رجال صحوة في سوريا

بقلم: فايز أبو شمالة


مثلما تعاون رجال الصحوة في العراق مع المحتل الأمريكي في محاربة المقاومة العراقية؛ بعد التشنيع عليها، وتشويه صورتها المتعمد، بدأ الغرب مبكراً في تشكيل رجال صحوة في سوريا على رأسهم اللواء سليم إدريس؛ الذي يبدي استعداداً منقطع النظير لتطبيق سياسة الغرب في بلاد العرب، وتحقيق مصالحهم غير المنقوصة، بما في ذلك محاربة المجاهدين المسلمين، وتطهير صفوف الثورة منهم، كما طالب بذلك رئيس وزراء بريطاني.

خلاصة مؤتمر قمة الثمانية الذي انعقد في أيرلندا جاءت مساندة لنظام الأسد، وتؤكد أن الروسي والأمريكي والأوروبي ومن خلفهم الإسرائيلي، يلتقون على محاربة ظاهرة الجهاد الإسلامي، ويتحالفون ـ رغم التناقض فيما بينهم ـ على عدم السماح بانتصار المسلمين، أو توحدهم خلف راية الإسلام، ويرون أن بقاء نظام الأسد أرحم لهم ألف مرة من زواله، ولاسيما إذا كانت الجماعات الإسلامية هي البديل، وعلى رأسها جبهة النصرة؛ التي أعلنت عن نفسها على أرض سوريا في نهاية عام 2011، وبدأت عملها المقاوم في عام 2012، واستطاعت في زمن قصير نسبياً ان تكون نداً لنظام الأسد الممتد أربعين عاماً، وتمكنت من حسم عدد من المعارك على الأرض، وكسبت تعاطف ودعم الشعب السوري والشعوب العربية.

قرارات مؤتمر الدول الثماني جاءت لتصب في خندق القرار الأمريكي بتسليح المعارضة السورية، وصب الدعم المالي والعسكري في يد حفنة من العملاء على رأسهم اللواء سليم إدريس، الذي سيستغل الوضع الإنساني المتردي الذي وصلت إليه سوريا، وسيستغل حالة الإحباط والقتل والتشريد التي يعاني منها الشعب السوري، ليعود إلى الوراء، ويلتف بخبث على الثورة السورية، من خلال تشكيل مجموعات عسكرية ميدانية، مدعومة جيداً من الغرب، وقادرة على محاربة المجموعات الجهادية قبل محاربة نظام بشار الأسد.

لقد تآمر أعداء سوريا على ثورة الشعب السوري، وحرفوها عن مسارها، لقد ثار السوريون ضد نظام حكم ديكتاتوري قمعي، وطالبوا بالديمقراطية أسوة بشعوب الأرض، ولم يدر في خلدهم أن ثورتهم الشعبية ستتحول إلى حرب طائفية، أرادها الغرب بديلاً عن فشله في الحروب صليبية التي اشتعلت في أفغانستان والعراق، وتواصلت في باكستان واليمن.

الشعب العربي السوري الذي يدفع ثمن رفضه الاعتراف بإسرائيل، ويدفع ثمن الرعب الصهيوني من انتصار ثورته، هذا الشعب العربي أحوج ما يكون إلى لفظ مجموعات سليم إدريس، ورفض الانخداع بشعاراتها، والتعلم من تجربة الشعب العراقي الذي انخدع برجال الصحوة، ليكتشف أنه قد فقأ عينه بأصبعه، وسلم رسن قيادته لأعداء العراق.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت