جدران السجن تحرم اسير من تقبيل نجله الوحيد حيا أو ميتا

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
ضمن الحادث المأساوي الذي ضرب مسامع واعين سكان قطاع غزة وجد ما اهو اشد منه نكالا وقوة على آذان الناظرين حيث انتهت الفاجعة وتوالدت فواجع اخرى فالطفل طارق (10 اعوام) احد ضحايا الحادث هو بكر والده الاسير احمد السكني.

أم الطفل وزوجة الاسير لم تسعفها الكلمات للحديث لوسائل الاعلام فوجدت في الغثيان لسان حالها للتعبير عن نفسا ضاقت بالحزن والألم في بعدها عن زوجها الى فقدان نجلها الوحيد.

وفي امر هو "كرب" بأكثر المصطلحات حزنا ووصفا ، لم نجد سوى حديث سابق للطفل الفقيد طارق، برع فيه كثيرا في الخطابة خلال مهرجان نظمته جمعية واعد للأسرى والمحررين، حيث قال " لم امل في طلب مقابلتك يا أبي في سجون الاحتلال".. حلم اصطدم بقدر الله وقضاءه لينتهي به المطاف في قماش ابيض كما حلمه النقي.

كلمة الأب..
عند بلوغ الخبر الى والد الطفل في سجون الاحتلال الاسرائيلي كانت الصدمة فقال:" سحقا لجدران السجان التي حرمتني أن أقبلك حيا أو ميتا"، ولم يٌكمل حديثه وسقط مغشياً على الأرض , فسارع الاسرى الى التخفف عنه بأقل قدرا من الألم.

وقضى الطفل السكني وأصيب 25 طفل آخرين اليوم الاثنين، إثر حادث سير مروع وقع على طريق صلاح الدين شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، جراء اصطدام حافلة تقل ابناء الاسرى المشاركين في مخيم صيفي، بشاحنة تقل مواد بناء.

وذكر الصحفى نصر أبو فول، الناشط فى قضايا الأسرى الفلسطينيين، أن الاسير السكنى والد الطفل طارق فقد وعيه وانهار بعد تلقيه خبر وفاة نجله على إحدى الإذاعات المحلية التي ثبت من الضفة الغربية , حيث كان الخبر صادم بشكل كبير عليه .

وأضاف أبو فول أن الأسير أحمد السكنى تحدث له وهو فى حالة يرثى لها قائلا "إن السجن والأسلاك الشائكة قد بكت من هذا الخبر , فكيف أنا أبيه .. ابنى طارق .. ابنى طارق .. ماااااااات وينتظر الإفراج عنى ليحضتننى " .









وأوضح أبو فول أن الأسرى داخل سجون الاحتلال فتحوا بيت عزاء للفقيد طارق، وان وجوههم يائسة اثر هذا الخبر المحزن .
يذكر أن الطفل الفقيد، لم ير أباه في السجون الاسرائيلية إلا مرتين فقط، وكان قد ولد أثناء اعتقال والده, وهو الابن الوحيد للأسير أحمد السكني( 37 عاما) من حي الزيتون بغزة.

وكان الاسير السكني اعتقل من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي على حاجز أبو هولي وسط قطاع غزة بتاريخ 10-12-2001 ، ويقضى حكما بالسجن 27 عاما أمضى منها 11 عاما ونصف .