لعل من المهم والمفيد، تسليط الأضواء على "التنظيم الإرهابي الإسرائيلي السري الجديد" الذي يطلق عليه "تدفيع الثمن"وما يقوم به هذا التنظيم الإرهابي الذي يعتدي على المواطنين العرب الفلسطينيين، هذا التنظيم من سكان مستوطنات الضفة الغربية، يقومون بضرب المواطنين العرب، ويهاجمون أهدافاً فلسطينية، كرد على اتخاذ سلطات الاحتلال إجراءات ولو شكلية ضد الاستيطان، يحرقون سيارات المواطنين العرب، وأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية، من مساجد وكنائس، ويدنسونها بكتابة الشعارات التي تنادي بطرد العرب، ويقطعون أشجار الزيتون ويحرقون المزارع.
في مطلع شهر حزيران الجاري، قامت عصابات هذا التنظيم بثقب إطارات (21) سيارة فلسطينية في بيت حنينا، ورسموا نجمة داود على هذه السيارات، وقاموا بثقب إطارات (28) سيارة في بلدة أبو غوش، هذه البلدة تقع على بعد (13) كيلومترا شمال القدس، على الطريق الرئيسي بين القدس وتل أبيب، فهذه البلدة التي تقع داخل الخط الأخضر، ومواطنوها من حملة الجنسية الإسرائيلية، لم تسلم من هؤلاء الإرهابيين، فقد استيقظ سكان هذه البلدة، ليجدوا إطارات سياراتهم ممزقة ومزينة بالشعارات الإرهابية على جدرانها، وينادون بطرد المواطنين العرب من وطنهم.
هذه الجرائم تتكرر يوميا في أماكن مختلفة، ولم يجر اعتقال هؤلاء الإرهابيين وتقديمهم للمحاكمة، فهم ومن خلال أعمالهم وكراهيتهم للآخرين، يوشكون أن يشعلوا حريقا كبيرا من الكراهية بين العرب واليهود.
إن مجموعة "تدفيع الثمن" هي مجموعة متطرفة إرهابية من المستوطنين الحاقدين، تعمل من أجل تطفيش المواطنين العرب من وطنهم، من خلال اعتداءاتها وعملياتها الإرهابية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومزارعهم، فقد نفذت هذه العصابات حسب المصادر الرسمية منذ مطلع العام الحالي (167) اعتداء حتى نيسان الماضي، فالسلطات الرسمية تتعامل مع هؤلاء الإرهابيين بقفازات حريرية، ولم نسمع حتى اليوم أن أحدا من هذه العصابة، تم الحكم عليه بالسجن، رغم أن اعتداءاتها بدأت منذ سنتين، ويبدو أن الجهات الرسمية تشجع هذه العصابات، التي يلتقي ما تقوم به مع سياسة الحكومة، التي تغض النظر عنهم، كما تغض النظر عن سلبهم لأراضي المواطنين العرب، لتوسيع مستوطناتهم، والاعتداء عليهم، تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
في رسالة بعثها سفير جنوب إفريقيا في إسرائيل، وجه انتقادات شديدة جدا إلى السلطات الإسرائيلية اتهمها بانتهاج نظام التفرقة العنصرية ضد الفلسطينيين مشيرا إلى أن مسلكية إسرائيل هذه تذكره بمرحلة التمييز العنصري "الابرتهايد" في جنوب أفريقيا في العهد الماضي، فالسلطات الإسرائيلية تدعي وجود صعوبات في معاقبة منفذي هذه الاعتداءات العنصرية، -والتي تضاعفت مؤخرا- فيما تنشط هذه السلطات في اعتقال الفلسطينيين وحتى الأطفال، بسبب أو دون سبب، فمجلس الوزراء المصغر للشؤون الأمنية، رفض وصفهم بالإرهابيين، بل وصفهم بمجموعة غير قانونية بناء على طلب "نتنياهو"، فالحكومة إما تخشى كيدهم، أو أنها تقف خلف أعمالهم واعتداءاتهم على العرب، وجريدة "معاريف" أشارت إلى أن هناك حاخامات مستفزين يوجهون هذه العصابات، بينما بؤرهم الاستيطانية ممولة من قبل الحكومة ودافعي الضرائب.
وبينما يحذر مفتش عام الشرطة الإسرائيلية، أن تنظيم "تدفيع الثمن" قد يسبب بحرق البلاد، فإن ضابطا كبيرا بالشرطة الإسرائيلية، يقول بأنهم غير قادرين على منع هذه الاعتداءات، ضد الفلسطينيين، لعدم وجود غطاء سياسي من قبل الحكومة للتصدي لهذه العصابات، وحسب جريدة "هآرتس 26/6/2013" فقد تم تشكيل وحدة صغيرة لمتابعة جرائم هذه العصابات، وإن صلاحياتها العمل فقط في الضفة الغربية، وليس في جميع أنحاء البلاد، بينما تقول الشرطة أن قياد هذه العصابات، تقع في مستوطنة "جيلو" في محافظة القدس، تقوم بأعمال العنف ضد الفلسطينيين على خلفية قومية، فمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، أفاد بأن هذا التنظيم ليس عصابات إرهابية، بل تنظيم غير قانوني لا أكثر، إذ يصعب على "نتنياهو" الاعتراف بأن هناك يهودا إرهابيين، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، طالبت الحكومة باعتبار هذه الجماعة بتنظيم إرهابي، حتى تستطيع ملاحقتهم، غير أن "نتنياهو" رفض هذا الطلب، بل اعتبره تنظيم غير شرعي، للتخفيف من ملاحقتهم، وللمحافظة على سمعة إسرائيل في الخارج والتستر عليهم، مما فتح الطريق أمام هذه العصابات لزيادة عدوانها على الفلسطينيين، وعلى القوى السياسية العربية، لتطال حتى اليسار الإسرائيلي، مما دفع لتحميل حكومة "نتنياهو" المسؤولية عن هذه الاعتداءات ونتائجها، إذ أن الحكومة الإسرائيلية، هي التي وضعت الأسس لهذه العصابات العنصرية للعمل ضد الفلسطينيين، من خلال عشرات القوانين العنصرية التي شرعها الكنيست، واستنكار رئيس الحكومة لهذه الاعتداءات، دفع النائبة"زهافا غلاؤون" رئيسة حزب ميرتس اليساري، لوصف "نتنياهو" بأنه يقتل القتيل ويمشي في جنازته والأدلة كثيرة، فهذه هي خلفيته العنصرية، أو أنه لا يريد ممثلي اليمين الذين يشاركون في حكومته الانقلاب عليه.
منظمة "كهانا" الإرهابية، أعلن عنها عام 1994 كمنظمة غير شرعية، وهذا لم يمنعها من مواصلة جرائمها. ومن شعارات عصابة "تدفيع الثمن" التي يكتبونها على جدران القرى والأحياء العربية: "ارحلوا أيها العرب وانصرفوا"، "العرب شوكة في الحلق"، أو "رصاصة في المؤخرة"، و "بالقنبلة الموقوتة"، "محمد خنزير"، "يسوع قرد"، فهذه سياسة الحكومة الإسرائيلية التي تغطي على هذه الجرائم البغيضة التي تحدث يوميا ضد العرب، وكل هذا غيض من فيض مما يتعرض له الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية، وداخل الخط الأخضر من معاناة واضطهاد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت