لِمَا يتزاحم الجميع ليس للاستعداد لأحياء ليالي رمضان العظيم ، خاصة،ونحن على أعتاب استقبال هذا الشهر الفضيل .. بل يتزاحم الجميع للاستعداد ليوم الملحمة ،والوطيس ،يوم تصفية الحسابات يوم 30يونيو،والذي يسميه البعض يوم الرحيل أو الفصل كما يدعي البعض الآخر ، وليس المهم أن تسيل الدماء ..دماء أبناء الوطن الواحد ،وليس المهم أن تتطاير الرؤوس والأرجل ،وليس المهم أن تترمل النساء ،ويُيتم الأطفال ،ليس المهم أن يقتل الأخ أخاه أو جاره أو يقتل الابن أباه أو أمه..المهم أن يخرج الجميع لمقاتلة الجميع دون هدف واضح أو رؤية محددة .. المهم أن يحاصر الجميع نفسه في ساعة الصفر التي تقترب بعقاربها وأفاعيها ،وحيّاتها بتشديد الياء مع فتحها ، ليقاتل أبناء الوطن بعضهم بعضا.. ليس حبا في الدفاع عن الأرض ،أو من أجل استعادة الكرامة ..كرامة الوطن المسلوبة ،وليس حبا في الدفاع عن العرض ،أو من أجل رفاهية الدولة.. إذا ماذا نسمي ذاك اليوم القادم من بعيد بطبول توشك أن تدق بدردابها ناقوس الخطر ،أعرف أن الحروب منذ القدم لها دوافع وراء قيامها ،منها الاختلاف على الماء والمرعى ،لكن في مصر ياسادة.. يفيض نهر النيل عذوبة، وحيوية ،وسريان متدفق يرشف منه الجميع ،وفي مصر أراضي زراعية واسعة وممتدة بخيراتها فليس في مصر أدنى جفاف ،وإذا قلنا أن المعركة القادمة في التاريخ المحدد هي مجرد رغبة في الانتقام ،أو السلب والنهب إذا كان ذلك فمن سينتقم من ..من ؟!،ومن سينهب من ؟!،كانت حروب طروادة تلك الحرب العظمى استعرت نارها بسبب أن واحدة من النساء الحسان قد اختطفن من بلادهن..!!
و حرب داحس والغبراء كانت بسبب سباق الفرسان.. ،وحرب البسوس كانت بسبب مقتل ناقة ،وفي عصورنا الحديثة سبب حرب فلسطين هوكانت الأمم المتحدة قد أصدرت قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 ،و كانت حرب فيتنام أو الحرب الهند وصينية الثانية كانت نزاع بين جمهورية فيتنام الديمقراطية (فيتنام الشمالية)، المتحالفة مع جبهة التحرير الوطنية، ضد جمهورية فيتنام (فيتنام الجنوبية) مع حلفائها أي البداية بسبب الانقسام ،وغزو العراق للكويت كان بسبب النفط ..والسؤال الآن ماالسبب وراء الاستعداد والتحضير،والتهديد والوعيد لشن حرب مصرية بأيدي مصرية طالما أن أحد الأسباب ليس مما ذكر ؟!!،كنت أعلم بحكم خبرتي أن الحرب خدعة ،وتعتمد على عنصر المفاجأة لكن أن يُجهر بها عيانا،وتحدد ساعة الصفر فهذا تغيير فريد ، ومخيف ..!!
الكثيرون يقولون سنخرج ليس من أجل إشعال الفتن ،ولا القتال أو الانقلاب على رأس الحكم بل سنخرج لنعبر عن حريتنا ،وحقوقنا ،وأني هنا أقول لهؤلاء ومن يضمن ألا يكون هناك مندسين لتأجيج الفتنة ،وتحويل الصراع السياسي إلى حرب أهلية لا قدر الله ..إخواني أبناء مصر أيها المثقفون ، والساسة والعامة ويا أيها البسطاء .. أيها العقلاء :لما تصرون على أن تتحول حالة مصر اليوم بعيدا عن تغليب المصلحة العليا إلى سمك ..لبن .. تمر هندي !!
أليس حريا بكم أن تتحدوا وتتوحدوا فإذا كان أحد أهم الشعارات للشيوعية هي يا عمال العالم اتحدوا..!! ،فما بالنا في مصر ..مصر الحضارة،مصر الهرم ،والنيل ، وصاحبة التاريخ الإسلامي المجيد ماذا ستقولون اليوم ،وماذا سيكتب عنكم التاريخ ؟!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت