اشعل الشاب التونسي نفسة فخرجت الجماهير في كل الدول العربية, ثائرة على حكامها المستبدين, وتم اسقاطهم, الغريب ان كل هذه الشعوب لم تصل بهم الحالة من الفقر والبطالة والوضع السيء الى ما وصل إليه حال فلسطين, ولكن لأن هناك حكام وجيوش ومواطنين يريدون مصلحة بلادهم العليا, سقطت الانظمة وتم انتخاب انظمة جديدة, ولكن في فلسطين عشرات الشبان احرقوا انفسهم ولم تستجيب لهم الحكومات القائمة سوى بضعة دولارات لأهل المحروق.
يعاني الفلسطينيين من نكبة جديدة وهي ابتلائها بحكام لا يبذلون اي جهد من اجل فلسطين, ولا يعرفون الا مصالح احزابهم, ومتشبثون بالسلطة, رغم انهم جاءوا الى الحكم بالانتخابات عام 2005 وعام 2006 الا انهم الان غير شرعيين, فقد انتهت صلاحيتهم منذ سنوات, وهناك حكومتين في فلسطين لا تبذل اي حكومة اي جهد من اجل فلسطين فلا اري مشاريع استثمارية حقيقية ولا ارى مصانع ولا ارى مؤسسات مهنية ولا ارى اي حل للخريجين والعاطلين عن العمل, جاءت احدى الحكومات بالانقلاب, والحكومة الاخرى تمارس الاستبداد في اروع صورة برئاسة ابو مازن, كل هذه النكبات والمصائب التي يعاني منها الشعب الفلسطيني, تركت لديهم حالة من اليأس وعدم الرضا عن الحكومات, بل الرغبة في نفي هذه الحكومات ومحاكمة القيادات التي وراء هذه النكبات.
الشعب الفلسطيني لا يحب الانقسام والاقتتال والفوضى خاصة في ظل الاحتلال, واذا كان يحبها فهناك حكومتين قمعيتين في غزة والضفة تمنع ذلك, فلجئ الشباب الى الطريقة التونسية في اسقاط هذه الحكومات المستبدة, فبدأوا بإحراق انفسهم, ولم تقتصر ظاهرة الحرق على فرد واحد ولا فترة زمنية محددة فمنذ عام 2011 بعد ان حرق نفسة الشاب التونسي والظاهرة بدأت في فلسطين, الى الان والشباب يحرقون انفسهم, واليوم كانت اخر حالة وهو اسير محرر احرق نفسة في الضفة الغربية.
لم تتعامل حكومات غزة والضفة الغربية مع هذه الحالات, فالنظم المستبدة حينما ترى شخص احرق نفسة بسبب استبداد النظام والاوضاع السيئة تقوم ببعض الاصلاحات, ولكن حكومات فلسطين لم تقوم ببعض الاصلاحات فماذا استطيع ان اصنف هذه النظم, اصبح المواطن يشعر انه حتى لو احرق نفسة كل الشعب لم تستجيب هذه الحكومات لمطالب الناس, بعد هذه الحالة الغريبة العجيبة صار عندي تساؤل هي الدولية ملك مين, الجواب بسيط الدولة ملك الشعب, طيب هل الشعب اعطي الدولة للحكام هدية يتصرفوا فيها زي ما هم عايزين, طيب مدام صاحب الدولة مش راضي عن حكامها لماذا ما زالوا باقين.
الشاب عندما احرق نفسه ترك صديقة وامة واخته وزوجته وابية واولاده, ترك احلامه التي كان يحلم ان يحققها, ترك مستقبله, وارتكب جريمة بحق نفسة سيعاقب عليها عند الله, هل هذا الذي ترك الدنيا التي يتصارع عليها الحكام, وفضل الموت على العيش في هذه الظروف, هل هذا المواطن رخيص الى هذا الحد في نظر الحكومات, هل عندما احرق نفسي لن يتحرك احد, لماذا أليس انا من هذا الشعب الذي يستحق الحياة, فلسطين التي مات ما اجلها الاف الناس, يهان مواطنيها بهذا الحد, لماذا, هذذه فلسطين اغلى واجمل وطن لماذا يهان مواطنيها بهذا الحد, انا بطالب الحكومات انهم يعملوا اعتبار للمواطن الفلسطيني الذي اصبح لا يشعر بقيمته كفلسطيني.
باسل خضر
غزة 30/6/2013
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت