طوبى لمحمد عساف

بقلم: صلاح صبحية


محمد عسّاف ، شابٌ فلسطيني ، استطاعَ أن يجمعَ الفلسطينيين على فلسطين ، فالتقتْ فلسطينُ من بحرها إلى نهرها مع مخيماتِ الشتاتِ ومعَ الجالياتِ الفلسطينية في أنحاءِ العالمِ ، سواءً من كان مع محمد عسّاف أو من كان ضده ، التقوا جميعاً ليقولوا فلسطين ، فكانت فلسطينُ عبرَ محمد عسّاف تمتدُ على مساحة الوطن العربي كله ، فدخلت فلسطينُ كلّ البيوتِ العربيةِ كما لم تدخلها إلا في لحظات أوجّ نضالها ضد العدوّ الأمريكي الصهيوني ، فلسطينُ التي أصبحتْ في دفاترِ النسيانِ العربيّ ، استطاعَ محمدُ عسّافُ أن يعيدَ طباعةَ الوعيّ العربيّ لأيامٍ كانت فلسطينُ خلالها هي العنوان ، وذلك بعد أن جعلتنا المفاوضات نعيش في قمقمها ولا نجيدُ حتى صناعتها ، جاءَ من يصنعُ لنا إعلاماً لم نكن نفكرُ به ونحن نتوه في بحر انقسامنا اللجيّ ، فدوائرُ إعلامنا الفلسطيني ليست بواردِ أن تكونَ فلسطينُ حاضرة ً في كلِ مكانٍ وكلّ زمانٍ بما يخدمُ وحدة َ الشعبِ والأرض ، فمحمد عسّاف لم يصنعْ الفرحَ الفلسطيني وحسب ، محمد عسّاف قال لنا أنّ فلسطينَ لن تكونَ موجودةً في العقلِ والوجدانِ العربيّ ونحنُ نلوذُ بمكاتبنا ننتظرُ من يدقُ بابنا لنردَ عليه بأننا موجودون ، فوجودنا الفلسطيني هي أن ندخلَ كلَ بيتٍ عربي دونَ أن ندقَ بابه ، ليس ذلك لأننا ندخلُ البيوتَ دون استئذان أهلها ، بل لأنّ أهلها يفتحون لنا أبوابَ بيوتهم لاستقبالنا والاحتفاءِ بنا طالما نحن نريد لفلسطيننا أن تكونَ منارةً في كل بيتٍ عربي ، فالغناءُ والطربُ وسيلة ٌ لأن نحققَ وجودنا في كل مكان ، كما أنّ مقارعة العدوّ في كل مكان تدخلنا إلى كلّ بيتٍ عربي ، وأنّ تهاوننا وضعفنا أمام عدوّنا يغلقُ الأبوابَ العربيةَ دوننا ، ليكنْ محمد عسّاف درساً لنا نتعلم ُمنه العودةَ إلى تواجدنا الإعلامي والسياسي على امتداد مساحة الوطن العربي كله ، فالرهانُ على الحقيبة الدبلوماسية الأمريكية لا يحققُ لنا سوى المزيد من ابتعادِ الشارعِ العربي عنا ، بينما التواجدُ الفلسطينيُ الرسميُ في ساحةِ المواجهةِ مع العدوّ الصهيوني من خلالِ تصعيدِ المقاومةِ الشعبيةِ يجعلنا بحجمِ محمد عسّاف إعلامياً ، ولكن هل تستطيع القيادات الفلسطينية المترهلة أن تخلعَ نعليها ليلامسَ جُسدها ترابَ الوطنِ وتشعرُ بمدى مسؤوليتها اتجاه وطنها الفلسطيني الممتدُ من البحر إلى النهر ، أم أنها تخجلُ من ذلك ، ففلسطين لا تستحقُ أن يتغبرَ بترابها أصحابُ ربطاتِ العنقِ الزرقاء ، فطوبى لمحمد عسّاف الذي ادخلَ الفرحةَ إلى قلب شعبه العربي الفلسطيني ،وأدخلَ فلسطينَ إلى كل بيتٍ عربي .

حمص في 25/6/2013 صلاح صبحية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت