ياسر منصور معاناة لا تنتهي مع الاعتقال الإداري

نابلس - وكالة قدس نات للأنباء
في ظل استمرار انتهاك حقوق الإنسان في فلسطين، واستمرار ملاحقة النواب في المجلس التشريعي الفلسطيني، والحد من ممارستهم لأنشطتهم وعملهم المشروع، لا زالت سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعتقل في سجونها اثنا عشر نائباً وتحكمهم أحكاماً مختلفة.

أحد هؤلاء النواب المعتقلين، والذين لهم مسيرة متكررة مع الاعتقال في سجون الاحتلال وخاصة الاعتقال الإداري، هو النائب ياسر داوود سليمان منصور( أبو عمار) 44 عاماً من مدينة نابلس، والذي يواصل الاحتلال الاسرائيلي اعتقاله إدارياً حتى اللحظة.

يتطرق مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان في تقريره التالي، إلى سيرة النائب منصور الاعتقالية العديدة وملاحقته من قبل قوات الاحتلال.

وبالحديث مع زوجة النائب ياسر منصور، أم عمار، والتي تعمل مدرسة للتربية الإسلامية في إحدى مدارس نابلس، تقول إنها وزوجها ومع تكرار اعتقالاته يعيشان ولا زالا في حالة من الخوف والقلق، وكأنه مسلسل مستمر بأن يعتقل الزوج كل عامين ويسجن أربعة أعوام، ثم يخرج لعامين آخرين ويعود اعتقاله لأربعة أعوام أخرى جديدة، وذلك أمر ليس باليسير، إنما هو امر يجلنا في قلق دائم وترقب للاعتقال في أي لحظة.

وتضيف أم عمار:" اعتقالات زوجي بدأت قبل زواجنا، وها نحن لا زلنا نعيش، ويعيش هو تجارب الاعتقال مع رفاقه النواب في الأسر، والذين قضى معهم أكثر من اعتقال، وفي كل مرة كان يعتقل فيها زوجي، كان الاحتلال يداهم منزلنا ويعيث فيه فساداً كبيراً ".

ولأن عدد المرات التي اعتقال فيها النائب ياسر منصور كثيرة، تختصر أم عمار الكلام بأن زوجها اعتقل ستة مرات وقضى في سجون الاحتلال الاسرائيلي عشرة أعوام، منها أربعة أعوام قضاها كاملة في الاعتقال الإداري، الذي تجدد له مع اعتقاله الأخير بتاريخ: 24/11/2012.

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار ان النائب منصور، أحد مبعدي مرج الزهور عام 1992، والذين قضوا في الإبعاد عاماً كاملاً في مرج الزهور في لبنان.

وأضاف الخفش أن النائب ياسر منصور، يحمل شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة النجاح الوطنية، ويعمل نائباً (موقوفاً) في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهو أحد الأعضاء في مكتب نواب مدينة نابلس.

تؤكد أم عمار في حديثها لأحرار، إن زوجها يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، ومن مرض السكري، وأن كثرة اعتقالاته وتعددها كانت ولا زالت تنعكس على وضعه الصحي بشكل سلبي، بسبب انعدام الأماكن الصحية المناسبة هناك، وهو الأمر الذي يستوجب الالتفات من قبل المؤسسات الحقوقية العالمية.

ورغم إن النائب الأسير منصور معتقل منذ أشهر، إلا أن لا أحد تمكن من زيارته حتى الآن، الأمر الذي يشكل أرقاً كبيراً لأسرته وزوجته المرفوضة أمنياً، والتي طالبت بزيارة لزوجها في سجن النقب للاطمئنان عليه.

وفي الاعتقال الأخير، أو لربما لن يكون الأخير لمثل هذا النائب المعطل عن عمله في المجلس التشريعي، والذي كرر الاحتلال اعتقاله أكثر من مرة، يعيش النائب ياسر منصور مع ثلة من رفاقه وإخوانه النواب في سجون الاحتلال، وقد كانت سلطات الاحتلال قد حكمته فور اعتقاله ست أشهر إدارية، ومددت له قبل أيام ستة أشهر إدارية أخرى، لعلها تكون آخر تمديد له.

وحول أوضاع الأسرى النواب في سجون الاحتلال، أشار مركز أحرار لدراسات الأسرى، إن الاحتلال الاسرائيلي يحتجز النواب في أوضاع صعبة، رغم أن منهم المرضى وكبار السن، إلا أن ذلك ليس له أي اعتبار لديهم، وهم يمارسون ضدهم ممارساتهم البشعة كما غيرهم من الأسرى.