(بِكَفي) هي فكرة، تتخمر في ذهن أيّ مواطن فلسطيني يحمل الوطن همًا وهمومًا، ويراه بعين مجردة من العصبية الحزبية أو التنظيمية التي افترست الخير في شعبنا الفلسطيني، الحي دومًا بإرادته، والباسل في نماذجه الثائرة المتمردة، والمتنوع في نضالاته وأشكال وأدوات وأساليب مقاومته، للمحتل ولكل أنواع الاضطهاد الوطني والمجتمعي. هذه الفكرة المختمرة في ذهن كل بيت فلسطيني، وفي قلب كلَّ مواطن فلسطيني لديه من الإرادة ما تدفعه لأن يثور في وجه أسوأ ظاهرة مرّت بها القضية الفلسطينية، ألَّا وهي الانقسام الّتي أتبعت ممارسته للديمقراطية عبّر صناديق الاقتراع، فكان ثمن ديمقراطيته شرذمة وطنية – مجتمعية لا زالت تجثم على صدر شعبنا، وقضيتنا، وتسيء لهما أكثر من كل المظاهر الأخرى.
(بِكَفي) إطار شعبي وطني جماهيري، يمكن له أن يجمع كلَّ أطياف وفئات المجتمع الفلسطيني المجتمعية والوطنية، حتى تلك الألوان الحزبية التي في داخلها العديد من هم على غصة وغضب من هذا الحال، بما فيهم الحزبين المنقسمين فتح وحماس، سواء على مستوى القيادة أو القاعدة، وأن تنمو وتخرج للحياة لتقول للجميع ( بِكَفي) انقسام، ظُلم، اعتقال سياسي،فقر، بطالة، فلتان، جرائم، اعتداء على الحريات... أي عنوان صغير يجمع كل العناوين العريضة، ليعبر الشباب الفلسطيني والوطنيين الفلسطينيين عن أنفسهم في أطار جامع تذوب فيه كلَّ أشكال العصبوية الحزبية، ويسمو الوطن وما دون الوطن فهو زوال.
(بِكَفي) هي الفكرة التي تلقفها الشباب الفلسطيني ودغدغت مشاعره وداخله الوطني لينطلق مرحبًا، ويبدأ مسيرته التضحية من أجل العودة بالوطن لسبعِ سنوات خلت، شهد خلالها الوطن كل مآسيه الداخلية والخارجية، واكتملت عوامل الهدم لجيل كامل سواء من الاعتداء الداخلي على صميم القضية من خلال الانقسام، أو من خلال اعتداءات وملاحقة المحتل لكل الشرفاء والوطنيين وجموع شعبنا الفلسطيني في شطريه الشمالي والجنوبي.
(بِكَفي) هي دعوة ليست طائرة، بل ثابتة في خلد الجميع من شرفاء ووطنيين هذا الشعب يمكن لها أن تجد آذانًا صاغية، وقلوب راهفة تحتضنها، وتبدأ من خلالها صوب " الوحدة – الوحدة- الوحدة" ولا شعار آخر يقف أمام الوحدة، مع دعم الفئة المثقفة الوطنية وليست المستوزرة، ودعم كل قادة وساسة هذا الشعب لإطلالة شباب أخذ على فلسطين عهدًا بأن يكون أبنًا بارًا. ضمن خطط على الأرض واضحة وجلية يشارك فيها المجموع الوطني، تبدأ بخطوات الثبات وترسيم قواعد المهمة، دون أنّ تكون ضد أيّ طرف على حساب طرف، بل تكون ضد الجميع لصالح فلسطين، ومع الجميع لصالح فلسطين.
إنها لحظة الحقيقة التي يمكن لشبابنا الفلسطيني من خلالها أنّ يقف على مذبح التضحية ليؤكد أنّ من يجابه وجابه الاحتلال شهيدًا- جريحًا- أسيرًا- طريدًا.... لا زال يقف على مذبح الحرية لأجل أن يكون الوطن هو القبلة الوحيدة لإعادة اللحمة للقضية والانتصار لها.........
(بِكَفي) الإطار الذي يمكن أن يكون هو .... السبيل لإنهاء الانقسام، ومحاربة الفساد، وملاحقة الظلم والاضطهاد، وقمع الحريات، والفقر، والبطالة، وانتشار الجريمة، وانهيار القيم..... فليعلنها شبابنا الفلسطيني ومن خلفه مثقفيه وساسته ومؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية (بِكَفي)
د. سامي الأخرس
الثلاثون من حزيران" يونيو"2013
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت