دولة رئيس الوزراء ...لقد بلغ الظلم مداه

بقلم: هنادي صادق


في ظل أزمة خانقة تضرب كافة مناحي الحياة في غزة بسبب الأوضاع في مصر الشقيقة والتي ندعو الله أن يجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن ، في ظل هذه الأزمة لا نغفل عن التذكير بأزمة نحن حذرنا مراراً وتكراراً من عدم إنهائها وعدم الإهتمام بها ولهذا أكتب اليوم إلى دولة رئيس الوزراء .
أكتب إليك يا سيدي وقد انقضى أكثر من أربعة شهور ولم يتقاض الكثيرين من أصحاب التوكيلات رواتبهم بعد ، أكتب إليك يا سيدي ونحن على أبواب شهر كريم تُفتح فيه أبواب السماء ويرفع فيه الصائمون أكفهم تضرعاً وتقرباً لله عز وجل ، كما يرفع المظلومون أكفهم بالدعاء على من ظلمهم ومن لم ينصفهم .
أكثر من 120 يوماً مرت ولم تحل المشكلة التي افتعلتها وزارة المالية وقطعت بموجبها رواتب الآلاف ممن يعرفون بأصحاب التوكيلات ، قطعت رواتبهم دفعة واحدة وتم إرجاع رواتب بعضهم بالقطارة ، إنني أكاد أجزم أن سياسة المسئولون في وزارة المالية تحكمها شريعةُ الغاب ، وأنظمة الظلم والاستبداد ، وسياسات التهديد والإرهاب ، ولغة التحدّي والإرعاب ، سياسةُ مصالح لا قيم ، سياسة لا تحكم بالسويّة ، ولا تعدل في القضيّة ، ولا تتعامل إلا بظلم وازدواجية ، تنتهج قطع الأرزاق سياسة توازي في مفاعيلها قطع الأعناق ، وإلا خبروني بالله عليكم هل يُعقل أن ينتظر أصحاب التوكيلات أن يتعطف عليهم المسؤولون ويقومون بصرف كشف رواتب هنا أو هناك ، وهم الذين أرسلوا الأوراق وعبر كافة الجهات والمؤسسات ، وما إنفك بعض المتنفذين يقولون أن هناك نقصاً في هذه الأوراق ، ويتناسى هؤلاء أن الإجراء كان القصد منه إثبات وجودهم في غزة وليس معاقبتهم عن الفترة السابقة التي تركوهم يواجهون مصيرهم لوحدهم في ظل عدم إكتراث بحقوقهم ومطالبهم .
سيدي دولة رئيس الوزراء الذي نعرف عنه كل طيب ونسمع أنه لا يرضى بالظلم ولا الضيم ، لقد بلغ السيل زُباه ، والكيدُ مداه ، والظلم منتهاه ، والظلم لا يدوم ولا يطول ، وسيَضمحلّ ويزول ، والدهر ذو صرفٍ يدور ، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور (وسيعلمُ الذينَ ظلمُوا أَي مُنقلبٍ ينقلِبُون)
يا سيدي إذا رأيت الصورة عن قرب فلن تراها كاملة ولكنك كلما وسعت من رقعة نظرك إتضحت لك الصورة بشكل أفضل ، فالتعامل مع ملفات موظفي غزة يتم بكثير من التعالي والفوقية والإهمال ، والمطلوب يا سيدي نفض الغبار عن هذه الملفات ، وإيلائها قليلاً من الإهتمام وكثيراً من الإنصاف والصدق .
وأخيراً اختم ما بدأت به يا سيدي رئيس الوزراء لقد بلغ الظلم مداه ونأمل أن يكون بداية شهر رمضان منتهاه.
ملاحظة : من المأمول أن يقوم نائب رئيس الوزراء لشؤون المحافظات الجنوبية والذي لم نسمع له تصريحاً أو تلميحاً بإيلاء مشاكل الموظفين من ترقيات واستحقاقات ....إلخ ، جُل اهتمامه وأن يعمل على تذليل كافة العقبات والمشاكل التي تواجههم .
تنويه : بدأت البنوك وكعادتها من الإستفادة من الأزمات وديدنها في الإعتياش والإقتيات على معاناة موظفي قطاع غزة بالترويج لإنعدام عملة الشيكل لديها ، وأن الصرف سيكون بعملتي الدولار والدينار ، وعليه فإن المطلوب من سلطة النقد التدخل لوقف قرصنة البنوك وعملية أخذها عمولات كبيرة على رواتب الموظفين .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت