سأنتظرك إلى الأبد

بقلم: أحمد إبراهيم الحاج

سأنتظرك الى الأبد
صورة وتعبير

........................
عُدْ أيها الفارس الغائب الحاضر
الغائبُ عن العين
الحاضرُ في الذاكرة والوجدان
قطعتُ على نفسي عهداً
مهما طال بك الغياب
ونأى بك المكان
واضطهدك حكام هذا الزمان
عهدٌ عليّ
لن أكون حليلة لغيرك
لن يمتطي صهوتي
أي غدار مُعتدٍ خوّارٍ جبان
عُدْ أيها الفارس العربي
عُدْ الى فرسك العربية الأصيلة
فأنا صابرةٌ على القهر
صامدة في الأسر
قابضةٌ على الجمر
رافضةٌ للإستسلام
عصيةٌ على الإنكسار
.....................................
منذ أن وطئت أقدام الغزاة
أرض فلسطين
ورغم محاولات الطمس والصّهر
التنقيب والتغيير والحفر
الهدم والتدمير
واستشراء الإستيطان
أنا ما زلت أنا
نزيلةٌ بالدّار
ملامحي عربية
ثوبي كثوب جدتي
مطرز بالحرير
هامتي مرفوعةٌ كالعادة
إلى السماء
كما خلقني الله حرةً طليقة
جذوري غائرة في الأرض
كجذور زيتونتي وتينتي وكرمتي
عنقي مشرئبٌةٌ للقاء
عيوني لا تعرف الإنكسار
.............
مهما علا الطغاة
وتجبّر الغزاة
فأنا أكبر منهم
لأنني ما ركعتُ الاّ لله
ولن أركع الاّ لله
في يدي سيف الحق
أصد به العدوان
في اليد الأخرى
إكسير الحياة
ما زلت أعيش رغم الداء
فوق إرادة الأعداء
أتنفس هواء الوطن
أتيمم من ترابه
بعد أن سرقوا مياهه
أسجد لله على أشواكه
بعد أن جردوني من سجادة الصلاة
وحرموني من العبادة
في مسجدي وكنيستي
أقاوم وأعيش وأعبد الله
أقيم الأفراح
أحيي المناسبات
أصل الأرحام
وأرعى حقوق الأهل والجوار
أطرب لزقزقة عصافيرالوطن
أنا شوكة بالحلق
رغم سطوة الإحتلال
رغم طول الإنتظار
لا إندثار،لا إنكسار، لا إنصهار
.............................
إن كنت تائهاً يا عاشقي
إبحث عني بالبوصلة الوطنية
لعلها ضاعت منك
في يوم شذ عن التاريخ
إبحث عنها في كل مكان
ستجدها قريبة منك
ملتصقة بك كظلك
هي تبحث عنك
ترجو لقاءك وعناقك
أنت الوحيد العالم بأسرارها
إن عثر عليها أحد غيرك
لن يستطيع فكَّ رموزها وتشغيلها
هي لا غيرها
مفتاح الفرج
بشرى الإنتصار
...............................
إن كنت أسيراً
فحالك أفضل من حال آسرك
هو يخشى هروبك من السجن
ينام خائفاً قلقاً
يتقلب على جمرٍ النار
وأنت تهجع في مرقدك
مؤمناً بالله صابراً مطمئناً
واثقاً بوعد الله
لا تؤمن بالإنتحار
تنتظر جزاء الصابرين
لا تخشى لومة لائم
أنت تنعم في نور يُسريْن
لكنه مترددٌ متقلبٌ
في عتمة الإعسار
................................
إن كنت شهيداً
لله درك
أنت في جنان النعيم
سيحمل إرثك إبن أو حفيد
يخرج للدنيا مبتسماً
دوناً عن كل المواليد
يصرخ مفتخراً مبتهجاً
أنا أبن شهيد، إبن شهيد
يستلهم روحك
يقتفي أثرك
يتتبَّع نهجك
يعشق إكمال المشوار
لا يخشى هول الأخطار
............................
إن كنت طريداً منفياً
فاسعى للعودة للدار
ما زال معي مفتاح الدار
أمانة ملتفةً حول عنقي
الى يوم الدين
تخنقني في لحظات
تعود وتشحنني
بالعزم وبالإصرار
في جُلِّ الأوقات
أمسك بحقوق العودة للدار
لا تخشى هول الأسفار
أنت قويّ بالحق
أنت شجاعٌ مقدام
جبارٌ جبارٌ جبار

بقلم أحمد ابراهيم الحاج
24/6/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت