الاعتقال في سجون الاحتلال الصهيوني ليس سلبا للحرية فحسب، انه انتقام الشر ضد الفلسطيني الانسان..والسلام..الطفل والمراة..الرجل والشيخ..العالم ..والزاهد.
في مسيرة السجان الملوثة بالعار ثمة حقيقة يرويها القيد القاسي الذي ادمى اعمار رجالنا ونسائنا. لكن العار الاسرائيلي تمادى في جبروته, ليصل السجان الصهيوني هذه المرة ليستهدف الاطفال دون سن الرشد او البلوغ .
هؤلاء الاطفال شهادات حية على استهداف الصهيونية لكل فلسطيني حي. وهي في نفس الوقت استراتيجية الجبناء الذين يتواروا خلف خوفهم. ويعرضون فرح لانتصارات صغيرة ووهمية حينما يعتقل طفل لم يبلغ الحلم ولم يهجر الفطام منذ زمن.
الاطفال الاسرى من كل بقعة وحي ومخيم ووداي وقرية في فلسطين دليل ادانة للسجان. نموذج لوحشية راسمالية الاعلام العالمي التي تعنى بقضايا الحيتان في البحار. والافاعي في صحاري افريقيا. والدببة في القطب الشمالي. وتتغافل عن قصد معاناة الالاف من الاطفال الفلسطينيين الذين ارهقتهم الجدران الرطبة في السجون. واعياهم المرض وسوء التغذية . منسيون من عالم الاحياء. محجوبون عن الشمس والسماء والهواء واحضان امهاتهم وعناق اجدادهم ولهو اصحابهم.
الاطفال الفلسطينون الاسرى قضية ضمير عالمي. هؤلاء الاطفال الذين يعانون ما يعانيه الكبار . المحرومون من زيارة ذويهم. الطامعون لوجبات تسد جوعهم. ومياه نظيفة. وحقائب مدارسهم. انهم الوجه الاخر من وحشية المحتل. صورة لصوت العدالة الفارغ للامم والشعوب المتحضرة.
هؤلاء الاطفال الصغار. يدعوننا الان . يستغيثون بكل ادمي على وجه الارض. ان نعيد اليهم طفولتهم وانسانيتهم. ونجمع لهم انفاس رئاتنا ليستعيدوا حرياتهم. يدعوننا الان اعادة ترتيب اولوياتنا. اختصار فرديتنا امام فضاء الحضور المشرف للعطاء والمساندة الجماعية. ان نستعيد همتنا وكرامتنا ونخوتنا فننتصر لهم امام جلاد عبثي امعن تجربة الموت في كل ما هو فلسطيني. واستمرأ دهس احلامنا كامة هانت فهان عليها الوجع والحزن والهزيمة.
الاطفال الاسرى هي حكاية لن نجدها الا في دولة أمنت العقاب فأساءت الادب وامتطت ظهر الباطل وتعسفت في ضلالها وسرقت في واضحة النهار حقنا في العيش والصلاة والعبادة والحب والغضب والامل والحياة.
الاف من اطفالنا الاسرى في سجون اسرائيل. قضية تستوجب نصرتهم. وتفرض واجبا حده الادنى ان نبعث اليهم املا بانهم في بؤبؤ العين وسويداء القلب. ان نقارع في كل حدب وصوب من اجل اسنادهم ورفع عزائمهم. ان نقف في كل ساحة قانونية دولية او اقليمية. وفي كل فضاء اعلامي. وفي كل محفل سياسي. وفي كل منظمة محلية او اقليمية او دولية. ان نخصص جزء من جهدنا لنبعث اليهم وصالنا وحرصنا ودعمنا .
خالد عزالدين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت