غزة - وكالة قدس نت للأنباء
سلمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة كاترين آشتون مسؤولة السياسات الخارجية في الإتحاد الأوروبي خلال زيارتها لقطاع غزة مذكرة حول أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي وظروف اعتقالهم واستشهادهم .
وأكد جمال فروانة عضو لجنة الأسرى ورئيس منظمة "أنصار" الأسرى خلال لقاءه مع آشتون على أن أهالي الأسرى يتطلعون للقائها أملا في دعم وإسناد قضية الأسرى كونهم أسرى حرية وكرامة .
ووعدت آشتون بالعمل من أجل تخفيف معاناة الأسرى وذويهم وفيما يلي نص المذكرة التي تم تسليمها الى آشتون:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة / كاترين آشتون المحترمة
مسؤولة السياسات الخارجية في الإتحاد الأوروبي
الموضوع / مذكرة
على العالم أن ينتصر لأسرى الحرية الذين يموتون في السجون الإسرائيلية
الخميس الموافق 20 حزيران 2013
إننا في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات وباسم أهالي الأسرى والأسرى المحررين والشعب الفلسطيني المقهور نضع بين أيديكم هذه المذكرة الموقعة بعذابات وآهات وأوجاع شعبنا الفلسطيني وأهالي الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي بأن نزيف الدم العربي الفلسطيني ما زال متواصلا بفعل الممارسات والإنتهاكات وكافة السياسات العنصرية الإسرائيلية ومن بينها الإعتقال الإداري المذل والعزل والعزل الإنفرادي بحق أسرانا وسياسة الإبعاد واعتقال واختطاف النواب والحرمان من حق الأسرى وذويهم في برنامج الزيارات الكامل بعيدا عن البرنامج العنصري التجريبي الذي يجري بترتيبات أمنية تعسفية وسياسة فرض الغرامات والتفتيش العاري والحرمان من التعليم إلى جانب احتجاز الأسرى بعد انتهاء مدة محكومياتهم ( الأسير إياد أبو خضير من سكان قطاع غزة ) والقمع والعدوان المتواصل والنقل التعسفي من سجن لآخر وسياسة الإهمال الطبي التي أدت لاستشهاد أكثر من 205 من الأسرى الفلسطينيين والعرب وآخرهم الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية .
لقد استشهد الأسير ميسرة أبو حمدية في صباح الثلاثاء 2 / 4 / 2013 وكان يعاني من مرض السرطان بالحنجرة ومن سياسة الإهمال الطبي الإسرائيلي المتعمد ما أدى لاستشهاده واغتياله بدم بارد وهاهي نفس الحالة تتكرر اليوم مع الأسير الفلسطيني محمود أبو صالح " الخليل " والمحكوم 22 سنة والذي يطالب بفحوصات طبية حقيقية تكشف عن سبب الورم الذي أصابه في الحنجرة وانتقل إلى الأذن ومع الأسير معتصم رداد والأسير منصور الشحاتيت وصلاح الدين الطيطي وناهض الأقرع الذين يعانون من أمراض سرطانية ومزمنة وخطيرة وذلك في ظل غياب الدور الدولي والإنساني الفاعل والمؤثر وعدم إلزام إسرائيل باحترام حقوق الإنسان والتعامل مع الأسرى وفق الأعراف والإتفاقيات والقوانين الدولية .
وفي هذا اليوم فإننا نؤكد أننا حملنا لكم رسالة عربية فلسطينية تحمل معاناة الأسرى الأردنيين وعلى رأسهم الأسير القائد عبد الله غالب الرغوثي الذي يحمل على أكتافه في سجون وزنازين الإحتلال الإسرائيلي مدة حكم تبلغ 67 مؤبدا والذي يخوض مع إخوانه ورفاقه في الأسر معركة الحرية والكرامة في إضراب مفتوح عن الطعام على طريق انتزاع حقهم في الحرية والكرامة والعودة إلى ذويهم أحرارا وأحياءا .
إن الأسرى الأردنيين يطالبون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإنساني كافة بالتدخل الفوري والعجل لإنقاذ حياتهم والعمل من أجل إعادتهم إلى مسقط رأسهم وإلى ذويهم أحياء ولا مجال أمام السياسات الإسرائيلية الهادفة لتشديد الخناق على الحركة الوطنية الأسيرة وتصفية الروح والجسد والذاكرة .
إن الجرائم التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب تكشف دائما عن الوجه الحقيقي للإحتلال الإسرائيلي في استهداف الإرادة والروح والذاكرة والجسد العربي الذي يسعى نحو الحرية والكرامة والإستقلال بعيدا عن دنس الإحتلال الإسرائيلي الذي يتصرف كدولة فوق القانون تضرب عرض الحائط بكل الإتفاقيات والمواثيق والنصوص الدولية والإنسانية
كما وتكشف عن سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها المجتمع الدولي تجاه قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب خاصة وأنهم مناضلون من أجل الحرية والكرامة .
ومن هنا فإننا ندعوكم لوقفة ضمير جادة ومسؤولة تجاه واجباتكم والتزاماتكم في العمل على توفير الحماية الدولية والإنسانية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم الأسرى المرضى والأسرى المضربين عن الطعام حيث سياسة الموت الإسرائيلية تحاصرهم في ظل غياب دوركم الفاعل والمطلوب .
وإننا وإذ نحمل للإحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى الفلسطينيين والعرب فإننا نحمل للمجتمع الدولي جزءا كبيرا من المسؤولية خاصة وأن هناك العديد من القرارات والتوصيات التي انبثقت عنكم وعن البرلمان الأوروبي والداعية للتخفيف من معاناة الأسرى الفلسطينيين كونكم الشعار الكبير والجمعية الأممية التي منحت فلسطين عضويتها بصفة مراقب .
إن ما تتعرض له الحركة الوطنية الأسيرة في سجون الإحتلال الإسرائيلي من جرائم حرب ليدعو لانتفاضة ثالثة تحرق الأخضر واليابس وإننا في هذا المكان لنحذر الإحتلال الإسرائيلي وبكل شدة بأن دماء أسرانا وشهدائنا لن تذهب هدرا وعلى الإحتلال الإسرائيلي أن يعلم جيدا بأن ثورة الشعوب أقوى من بوابات السجون والزنازين ومن آليات الحرب الإسرائيلية وإن شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية ليمتلكون الإرادة في النصر وإرادة الصبر والأمعاء الخاوية ولا بد أن يبزغ فجر الحرية الكاملة لا محالة شاء من شاء وأبى من أبى .
وختاما فإننا نطالبكم بالوقوف أمام مسؤولياتكم والعمل على تشكيل لجان دولية لزيارة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي والإطلاع على أوضاعهم الصحية وظروف اعتقالهم واستشهادهم عساكم تستطيعون رسم بسمة على شفاه أطفال الأسرى المحرومين من آبائهم وفي عيون آباء الأسرى وأمهاتهم الذين باتوا يرحلون بصمت وهم يتطلعون للقاء أخير يجمعهم بأبنائهم .