُونان لصالح إِيران في حال قيام حرب في المنطقة .
- أما حزب الله اللُبناني أخذ قرارُه وإنضم إلى جانب المحور الإيراني السوري إعلامياً ومالياً وعسكرياً وبكل قوة ، لأنه يعلم بأنه في حال خسارة الدعم الإيراني السوري فإن حزب الله هو الخاسُر الأكبر .
وأخيراً،،،
ليس الهدُف من هذا المقال إثاره الرُعب والفوضى في نفوس العامة فأنا بدوري أتمنى بأن لا تحدُث أي حربٍ في المنطقة لعلمِي المُسبق بأن ثمنُها سيكون ثروات وأرواح عربية مُسلمة. مستنداً على قول رسولنا الكريم (( لا تتمنوا لقاء العدو)) ولكن علينا أخذ الحيطة والحذر والتعامل مع الواقع الأسؤ خُصوصاً و أن المتوقع أن تكون المنطقة العربية هي مسرح الأحداث القادمة إنطلاقاً من "سوريا" تأثيراً "بلبنان" ومروراً "بغزة" ، وفي الختام (حما الله العرب والمُسلمين من كلِ سوء).
بقلم :أ محمد أحمد ابو سعده
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت