عودة شفيق ومبارك وسقوط الإخوان

بقلم: هاني زهير مصبح


إن ما يجري الآن في مصر من أحداث وخروج الشعب المصري في حشود بالملايين هي بداية صعود المؤشر السياسي لصالح الفريق/أحمد شفيق وهبوط المؤشر السياسي ضد الإخوان المسلمين في مصر المتمثل في الرئيس المصري المنتخب/ محمد مرسي .
الشعب المصري عندما خرج في أعظم ثورة مصرية عنوانها إرادة شعب هدفها التغيير وإسقاط نظام مبارك بحثا عن دولة مدنية تحقق له حياة كريمة وعادلة وتحقق له العدالة الاجتماعية ثورة ضد الفقر والجهل والبطالة والغلاء تلك الثورة التي عرفت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر الفيس بوك في 25 يناير من العام 2011م ثورة خاضها الشباب المصري بداية ولم يشارك بها جماعة الإخوان المسلمين منذ اللحظة الأولي أو حتي الأربع أيام الأولي وهي كانت اللحظات والأيام الحاسمة وعندما شاهد جماعة الإخوان المسلمين في مصر حشود المواطنين المصريين في الشارع المصري بالملايين ووقوف الجيش إلي جانب الشعب وهو جيش عظيم في قراراته ركب الإخوان المسلمين الموجة العاتية التي أطاحت بنظام مبارك الذي تنحي عن الحكم وبدأ المعادلة الجديدة بأن تسلم الجيش شئون مصر بقيادة المشير/طنطاوي وبدء الإعداد لانتخابات مصرية جديدة يقرر فيها الشعب ويختار من يكون رئيسا لهم وهنا بدأت المؤشرات تميل قليلا لصالح جماعة الإخوان المسلمين في تلك الانتخابات نظرا لأنهم جماعة إسلامية موجودة في مصر منذ القدم ولهم منتسبيهم ومؤيديهم وكذلك الجمهور المصري الذي شعر بالإحباط من سياسة النظام السابق في عهد مبارك كانت أصواتهم لصالح الإخوان المسلمين وكانت انتخابات نزيهة ومنافسة شرسة بين أبرز مرشحين وهما الدكتور/ محمد مرسي الذي فاز بالانتخابات وأصبح رئيسا لمصر والمرشح الآخر الفريق/ أحمد شفيق وكان الفارق بينهما ضئيل .
الشعب هنا قال كلمته وقرر واختار وأنتظر تحقيق أحلامه ولكن مصر حفظها الله ورعاها طال انتظار شعبها ولم يشعر الشعب بأن هناك تغير حقيقي وواقعي وملموس علي الأرض في شتي المجالات بل زادت حدة الأزمات في مصر وأصبحت تعاني كثيرا من انقطاع في الكهرباء ونقص في الوقود وتدهور في الاقتصاد والأمن وخصوصا ما حدث في سيناء من أحداث قتل وخطف للجنود وفلتان أمني في أماكن عديده وارتفاع في الأسعار للسلع الاقتصادية وأزمة في التوظيف وكثير من الأزمات وكذلك الدستور الذي لم يعجب الشعب والذي اعترض علية كثير من أبناء الشعب المصري وشعر المواطن المصري العادي بأن ما يجري في مصر هو أن مصر أصبحت دولة الإخوان لا دولة المصريين فما كان من الشعب المصري إلا الحشد من أجل اتخاذ القرار وقرر الشعب المصري بأن يكون يوم 30 /6/2013م هو النزول إلي الشارع المصري في كل أنحاء الجمهورية ولقد لبي الشعب المصري هذا النداء وكانت الحشود بالملايين والثورة في الشارع المصري تتجدد ويطالبون الرئيس /محمد مرسي بالرحيل والتنحي وهو نفس الشعب الذي انتخب مرسي وهو نفس الشعب الذي طالب مبارك ونظامه السابق بالرحيل إن مصر لا يملكها رجل أو حزب أو جماعة وإنما مصر لكل المصريين والشعب المصري وحدة هو من يقرر ويقول كلمته وعلي كل مسئول مهما كان منصبة أو موقعة أن يحترم قرار الشعب الذي يملك القرار .
إن المشهد يتطور ليصبح كالتالي فالتاريخ يعيد نفسة وكما حدث مع مبارك في بداية نزول الشعب المصري إلي الشارع ومطالبة مبارك بالرحيل فلقد سقط الكثير من الشهداء والجرحى وبعد ذلك كانت كلمة الفصل والانتصار للشعب وهذا ما يحدث ويتكرر الآن مع الرئيس /محمد مرسي الشعب يقول ارحل والشهداء تسقط والجرحى في كل مكان وسوف تكون الكلمة الأخيرة للشعب المصري والجيش المصري الجميع يعرفه بمواقفة الحازمة والثابتة والواضحة وهذا ما أعلنة الجيش المصري في بيانة اليوم بين السطور وهو بأن الجيش إلي جانب الشعب وهو جيش كل المصريين وإن إرادة الشعوب دوما تنتصر وسوف يكون المشهد كالتالي سيعود الجيش من جديد ويدير شئون البلاد لحين أن يقرر الشعب المصري مرة أخري ويختار من يكون رئيسا لمصر وهنا الشعب سيختار الفريق/أحمد شفيق وسيكون الانتصار لشفيق بالانتخابات بفارق كبير بينة وبين أي مرشح آخر للرئاسة وسوف يعيد القضاء النظر في التهم المنسوبة للرئيس السابق/محمد حسني مبارك وسوف يأخذ القانون مجراه ونظرا لظروفه الصحية وكبر سنة ولاعتبارات كثيرة سوف يخرج مبارك من السجن وأعتقد بأن هذا من العدل لأن الرئيس مبارك لم يأمر بقتل أي مواطن مصري ولم يعطي أي أوامر لأي مسئول مصري باستخدام العنف والقتل ضد المتظاهرين وإن الشهداء اللدين سقطوا في الثورة ضد مبارك هي نتيجة عادية تحدث في أي مكان بالعالم لا يمكن أن نلقي باللوم علي أحد فلكل ثورة ضحاياها ولكل انتصار ثمن وحفظ الله مصر وشعب مصر
بقلم الكاتب الفلسطيني / هاني زهير مصبح

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت