أصبح من الواضح حقا أن المهزومين دوما يبحثون عن ضحية يذبحونها، كنوع من الحيل الدفاعية لتحقيق التكيف النفسي فليجأوا إلى شتى أنواع (التبرير والإزاحة) التي يروجها هؤلاء المرضى لإرضاء غرورهم وشوفونيتهم..
هذا الحال أصبحنا نلمسه في الأحداث التي عصفت بالأنظمة العربية ، مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ، فنسمع في ليبيا وتونس وسيناء وسوريا و..........غيرها ، أن فلسطيني قد ذبح بيد عصابات موالية أو معارضة للنظام ، وقد وصلت الوقاحة إلى الاتهامات العلنية للفلسطينيين أنهم يقفوا وراء المظاهرات والأزمات في عواصم العرب،، وترددت أقاويل مشينة أن من يقف وراء الهجوم على المحتجين في ميدان التحرير بمصر وان أزمة السولار والغاز والبنزين هم أيضا من الفلسطينيين ، ومن قام باقتحام السجون العربية من الفلسطينيين ..!!
تصريحات متضاربة من هنا وهناك ، ومحاولة البعض ترحيل أزماته الداخلية ولم يجدوا اضعف من الحلقة الفلسطينية ، يا قوم أتدرون لماذا ؟ ،
الإجابة واضحة ، لان الفلسطينيين فقدوا احترامهم لذاتهم أولاً ، وفقدوا احترام الشعوب ثانيًا ، لأنهم وضعوا أنفسهم في سلة انقسامات بحثا عن مناصب وهمية ،أو ارتباط بعضهم بأجندات إقليمية بحثا عن بقاء عرش مهزوز .
وتركنا قرارانا المستقل دوما ، وارتضينا ان نرهن مصيرنا بمصير دول اما رجعية او دول وصل قادتها للحكم بعد صراعات وشهوة
ونسى الغالبية ان الفلسطينيون هم أول من أشعل ثورات الحجارة والرفض ضد الظلم ،وانتقلت عدواهم الثورية الساعية لإسقاط الاستبداد في العالم ، وأصبحوا مدرسة يحتذي بها عالميا ،
ولكن الحال انقلب من خلال بعض الأنظمة الديموغاجية وسعوا بدر أموالهم لاحتواء الفلسطينيين وشراء مواقفهم لمصالحهم الضيقة ، وقد تتدخل مخابراتهم لتفعيل بعض الأحداث القذرة ، والتغول في الجريمة فالمتهم جاهز والصمت القاتل أيضا جاهز ،واعتقد أن غالبية الأحداث الحدودية بل وغيرها من قضايا لا علاقة لها بتراثنا النضالى ،وما أعقبها من اتهام الفلسطينيين خير شاهد على طرحنا ..
كثير هي الشواهد التي يذبح فيها الفلسطينيين جسديا وسياسيا ، وللأسف ما من متعظ ، البعض منا يتغنى بهذه الانتصارات الزائفة، وينتظر المجهول لكي يقرر موقفه السياسي من اللحمة والوحدة التي أصبحت هى خيارنا الوحيد ،والبعض يغط ببروتوكولات زائفة، والشعب هو الضحية، وهو من يدفع الثمن فى الداخل والشتات ، دماء قتلانا على عتبات الأنظمة تلاحقنا، وموقفنا الفلسطيني الموحد هو من سيعيد احترامنا وهيبتنا، بل يجعل هذه الأنظمة الفاسدة ترتعد مرارا قبل أن تفكر بذبح أبناءنا ، يا سادتي أنقذوا أبنائنا من المذابح السياسية والجسدية ، ولا تجعلونا مداسا تمشى عليه المؤامرات الخبيثة، فان التاريخ لن يرحمكم ، بلغ السيل الزبي، ودماءهم الحمراء ستلعن من تخاذل عن نصرتهم ، وأعيدوا لدمائهم الفلسطينية المهدورة كرامتها المسلوبة .
د. ناصر إسماعيل اليافاوي أمين عام مبادرة المثقفين العرب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت