الأسير زياد مريش ولحظات وداع قاسية في الدقائق الأخيرة قبل اعتقاله

نابلس - وكالة قدس نت للأنباء
رفع الطفل كلتا يديه للأعلى بعدما أيقظه والده من نومه... ظاناً إياه سيحمله، فأجهش الطفل بالبكاء عندما قبله والده وقبل إخوته وغادر غرفتهم وتركهم وعيونه تحبس الدمع.... هذه ليست لقطات من فيلم أو مسلسل... هذه لحظات حقيقية لوداع أب وأسير فلسطيني لأبنائه.

عادت عائلة الأسير زياد نبيه فتح الله مريش(50 عاماً) من مدينة نابلس للمعاناة ذاتها، وعاد الأطفال ينتظرون أباهم من سجنه من جديد، وعاد طارق (الابن الأصغر) يتجول في أنحاء المنزل وينادي (بابا بابا) فهل من مجيب لهم؟؟ وهل من أحد يستطيع وقف الألم الذي يعيشونه؟؟

قبل أيام وبتاريخ: 29/5/2013 اعتقلت سلطات الاحتلال زياد مريش، ولم يكتفي جنود الاحتلال بدخول المنزل واعتقاله وابنه نبيه(20 عاماً)، بل فتشت في المنزل وأخربت أثاثه وصادرت الأجهزة الخلوية والكمبيوتر، واقتحمت أيضاً محلهم التجاري الكائن وسط المدينة وعبثت فيه وكسرت أبوابه وصادرت جهاز الحاسوب الذي كان فيه.

أم نبيه، زوجة الأسير مريش، والأم لخمسة أبناء أكدت، أن اعتقال زوجها الأخير كان في لحظات عصيبة على العائلة في الوقت الذي ينتظرونه للسفر للأردن لعلاج ابنتهم سنا( 10 سنوات) والتي تعاني من مشاكل في القلب منذ الصغر، وكان والدها يجهز أمورها للسفر والعلاج.

وتقول أم نبيه:" مأساتنا مع الاحتلال الاسرائيلي مستمرة رغم أنها أرهقت العائلة، فلا نشعر بالأمن والأمان، وبين الحين والآخر يعود زوجي أسيراً، وهكذا يدور دولاب الاعتقال مع أبو نبيه، الذي ذكرت زوجته أنه اعتقل ثلاثة مرات وقضى في سجون الاحتلال خمسة أعوام منها ثلاثة عشر شهراً في الاعتقال الإداري وكان ذلك عام 2009".

وأشارت أم نبيه في حديثها، أن الاعتقال الأخير لزوجها، انعكس أيضاً على نفسيات الأطفال، الذين يسألون عن والدهم ليل نهار، والذين تسبب لهم الاحتلال بخوف يتمثل في هرعهم عندما يسمعون دق الباب، ويقولون( هاهم اليهود رجعوا مرة أخرى).

كما ذكرت الزوجة، أن الفترات السابقة والتي شهدت اعتقالات لنبيه كان الأطفال لا يزالون صغاراً، وكانت المسؤولية تكبر يوماً عن يوم، والأطفال أيضاً يكبرون، وكانت فترة اعتقال زوجها عام 2007 وقضاء 27 شهراً في الاعتقال عصيبة وخاصة وأنها كانت ممنوعة من الزيارة ولم تتمكن خلال 27 شهر اعتقال إلا من زيارة لمرة واحدة.

وحول المعلومات الأخيرة عن الأسير مريش وابنه زياد، فذكرت الزوجة أن زوجها يقبع حالياً في سجن مجدو بعد أن تم تحويله للاعتقال الإداري لستة أشهر، بينما لا يزال ابنها نبيه في مركز تحقيق بتاح تكفا، وهناك تخوف من وضعه في مركز التحقيق واستمرار مكوثه هناك، خاصة وأنه يعاني من انزلاق غضروفي في منطقة الظهر وبحاجة إلى عملية جراحية.

أم نبيه، والتي تعلم أن هناك العشرات من أمثالها من نساء الأسرى اللوات يعشن ظروفاً قاهرة بسبب الاعتقالات، وجهت وعبر مركز "أحرار" لدراسات الاسرى وحقوق الانسان نداءً بضرورة الإفراج عن زوجها والذي يعاني من قرحة مزمنة ويعاني منذ فترة قصيرة من وجود حصوة في الكلى ومن وجود ورم في الصدر، وضرورة الإفراج عن ابنها وعن كافة الأسرى المرضى والإداريين وخاص كبار السن منهم.

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان إن هناك استهداف واضح للأسرى المحررين في الضفة الغربية من خلال اعادة اعتقالهم والضغط عليهم من خلال اعتقال أولادهم الأمر الذي يعتبر منافيا لجميع الأعراف الدولية .