رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
" نسينا الأسر، أو بالأحرى تناسيناه، فبعد مشوار طويل لزوجي مع الاعتقالات، ظننا أن ذلك الكابوس لن يعود لبيتنا ثانية....."هذه كلمات رددتها أم علاء، زوجة الأسير سعيد محمود اسماعيل نخلة (55 عاماً)، من مخيم الجلزون قضاء مدينة رام الله، والذي يعمل موظفاً في وزارة الزراعة في مدينة رام الله، حيث أكدت أم علاء أنها لا زالت وأبناءها يعيشون صدمة اعتقاله بتاريخ: 29/5/2013، بعد مداهمة منزله واقتياده.
استهداف متعمد للأطفال الأبرياء..
تدلل أم علاء في بداية حديثها على همجية الاحتلال وعدوانه حتى على الأطفال، فقالت وهي تتحدث إلى مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن جنود الاحتلال عندما اقتحموا المنزل، وكان بعض الأبناء نائماً، منهم ابنها علاء (18 عاماً) قام الجنود برفسه وهو نائم بأقدامهم حتى يستيقظ ويبتعد عن طريقهم لتفتيش كافة أنحاء المنزل، فكان ذلك المشهد مؤلماً وقاهراً للغاية.
وتقول أم علاء، والتي ذكرت إنها أنجبت خمسة أبناء ووالدهم في الأسر، أما الابن الأصغر جود( تسعة أشهر) فقد شهد والده مجيئه للدنيا، تقول:" صحيح إن زوجي ليس معتقلاً لأول مرة، فقد قضى في سجون الاحتلال أربعة عشر عاماً منها سبعة سنوات في الاعتقال الإداري، لكن اعتقاله بعد أربعة أعوام من الإفراج والحرية، شكل لنا صدمة قوية وقاسية لا زلنا نعيش نتائجها وتبعاتها أنا والأبناء".
الابن يلقي بلوم اعتقال أبيه على أمه..
بعفوية ترافقها نار الحرمان والشوق للأب الذي اعتاد أبناؤه على مجالسته في يوم الجمعة ومرافقته للصلاة والمناسبات، قال يحيى ابن الـ( 12 عاماً) لوالدته:" أنت السبب... لو لم تفتحي لهم الباب لما تمكنوا من اعتقاله... فتصمت الأم عند هذه الجملة لا تجد ما تقوله ليحيى..."
وقالت أم علاء:" إن هذا التأثر لابني يحيى بوالده، والذي كان أكثر الأبناء بكاءً أثناء الاعتقال، جاء عندما ذهب يحيى لزيارة والده في اعتقال سابق، وكان يبلغ من العمر ستة أعوام، وعندما حان موعد الزيارة أنكر الجنود أن عمره فقط ستة أعوام فكان يبدو عليه أكثر من ذلك، وحرموه من زيارة أبيه مما شكل له حالة وصدمة نفسية ظلت ترافقه حتى الآن وهو شديد التعلق بوالده".
سعيد في الاعتقال الإداري من جديد..
أما أبناؤه الباقين، والذين يواصلون الليل بالنهار سؤالاً عن والدهم ومتى سيخرج، يوقفون الأم عاجزة عن فعل أي شيء لهم او إجابتهم... وخاصة بعد أن حول الاحتلال الاسرائيلي الأسير سعيد نخلة للاعتقال الإداري لستة أشهر، وهو في سجن عوفر.
فؤاد الخفش مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان قال إن حالة الشيخ نخله تشير الى مدى استهداف الإحتلال كبار الأسرى المحررين وعدم الإهتمام بالعمر ولا بالوضع الصحي مشيرا الى الطريقة الوحشية التي تم اعتقال الشيخ فيها.