كفى سعادة السفير محمد عساف

بقلم: د.عزالدين شلح


ما زالت دقات قلوبنا غير منتظمة من لحظات عشتها وعشناها معك أثناء الإعلان عن النتائج النهائية لبرنامج " عرب أيدول"، لقد كان الأسبوع الأخير حافل بكل مكونات الحياة الفلسطينية، حتى أنه طال سيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، أسبوع مليء بالفرح والخوف، بالاطمئنان والقلق، بتناقضات ما بين التصويت لك وبين انتظارنا سبع سنوات من الانقسام للتصويت على مشروعنا الوطني، بين حب فلسطين والتصويت لك وبين قوميتنا العربية، بين قوة أدائك وبين تعداد أصوات الفلسطينيين، وكلما اقتربت اللحظة الحاسمة زاد الفرح والقلق، أسبوع حازم وحاسم، ننتظر لحظة بلحظه الدقيقة الأخيرة بقلوبنا في غزة والضفة والناصرة والشتات عطشاً وحباً للفرح بعد أن عشنا سبع سنوات من الانقسام والألم، لقد وحدتنا أغنياتك الوطنية وصرخنا من خلالك بأن فلسطين هنا في صدارة العالم العربي ولا يمكن أن يستثنى هذا الشعب، لنثبت للعالم بأن هناك شعب يستحق الحياة، يقوى على جبروت الاحتلال وينتصر للفرح والحب والسلام، من أجل الحرية والاستقلال.

بالأمس القريب أحييت العديد من الأمسيات بين أروقة قطاع غزة، ولم يكن هناك من يهتم لسماعك ويثمن هذه الجوهرة، واليوم تتدفق جموع غفيرة من البشر لاستقبالك، وربما يحدث العديد من حال الاختناق لسماع صوتك، وأود هنا أن أتساءل، هل ستبقى بين جمهورك وبين أبناء شعبك لتعطي ما اكتسبته من خبره للحفاظ على حب الجمهور الذي دوت صرخاته في كل أنحاء فلسطين لحظة فوزك بلقب محبوب العرب ؟

هل ستشكل لك فترة عدم الاهتمام التي عشتها قبل البرنامج وقفة مع الذات وتصرخ كفى لإهمال الطاقات الشابة، وتعمل على كل ما هو ممكن للمساهمة في اكتشاف الجواهر الفلسطينية المهملة بين أزقة المخيمات ؟

هل تؤمن بأننا كأفراد فلسطينيون نستطيع أن نحقق ما لا يمكن أن تحققه الوزارات ؟ وخير دليل على ذلك ما قام به الفنان جمال النجار اتجاهك، وهل ستوحد الطاقات الفلسطينية الشابة في مشروع وطني من أجل فلسطين وغد أفضل ؟

أؤكد لك على ما أشادت به لجنة التحكيم بأن صوتك يقاس بميزان الذهب، وأضيف بأنك كنز وطني تساهم بشكل أساسي في صناعة ثقافة المقاومة، فكلنا ندرك أهمية دور الأغاني الوطنية في تعزيز الانتماء للوطن، وما تلهبه فينا من مشاعر لمواجهة الاحتلال، وكان يجب أن يتم اكتشاف هذا الكنز وطنياً عبر وزارة لا تعرف من الثقافة غير اسمها، وزارة للأسف موازنتها اقرب إلى الصفر فكيف لها أن تستنهض الحالة الثقافية الوطنية، ففرقة التلفزيون والتي أنت أحد أعضائها، بالرغم من كل المناشدات لم يهتم بها أحد، وقسم الموسيقى أغلق في كلية فلسطين التقنية، وكذلك المسرح في جامعة الأقصى، ولا أحد مهتم على المستوى الرسمي بالسينما وهي من أخطر الوسائل الإعلامية المؤثرة في الرأي العام العالمي.

تحدثت الفنانة شرين لقناة أم بي سي بأنها شاهدت في عيون الفنان المصري أحمد جمال براءة الأطفال، بينما لمست في عينيك رجولة تحمل هم القضية الفلسطينية، ونثق بأن من غنى " علي الكوفية، شدي حيلك يا بلد، مبروك النصر مع التحرير.."، قادر على مواصلة مشواره الوطني التحرري، ولم يكن تكليفك سفيراً للنوايا الحسنة مع كل الامتيازات الدبلوماسية إلا دليل على ما يمكن أن تقوم به، لذا نتمنى أن تولي جانياً من مهامك في اكتشاف الطاقات الشابة ليكون إنتاجنا فلسطينياً خالصاً يمكن أن يتم استثماره لصالح قضيتنا الفلسطينية، هنيئاً لك ولشعبنا الفلسطيني والعربي.

د. عزالدين شلح

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت